وزير العدل الفرنسي يتراجع عن تعهده بإعادة جهاديين من العراق

أوساط  جيرالد دارمانان تؤكد أنه لم يتم الإعلان عن إعادة جهاديين فرنسيين مسجونين في العراق.

باريس - أكدت أوساط وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان أنه "لم يتم الإعلان عن إعادة" جهاديين فرنسيين مسجونين في العراق، في إشارة إلى تصريحات للوزير نشرت مساء الجمعة في إحدى وسائل الإعلام المحلية، فيما يبدو تراجعا عن تعهد بحسم المسألة الشائكة، باعتبار المخاوف الفرنسية من عودة المدانين في قضايا إرهاب بالإضافة إلى رفض الرأي العام الأوروبي تسلّمهم.

وخلال مقابلة أجراها دارمانان مع قراء صحيفة "لا فوا دو نور" الإقليمية، سأل أحدهم الوزير عما إذا كانت الحكومة ستعيد ثلاثة مواطنين فرنسيين من العراق حُكم عليهم بالإعدام ثم بالسجن المؤبد.

وأجاب وزير العدل "نعم، كما هي الحال بالنسبة إلى العديد من المحتجزين الفرنسيين في أنحاء العالم، في إيران أو في أي مكان آخر".

وأوضحت أوساط دارمانان لوكالة فرانس برس اليوم السبت أنه لم يكن يقصد التعليق على حالات محددة ولم يكن هناك أي إعلان عن إعادة المواطنين.

وأضافت "أوضح الوزير أنه بشكل عام، فإن السجناء الفرنسيين في الخارج لديهم رغبة في قضاء عقوبتهم في فرنسا، وأن الأجانب المسجونين في بلادنا يرغبون في أن يقضوا عقوبتهم في الخارج، دون تحديد أي سقف زمني"، متابعة أن "وزارة الخارجية الفرنسية مسؤولة عن إدارة هذه الملفات".

وأحيت تصريحات الوزير أملا حذرا لدى محامي الجهاديين الفرنسيين المسجونين في العراق. وعلّقت ماري دوزيه، محامية جميلة بوتوتاو، الفرنسية المحكومة بالسجن 20 عاما في العراق منذ 2018، وهي "مريضة بشدة" وفق تقارير، مساء الجمعة قائلة إن "تصريحات وزير العدل تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تزال بحاجة إلى تحويلها إلى أفعال، وبسرعة".

وأشارت تقارير دولية إلى أن فرنسا كانت من بين الدول الأوروبية التي قدمت أكبر عدد من المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا، فيما تتراوح التقديرات حول عدد الفرنسيين الذين انضموا إلى التنظيمات الجهادية بين 1300 و1900 شخص.

وتمثل عودة هؤلاء المقاتلين وعائلاتهم تحديًا أمنيًا واجتماعيًا لفرنسا، وسط مخاوف من إمكانية قيام العائدين بتنفيذ هجمات إرهابية أو نشر الأيديولوجيات المتطرفة، فيما أعلنت باريس في وقت سابق استعدادها لإعادة الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين.

ودعمت باريس بغداد في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ووفرت التدريب للقوات العراقية ومنذ دحر التنظيم المتطرف في أواخر 2017، كثفت فرنسا جهودها الرامية إلى استهداف الجيوب المتبقية من عناصر "داعش" وتعزيز أمن الحدود.