وفاة ثمانية في حفرة للصرف الصحي تفضح وضع سجون الجزائر

السلطات الجزائرية شدّدت خلال افتتاح سجن 'واد غير' على أنّه "يفي بالمعايير الحديثة للاحتجاز" ويتمتّع بكل المرافق اللازمة، لكن حادثة هلاك سبعة من حراس السجن وسجين اختناقا تكشف خلال تنظيف حفرة للصرف الصحي تكشف عكس المعلن رسميا.
حادثة هلاك حراس سجن وسجين تأتي في ذروة غليان شعبي
وزير العدل الجزائري يعلن عن فتح تحقيق في الحادثة
تبون يعزي أسر الضحايا بينما ينتفض الجزائريون رفضا لحكمه

الجزائر - لقي ثمانية رجال هم سبعة حرّاس سجن وسجين، حتفهم اختناقا في سجن بولاية بجاية في شمال شرق الجزائر الأربعاء جرّاء استنشاقهم انبعاثات سامّة أثناء محاولتهم تنظيف حفرة للصرف الصحّي تقع أسفل السجن، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية.

ويأتي هذا الحادث بينما تندد منظمات حقوقية محلية ودولية بالأوضاع في السجون الجزائرية.

ويتوقع أن يثير ذلك موجة غضب جديدة في الشارع الجزائري الذي يشهد منذ أيام حالة من الغليان الشعبي بعد أن بدأ الحراك المطالب برحيل النظام يستعيد زخمه.

ونزل الضحايا في الحفرة الواقعة داخل سجن "واد غير" (10 كلم غرب مدينة بجاية عاصمة الولاية) لتنظيفها. ونقلت جثثهم إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي لبجاية تمهيدا لتشريحها.

وقال زير العدل بلقاسم زغماتي خلال تفقّده عصر الأربعاء موقع الكارثة برفقة وزيري الداخلية كريم بلجود والموارد المائية مصطفى كمال ميهوبي "لقد توفي ثمانية أشخاص، هم مسجونٌ وسبعة حراس، اختناقا بحفرة للصرف الصحّي داخل سجن واد غير".

وأضاف بحسب ما نقلت عنه الوكالة الرسمية أنّه "سيتمّ تحديد حيثيات هذه الحادثة بعد فتح تحقيق ابتدائي حولها".

وقدم وزير العدل الجزائري باسم الرئيس عبدالمجيد تبون، تعازيه لعائلات الضحايا.

من جهته قال المدير المحلّي للحماية المدنية (الدفاع المدني) فدي نور الدين إنّ "الضحايا الثمانية قد فارقوا الحياة بعد اختناقهم جرّاء انبعاثات كبريت الهيدروجين التي تعدّ غازا ساما"، مضيفا أنّ عناصر الحماية المدينة "قاموا بتنظيف الحفرة قبل سحب جثث الضحايا".

وسجن "واد غير" الذي بني على أرض مساحتها 10 هكتارات وافتتح في أكتوبر/تشرين الأول 2010 وتبلغ طاقته الاستيعابية ألف سجين، يقع على بُعد 10 كلم إلى الغرب من مدينة بجاية عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه.

وكانت السلطات شدّدت خلال افتتاحه على أنّه "يفي بالمعايير الحديثة للاحتجاز" ويتمتّع بكل المرافق اللازمة.

وستعيد حادثة هلاك سبعة من حراس السجن وسجين اختناقا في حفرة للصرف الصحي الجدل القائم حول الأوضاع في السجون الجزائرية ومدى صدقية ما تعلنه السلطات من عدمه.

والادعاء بأن السجن مطابق للمواصفات ويفي بالمعايير الحديثة للاحتجاز يتناقض مع روايات سجناء انهوا مدة محكوميتهم أو محتجزون من الحراك الشعبي أفرج عنهم حديثا.