وزير إسرائيلي يتوعّد بمطاردة قادة حماس فوق الأرض وتحتها

غانتس يقول إن إسرائيل لن توقف الحرب التي تشنها على قطاع غزة رغم الحاجة إلى تهدئة القتال لاستعادة الرهائن.
تراجع التأييد الشعبي في الولايات المتحدة لإسرائيل
سانشير يدعو إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار
أردوغان يؤكد أن تركيا ستواصل عزل إسرائيل دوليا

القدس - توعّد الوزير في المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي بيني غانتس اليوم الإربعاء بمطاردة قادة حركة حماس فوق الأرض وتحتها، مهددا لبنان بمصير غزة في حال نشبت حرب بين إسرائيل وحزب الله، في أحدث مؤشر على تجاهل الدولة العبرية لكافة الدعوات لوقف إطلاق النار، في وقت تتراجع فيه موجة التضامن في صفوف حلفاء إسرائيل.

وقال غانتس "يواصل جنود الجيش الإسرائيلي عملياتهم في عمق مدينة غزة ولن تكون هناك مدن ملجأ ولن يكون هناك ملاجئ"، مضيفا "سوف نذهب إلى أي مكان نحتاج إليه للقضاء" على مقاتلي حركة حماس فوق وتحت سطح الأرض. في غزة وفي أنحاء العالم"، على حد تعبيره.
وهدد غانتس لبنان بمصير مشابه لغزة قائلا "ما نقوم به بفعالية في غزة يمكن أن يعمل بشكل أفضل في لبنان حسب الحاجة".
وقال إن "زعيم حماس في غزة يحيى السنوار ظن أنه سيفكك المجتمع الإسرائيلي وعندما يرى ما يحدث يدرك أنه لا يخسر المعارك فحسب، بل سيخسر هو والحركة الحرب"، معتبرا أن "أي وقف محدود لإطلاق النار في غزة ولو حدث، فلن يوقف القتال".
وتابع "حتى لو كنا بحاجة إلى التهدئة لاستعادة رهائننا، فلن يكون هناك توقف للقتال والحرب حتى نحقق أهدافنا"، مردفا "نحن نواصل بذل كل الجهود لإعادة جميع الفتيات والفتيان (الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس) إلى حدودهم، هذا ليس شعارا وإنما حقيقة".
كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء أنه "لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه، لا يوجد مكان للاختباء أو ملجأ" وذلك بعد اقتحام الجيش مستشفى الشفاء في قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو الذي تحدث خلال زيارته لإحدى القواعد العسكرية في جنوب البلاد "سنصل إلى حماس ونقضي عليها وسنعيد الرهائن"، مؤكدًا أنهما "مهمتان رئيسيتان" في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم خلال الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة والذي يعتبر في صلب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ عدة أيام وتتهم الدولة العبرية حماس باستخدام المستشفى لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وعبّرت الأمم المتحدة عن قلقها بعد عملية الاقتحام وخصوصا أن المستشفى أصبح منذ بدء عملية النزوح مأوى لعشرات آلاف الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم هربا من القصف.

وأظهر استطلاع جديد أجرته رويترز/إبسوس أن التأييد الشعبي في الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة في تراجع بينما يعتقد أغلب الأميركيين أنه يتعين على الدولة العبرية إعلان وقف لإطلاق النار في الصراع الذي تفاقم إلى أزمة إنسانية.

واستطلاع الرأي الذي أجري على مدار يومين آخرهما الثلاثاء أظهر أن نحو 32 بالمئة من المشاركين قالوا "الولايات المتحدة عليها أن تدعم إسرائيل" لدى سؤالهم عن الدور الذي من المفترض أن تقوم به بلادهم في الصراع. وقلت بذلك النسبة عن 41 بالمئة كان هذا موقفهم في استطلاع رأي أجري في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول.

وارتفعت نسبة من قالوا إن "الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطا محايدا" إلى 39 بالمئة في الاستطلاع الجديد من 27 بالمئة قبل شهر. وقال أربعة بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إن على واشنطن دعم الفلسطينيين و15 بالمئة قالوا إنها لا يجب أن تتدخل إطلاقا والنسبتان مماثلتان لما أظهره استطلاع الشهر الماضي.

وقال نحو 68 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يوافقون على جملة "إسرائيل عليها أن تعلن وقفا لإطلاق النار وتحاول التفاوض".

وفي إشارة قد تكون مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل، أيد 31 بالمئة فقط من المشاركين في الاستطلاع إرسال أسلحة إليها، بينما عارض 43 بالمئة الفكرة. وقال الباقون إنهم غير متأكدين. وكان تأييد إرسال أسلحة إلى إسرائيل أقوى بين الجمهوريين، بينما عارضه ما يقرب من نصف الديمقراطيين.

وبالمقارنة، أيد 41 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لدعمها في صد الغزو، الذي شنته روسيا قبل 21 شهرا تقريبا، مقابل معارضة 32 بالمئة. وقال الباقون إنهم غير متأكدين. وعندما يتعلق الأمر بأوكرانيا، يكون تأييد إرسال أسلحة إليها أقوى بين الديمقراطيين.

وفي سياق متصل أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستواصل "عزل إسرائيل دوليا وتوفير كافة أشكال الدعم لفلسطين".
وقال أردوغان في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان التركي "في خطة مزدوجة سنواصل عزل إسرائيل في الساحة الدولية بينما نوفر كافة أشكال الدعم الإنساني لفلسطين".
وأشار إلى أن أنقرة ستواصل "اتخاذ خطوات لضمان محاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية بعدما قتلوا بوحشية شعب غزة المظلوم".
ولفت إلى أن "إسرائيل تطبق استراتيجية تدمير كامل لمدينة غزة وسكانها"، مضيفا "أقولها بصراحة وبقلب مستريح إسرائيل دولة إرهاب".
وشدد الرئيس التركي على أنه سيجري "اتصالات هاتفية مع زعماء البلدان التي امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة مؤخرًا والذي صوتت لصالحه 121 دولة".
وأكد أن الحكومة التركية "لن تتردد أبدًا بسبب انزعاج أحدهم من التصريح بأن أفراد حركة حماس مقاومون يسعون إلى حماية وطنهم وأرواحهم".
ووجه أردوغان حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا "تمتلك قنبلة ذرية، قنبلة نووية، وتهدد بها، امتلك ما شئت فإنك راحل"، مضيفا "إن كنت شجاعا فأعلن عنها، لكنك لا يستطيع".
وأشار أن وزراء إسرائيليين يعترفون أمام الكاميرات بامتلاكهم أسلحة نووية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تتحرك حيال ذلك، لافتا إلى أن "الحكومة الإسرائيلية التي تتلقى دعمًا غير محدود من الولايات المتحدة والدول الغربية تواصل منذ 40 يومًا مجازرها".
وشدد أردوغان على أن "إسرائيل تُظهر إرهاب الدولة بالمعنى الحقيقي للكلمة من خلال قصف المدنيين عمدا على الطريق بعد إجبارهم على مغادرة منازلهم".

بدوره دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم الأربعاء إسرائيل الى وضع حدّ لـ"القتل الأعمى للفلسطينيين" في قطاع غزة، في أشد انتقاد يوجّهه للدولة العبرية منذ اندلاع الحرب مع حماس.

وطالب رئيس الوزراء الاشتراكي "بوقف فوري لإطلاق النار من جانب إسرائيل في غزة والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني الذي لا يتم احترامه الآن بشكل واضح".

وأكد "لا شك، نحن الى جانب إسرائيل في رفضها وردّها على الهجوم الإرهابي الذي تعرض له هذا البلد في أكتوبر/تشرين الأول ونطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس"

وأضاف "لكن بنفس القدر من الوضوح، نرفض القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية" متعهداً بأن تعمل حكومته الجديدة "في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية".