وزير سلوفيني مبعوثا جديدا للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية

الحديث عن قرب تعيين ميروسلاف لايتشاك مبعوثا خاصا للأمم المتحدة الى الصحراء المغربية ينهي مبررات البوليساريو بالتصعيد والتلويح بالحرب بذريعة جمود ملف التسوية والفراغ الاممي.

نيويورك - سحبت تصريحات دبلوماسيون الأربعاء بقرب تعيين وزير الخارجية السلوفيني ميروسلاف لايتشاك مبعوثا خاصا للأمم المتحدة الى الصحراء المغربية كل الذرائع التي طالما كررتها جبهة البوليساريو الانفصالية لتبرير قرارها بالتصعيد والتلويح بالحرب بذريعة جمود ملف التسوية والفراغ الأممي.
وخسرت جبهة البوليساريو معركة دبلوماسية وسياسية جديدة مع تنامي عزلتها دبلوماسيا وانحسار خياراتها وتفكك دعاية التضليل التي كانت تروج لها في المنابر الدولية وتآكل الدعم والإسناد الخارجي الذي كانت تحظى به من بعض الدول الإفريقية.
ويضع تعيين لايتشاك حدا لشغور استمر 9 اشهر بعد استقالة الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر منه لأسباب صحية نهاية مايو/ايار الماضي.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم انه في حال عدم اعتراض أحد من أطراف النزاع على ترشيح لايتشاك في الأسابيع المقبلة، فسيتم تأكيد تعيينه.

في حال عدم اعتراض أحد من أطراف النزاع على ترشيح لايتشاك في الأسابيع المقبلة فسيتم تأكيد تعيينه

وحاولت جبهة البوليساريو استغلال الفراغ الاممي لتصعيد خطابها مع تنامي عزلتها حيث فال عبدالقادر طالب عمر ممثل البوليساريو لدى الجزائر الداعمة والحاضنة الأساسية للانفصاليين أنه لم يعد أمام الجبهة من خيار إلا العودة لتبني العمل المسلح، مضيفا في تصريحات أدلى بها الاسبوع الماضي لوكالة الأنباء الروسية 'سبوتنيك'  إنّ "خيار الكفاح المسلح يبقى قائما والصحراويون مطالبون بإعداد قوتهم وتحضيرها لأن خيار الكفاح المسلح يبقى دائما مطروحا ويمكن اللجوء إليه عند الحاجة في حال فشل كل الحلول السياسية".
وتعيش جبهة البوليساريو حالة من التخبط منذ ان أعلنت دول افريقية افتتاح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة وسحب دول أخرى الاعتراف بالكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية العربية الصحراوية في وقت أعلن فيه المغرب توافقه مع الاتحاد الأوروبي على مسار الحل السلمي وفقا للجهود الأممية وضمن حدود السيادة والثوابت الوطنية المعلنة.
وتلويح الانفصاليين بالعودة للحرب يأتي على وقع إنهاء المغرب للفراغات التشريعية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية للمملكة بما يشمل مجالاتها البحرية في الأقاليم الجنوبية.

وسبق للجبهة أن انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة كما أقدمت على خطوات تصعيدية بنقل مقرات لداخل المنطقة وهي انتهاكاتها تصدت لها الرباط حينها بتحرك دبلوماسي لدى المنظمة الأممية ومجلس الأمن الدولي، مؤكدة في الوقت ذاته أن التزامها بالمواثيق والقانون الدولي لا يعني ضعفا أو تهاونا في مواجهة تلك الخروقات.

مقاتلون من البوليساريو
تلويح البوليساريو بالحرب يكشف حجم عزلتها بعد خسائرها السياسية والدبلوماسية الاخيرة

ويبدو أن البوليساريو لم تجد من سبيل للتشويش على الجهود التي يبذلها المغرب لإحداث نقلة نوعية في صحرائه من خلال حزمة مشاريع تنموية على طريق تحويل الأقاليم الجنوبية إلى قطب عالمي للاستثمار، إلا بافتعال ضجيج المراد منه في النهاية تعطيل مسار التنمية. ياستغلال حجة الفراغ الاممي الذي يبدو انه سينتهي قريبا بتعيين الوزير السلوفيني وبالتالي تهاوي دعاوي البوليساريو.
ولم تكن مهمة العثور على خليفة لكوهلر مسألة سهلة بالنسبة الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، فالعديد من المرشحين اما رفضوا قبول المهمة أو تم رفضهم من قبل أحد اطراف النزاع.
ونجح كوهلر في جمع المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا على طاولة المفاوضات في سويسرا في كانون الأول/ديسمبر عام 2018، وايضا في آذار/مارس 2019، لكن لن يتم احراز أي تقدم.
وتحتفظ الامم المتحدة ببعثة سلام في الصحراء المغربية تعرف باسم "مينورسو"، مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار من خلال دوريات جوية وبرية.
وخدم الدبلوماسي لايتشاك البالغ 56 عاما في مواقع عدة قبل تعيينه وزيرا لخارجية سلوفينيا، منها رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بين أيلول/سبتمبر 2017 وأيلول/سبتمبر 2018.
وعام 2006 ساعد لايتشاك في تنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه الاتحاد الاوروبي في الجبل الاسود، قبل ان يعين ممثلا خاصا للتكتل الاوروبي في البوسنة.
وتتمسك البوليساريو بمطلب تقرير المصير فيما اقترح المغرب حكما ذاتيا تحت سيادته وهو اقتراح لقي ترحيبا دوليا بوصفه حلا للأزمة وإنهاء للنزاع المستمر منذ عقود.
وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن أوضح أن"الحكم الذاتي مطابق مائة بالمائة لمبدأ تقرير المصير وهذا الأخير لا يعني قطعا الاستفتاء أو الاستقلال وإنما يعني حلا في إطار الحكم الذاتي".
وأكد كذلك أن "الشرعية موجودة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وليس فوق الأراضي الجزائرية لأن 80 بالمائة من ساكنة الصحراء توجد بأقاليمنا الصحراوية".
ووحدة المملكة المغربية وسيادتها على كل شبر من أراضيها خط أحمر ومن الثوابت الوطنية غير قابلة للتفاوض أو المساومة.