وفاة سجين رأي إيراني بسبب نوبات هلع

السلطات القضائية الإيرانية تعلن أن سبب وفاة بهنام محجوبي هو حالة تسمم نتيجة تناوله الأدوية بشكل عشوائي مستندة لرواية رفاقه في السجن بينما لا يملك هؤلاء تقديم رواية مختلفة عن جلاديهم.
إيران تسدل الستار على قصة سجين أثار تعاطف العالم بإعلان وفاته
بهنام محجوبي يفارق الحياة بعد تناوله كميات من الأدوية بشكل عشوائي
الرواية الرسمية عن وفيات السجناء تعتمد عادة التضليل لتجنب ردود الفعل الدولية

طهران -  أسدلت إيران الستار مساء الأحد على فصل آخر من فصول قصة سجين الرأي بهنام محجوبي الذي ينتمي لأتباع الطريقة الصوفية، بإعلان وفاته بـ"تسمم" بعد أن أثارت قصته جدلا حادا وتعاطفا دوليا حيث عانى وراء القضبان من نوبات الهلع انتهت به نزيلا بإحدى المستشفيات بعد أن عانى في السجن لفترة طويلة من الإهمال الطبي، إلى أن فارق الحياة.

واعتقل محجوبي في فبراير من العام 2018 على اثر مشاركته في مظاهرة لأتباع الطريقة الصوفية المعروفة باسم "كنابادي" وبدأ في يونيو/حزيران تمضية عقوبة السجن لعامين بعد ادانته.

وأبدت هيئات حقوقية هذا الأسبوع قلقها حيال وضعه الصحي وسط تعتيم غيراني رسمي وتجاهل لكل الدعوات لإطلاق سراحه.

وأفادت منظمة السجون الإيرانية مساء اليوم أن محجوبي كان يعاني "من تسمم حاد على خلفية الاستهلاك الاعتباطي للأدوية وتم إرساله بشكل فوري إلى أحد مستشفيات طهران"، وذلك في بيان أورده موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.

وأضاف البيان أن الموقوف "تلقى العناية الطبية الخاصة بعد إدخاله إلى المستشفى، لكن رغم جهود الفريق الطبي، توفي السجين للأسف" وهو رواية مناقضة لروايات سابقة غير رسمية أفادت بتعرض السجين للإهمال الطبي فيما كان يعاني من نوبات هلع.

ونقل البيان عن سجناء كانوا معه في الزنزانة، أن محجوبي "استهلك بإرادته ومن دون أي استشارة طبية العديد من أدويته وأدوية السجناء الآخرين"، مشيرا إلى أن هذه المزاعم "يتم التحقيق بها".

ولا يملك السجناء الإفادة بغير ذلك خشية تعرضهم للتعذيب خاصة وأن من أسباب مرض محجوبي، ما تعرض له في السجن من تعذيب نفسي وربما بسبب ما يعايشه يوميا من تعذيب لمن معه في الزنازين.

وتؤكد تقارير حقوقية أن السلطات الإيرانية تمارس شتى أنواع التعذيب بحق سجناء الرأي من التعذيب النفسي إلى الجسدي إلى السجن الانفرادي لفترات طويلة.  

وأكد موقع 'ميزان أون لاين' أن السبب المباشر للوفاة سيتم تحديده بعد تشريح الجثة، مشيرا إلى أن الأطباء عثروا في معدة السجين على "مسحوق أسود اللون".

وخرج أتباع "كنابادي" في تظاهرة في العام 2018 هن الأكبر لأتباع الطرق الصوفية في إيران خلال الأعوام الماضية. وخلال التحركات التي جرت في شمال طهران، قتل خمسة من عناصر الأمن وتم توقيف أكثر من 300 شخص.

وكان مكتب المفوض العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أفاد بأن الوضع الصحي لمحجوبي "حرج جدا"، داعيا السلطات الإيرانية إلى إيضاحات شفافة لأسباب دخوله في غيبوبة بدءا من 12 فبراير/شباط.

ولم يكن محجوبي السجين الوحيد الذي تخلي السلطات الإيرانية المسؤولية عن وفاته، فثمة العديد من الحالات المشابه من ضمنها حالة ناشط بيئي توفي السنوات الماضية وقالت السلطات إنه انتحر.

وفي ظل التعتيم التام لا يمكن لأي جهة أخرى مستقلة أن تثبت عكس الرواية الإيرانية الرسمية، لكن شهادات ناجين من محرقة سجن إوين أو افين، سيء الصيت، تؤكد أن التعذيب والإهمال الطبي المتعمد لسجناء الرأي عادة ما ينهيان حياة هؤلاء بعيدا عن أي ضوضاء إعلامية أو متابعات قضائية نزيهة.