وسط توتر مع اثيوبيا، الصومال تنفي وجود قوات مصرية على أراضيها
مقديشو - نفت الحكومة الصومالية وجود قوات عسكرية مصرية في الوقت الراهن في البلاد وفق مذكرة تفاهم عسكرية وقعت الشهر الجاري وذلك في خضم توتر وتصريحات متشنجة بين القاهرة وأديس أبابا المتخوفة من الدعم المصري لمقديشو.
واكد وزير الدولة الصومالي للشؤون الخارجية علي محمد عمر أن القوات المصرية لم تصل بعد للبلاد لكنه أشار في المقابل أنها ستتواجد في القترة المقبلة لتدريب القوات الصومالية والمساهمة في إعادة بناء الجيش مع تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية مثل حركة الشباب.
وهاجم الوزير الصومالي أثيوبيا قائلا "انها تخالف ميثاق إفريقيا والقوانين الدولية باعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال التابع لجمهورية الصومال الفيدرالية".
وتوترت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا بعد الاتفاق البحري الذي أبرمته الاخيرة مع إقليم أرض الصومال (بونتلاند) الانفصالي في الأول من كانون الثاني/يناير، والذي ينص على تأجير السلطات الاثيوبية لمدة 50 عاما 20 كيلومترا من ساحل أرض الصومال الواقع على خليج عدن.
ونددت مصر بالاتفاق مع أرض الصومال. والقاهرة على خلاف مع أديس أبابا منذ سنوات بسبب بناء إثيوبيا لسد ضخم على نهر النيل لتوليد الطاقة الكهرومائية.
وتقول سلطات أرض الصومال إنّه مقابل السماح لأثيوبيا بالوصول إلى البحر، فإن أديس أبابا ستصبح أول دولة تعترف بالمنطقة الانفصالية رسمياً، وهو أمر لم تفعله أي دولة منذ أن أعلنت هذه المنطقة الصغيرة استقلالها من جانب واحد في 1991.
وشدد علي محمد عمر على أن "بورتلاند ستبقى جزء من البلاد" مشيرا لجهود بذلت لتجاوز فترة من العداء بين مقديشو وأديس أبابا لكن توقيع الاتفاق الأخير بين اثيوبيا بورتلاند تسبب في الازمة الحالية.
بورتلاند ستبقى جزء من الصومال
وهددت مقديشو في السابق بطرد ما يصل إلى 10 آلاف جندي إثيوبي موجودين بها كجزء من مهمة حفظ سلام وبموجب اتفاقيات ثنائية لمكافحة مسلحي حركة الشباب، وذلك إذا لم يتم إلغاء الاتفاق.
ووقعت مصر بروتوكول تعاون عسكري مع مقديشو الشهر الماضي وسلمت مساعدات عسكرية للجيش الصومالي وعرضت المشاركة بقوات في بعثة حفظ سلام جديدة في البلاد وهو ما أثار غضب رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد.
وتتوسط تركيا في محادثات غير مباشرة بين إثيوبيا والصومال لمحاولة حل النزاع، لكن لم يتحقق حتى الآن أي تقدم كبير فيما تمتلك أنقرة نفوذا كبيرا في المنطقة من خلال تدريب الجيش الصومالي.
وأعلنت إثيوبيا الشهر الجاري أنّ مهمة جديدة يقودها الاتحاد الأفريقي في الصومال قد تؤدي إلى تفاقم التوترات محذرة من "مخاطر" محتملة قد تزعزع الاستقرار في القران الافريقي.
وفي تلميح لمصر قال ابي أحمد " أن بلاده سوف "تذلّ" أي دولة تهدد سيادتها" بينما يتصاعد الخلاف بشأن سد النهضة.
وبداية الشهر الجاري طالبت مصر بتدخل مجلس الأمن الدولي لمواجهة التصعيد الاثيوبي فيما يتعلق بسد النهضة خاصة موقف ابي أحمد الأخير بشأن المرحلة الخامسة من ملئ السد.