وفاة لونا الشبل بعد أيام من حادث سير مريب

الرئاسة السورية تنعى المستشارة الخاصة للأسد متأثر بإصابتها في حادث سير أثار جدلا وتكهنات حول أسبابه.

دمشق - توفيت لونا الشبل، المستشارة الخاصة لرئيس الجمهورية السوري بشار الأسد، وفق ما أعلنت الرئاسة السورية في بيان اليوم الجمعة، بعد أيام من إعلان تعرضها لحادث سير أثار جدلا وتكهنات حول أسبابه، فيما رجّحت أنباء أنه مخطط له مسبقا.

وقالت الرئاسة السورية إن الشبل "عملت خلال السنوات الماضية مديرة للمكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية ثم مستشارة خاصة في الرئاسة".

ومع بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري عام 2011، تولّت الشبل المولودة في العام 1975 في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، منصب المستشارة الإعلامية ورئيسة مكتب الإعلام والتواصل في الرئاسة بعد استقالتها من قناة الجزيرة.

وعلى مدى سنوات، كانت الشبل من بين الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد ومواكبة للقاءاته واجتماعاته وحتى رحلاته المحدودة الى الخارج.

وأثار اسمها مراراً الجدل وسط أنباء عن علاقة متينة جمعتها بروسيا، وصولاً إلى افتتاحها مطعما روسيا فاخرا في دمشق عام 2022 وكانت مهندسة إطلالات الأسد إعلامياً.

وكانت الشبل جزءاً من وفد حكومة بلادها الذي شارك في مؤتمر عرف باسم جنيف - 2 وعقد في مدينة مونترو السويسرية في أوائل العام 2014.

وطيلة سنوات الحرب، حضرت الشبل معظم اجتماعات الرئيس الأسد مع الوفود والرؤساء والوزراء الذين التقى بهم في قصره بدمشق، أو خلال زياراته النادرة إلى خارج سوريا على غرار روسيا والإمارات.

وفي العام 2020، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شخصيات بارزة في النظام السوري، بينهم الشبل. وقالت الوزارة حينها إن الشبل "خلال فترة عملها مع الحكومة السورية، كان لها دور بارز في تطوير السردية الزائفة للأسد الذي يدعي أنه يسيطر على البلاد وأن الشعب السوري يزدهر تحت قيادته".

وتزوّجت الشبل مرتين، الأولى من الإعلامي اللبناني سامي كليب، وانفصلت عنه لتتزوج بعدها من عضو مجلس الشعب السوري السابق ورئيس اتحاد الطلبة في سوريا سابقاً عمار ساعاتي، أحد الوجوه البارزة في سوريا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستخبارات السورية اعتقلت قبل أيام شقيق لونا الشبل، العميد ملهم الشبل للتحقيق معه "بتهمة التواصل مع جهة معادية لسوريا قد تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كلاهما، وذلك بعد حادثة استهداف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق" في غارة إسرائيلية، وفق السلطات السورية والإيرانية.

وقال المرصد إن ملهم الشبل لا يزال قيد الإقامة الجبرية، مشيرا إلى أن "حادثة اعتقال شقيق الشبل طرحت فرضية محاولة اغتيالها"، من دون إعطاء تفاصيل حول الأسباب التي تدفعه الى قول ذلك.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "في الفترة الأخيرة، تزايد الاستياء من لونا الشبل في أوساط النظام، وهناك اتهامات بأنها قامت بتسريب محاضر اجتماعات مغلقة بين الأسد والإيرانيين".

وفي الثاني من يوليو/تموز، ذكر المكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية لوكالة "سانا" الرسمية أن الشبل "تعرضت لحادث سير على إحدى الطرق المؤدية لمدينة دمشق".

وأضاف أن "الحادث أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار حيث تعرضت لعدة صدمات أدت إلى إصابة المستشارة إصابة شديدة نقلت على إثرها إلى أحد مشافي دمشق ليتبين حصول نزيف في الرأس مما استدعى إدخالها العناية المشددة لتتلقى المعالجة من الفريق الطبي المختص".