وزير الداخلية التركي يتنصل من تهديداته بتدمير رئيس بلدية اسطنبول

السلطات التركية تنفي نيتها عزل أكرم امام اوغلو بعد فترة وجيزة من تهديده بسبب دعمه لثلاثة رؤساء بلديات أكراد استبدلوا بمسؤولين من حزب العدالة والتنمية.

أنقرة - تراجع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عن تصريحات سابقة أشارت الى تهديدات بعزل رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش.

وقال وزير الداخلية التركي في في مقابلة تليفزيونية مع محطة "سي إن إن تورك" الأحد، ان الحكومة لا تنوي حاليا عزل رئيس بلدية اسطنبول.

وكان صويلو هدد الأسبوع الماضي "بتدمير" رئيس بلدية اسطنبول بسبب دعمه لثلاثة رؤساء بلديات أكراد استبدلوا بمسؤولين من حزب العدالة والتنمية بذريعة أن لهم صلات بالإرهاب بعد أقل من خمسة أشهر من انتخابهم".

واستبدلت الحكومة التركية في اب/اغسطس رؤساء بلديات من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في ديار بكر ووان وماردين بمسؤولين حكوميين واعتقلت أكثر من 400 شخص للاشتباه في صلاتهم بمقاتلي حزب العمال الكردستاني في خطوة انتقدها المعارضون بحدة.

وانتقد أكرم إمام أوغلو رئيس هذه الخطوة ووصفها بأنها غير قانونية وتتعارض مع الديمقراطية وطلب العدول عنها.

وكان إمام أغلو قد ألحق بالرئيس رجب طيب أردوغان أكبر هزيمة في تاريخه السياسي عندما هزم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية في يونيو/حزيران.

وزار رئيس بلدية اسطنبول والعضو في حزب الشعب الجمهوري الذي دعمه حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات يونيو/حزيران في مطلع الأسبوع بلدة ديار بكر الكردية للقاء اثنين من رؤساء البلديات المطاح بهم.

رئيس بلدية اسطنبول زار اثنين من رؤساء البلديات المعزولين
رئيس بلدية اسطنبول زار اثنين من رؤساء البلديات المعزولين

ويتهم أردوغان وحكومته حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني المصنف جماعة إرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وينفي حزب الشعب الجمهوري وجود هذه الصلات.

وقال وزير الداخلية سليمان صويلو الثلاثاء الماضي متحدثا في إقليم بورصة في شمال شرق البلاد إن عزل رؤساء البلديات الثلاثة الذين انتخبوا في أواخر مارس/آذار تم في إطار القانون.

وقال عن إمام أوغلو "جاهل. اعرف مكانك واعرف حدودك"، مضيفا "هذا البلد يتعامل مع ذلك التنظيم الإرهابي منذ 40 عاما... إذا تدخلت في شؤون خارج اختصاصات عملك سندمرك".

وجاءت هذه التصريحات بعد أسبوع من إعلان إمام أوغلو أن بلدية اسطنبول ألغت تحويل أكثر من 350 مليون ليرة (61 مليون دولار) لبعض المؤسسات التابعة لحزب العدالة والتنمية في أول خطوة يتخذها ضد أردوغان منذ انتخابه.

وتثير الانتقادات التي يوجهها أردوغان ووزراء في حكومته، مخاوف من أن الرئيس التركي الذي يحاول لملمة جراحه بعد الهزيمة المذّلة، يسعى للإطاحة برئيس بلدية اسطنبول وأن التصعيد الأخير ضد أكرم إمام أغلو ليس إلا مقدمات لتحرك أوسع ضدّه.

ويعمل الرئيس التركي منذ توليه السلطة وتعزيز صلاحياته الرئاسية التنفيذية، على إفراغ مؤسسات الدولة من المسؤولين المنتمين لأحزاب معارضة واستبدالهم بآخرين من العدالة والتنمية لتعزيز هيمنته.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
اردوغان يسعى للانتقام من خصومه بدعوى الارهاب

ويقول محللون إن استبعاد رؤساء البلديات في ديار بكر ما هي إلا مقدمة لحملة أوسع لا تختلف عن تلك التي أعلنها عقب محاولة الانقلاب الفاشل في صيف العام 2016 والتي شملت اعتقال الآلاف من الموظفين والعسكريين والأكاديميين بتهمة الانتماء لمنظمة فتح الله غولن الذي تتهمه حكومة أردوغان بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية.

ويرى المتابعون لسياسات الرئيس التركي ولشخصيته الميالة بشدّة للنزعة الاستبدادية ، أنه لم ينس الصفعة التي تلقاها في الانتخابات البلدية وسيعمل حتما على الانتقام من خصومه على طريقته، في إشارة إلى استخدامه ورقة "الصلة بالإرهاب" لتصفية معارضيه وأن أكرم إمام أغلو لن يكون بمنأى عن تلك السياسة الانتقامية.