وفد أوروبي رفيع في أنقرة لوقف ابتزاز أردوغان

المستشار النمساوي سيباستيان كورتز يندد بمحاولة تركيا ابتزاز الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف اللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا.
وفد أميركي برئاسة المبعوث الخاص لواشنطن إلى سوريا يزور تركيا
النمسا وألمانيا تنددان بابتزاز تركيا لدول الاتحاد الأوروبي
رئيسة المفوضية الأوروبية تزور الحدود اليونانية التركية
أنقرة تنصلت من اتفاق دفعت بموجبه بروكسل ستة مليارات يورو

أنقرة - ندد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز بمحاولة تركيا "ابتزاز" الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف اللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا، في وقت وصل فيه وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي إلى أنقرة بسبب التصعيد المستمر في محافظة إدلب السورية، فيما توجه وفد أرووبي آخر إلى أثينا في إشارة تضامن معها بعد التدفق غير المسبوق للمهاجرين نحوها في الأيام الأخيرة.

وقال كورتز للصحافيين إن ما حصل يعد بمثابة "هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان. اعتاد الناس على الضغط على أوروبا"، مضيفا أن التكتل أمام "امتحان" بشأن إن كان بمقدوره حماية حدوده الخارجية.

واعتبر كورتز أن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسماح للمهاجرين بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي "هو هجوم تركي على الاتحاد الأوروبي واليونان"، بما يتناقض مع الاتفاق المحدد بين بروكسل وأنقرة.

ويزور جوزيف بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ومفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارسيت، تركيا الثلاثاء لبحث أزمة المهاجرين الذين فتحت تركيا أبوابها أمامهم للتوجه نحو اليونان ثم أوروبا.

وقال بيان صادر عن الخارجية التركية اليوم الثلاثاء إن زيارة الوفد الأوروبي تستمر يومين لبحث العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وآخر تطورات محافظة إدلب السورية و أزمة المهاجرين.
وسيبحث الوفد الأوروبي مع المسؤولين الأتراك "العواقب الإنسانية على السكان المدنيين على الأرض" نتيجة النزاع في سوريا وكذلك وضع اللاجئين السوريين في تركيا.

وفي إشارة تضامن مع أثينا تتوجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي بعد الظهر إلى اليونان قرب الحدود التركية، حيث يوجد 13 ألف مهاجر يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

ومن المنتظر ان يقوم المسؤولون الأوروبيون الثلاثة بتقييم الوضع في منطقة أورستيادا كما سيجتمعون برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميسوتاكيس.

وكانت القوات الأمنية اليونانية قد استخدمت الغاز المسيل للدموع لردع المهاجرين خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة تدفقهم بأعداد كبيرة من تركيا التي سبق وأن هدد رئيسها رجب طيب أردوغان بفتح الأبواب أمامهم للوصول إلى أوروبا.

ولم يجد أردوغان الذي ورط نفسه في المستنقع السوري، مخرجا للتغطية على "المجزرة" التي قتل عشرات الجنود الأتراك في 27 فبراير/ شباط الماضي في إدلب، إلا استخدام ملف اللاجئين السوريين كورقة رابحة لابتزاز الأوروبيين بحثا عن دعم لعمليته العسكرية في شمال سوريا.

وحذر أردوغان بأنه على أوروبا تحمل حصتها من أزمة اللاجئين. وقال "بعدما فتحنا أبوابنا، وردتنا العديد من الاتصالات، قالوا لنا أغلقوا الأبواب. لكنني قلت لهم: لقد تم الأمر، انتهى. الأبواب مفتوحة. وعليكم الآن أن تتحملوا نصيبكم من العبء".

ا
تركيا تؤجج الوضع في اليونان حتى يتحرك الاتحاد الأوروبي

وتأتي تصريحات الرئيس التركي بأن بلاده لن تحاول منع المهاجرين من الوصول لأوروبا على الرغم من الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 وكانت تمنع بموجبه اللاجئين والمهاجرين من التوجه إلى أوروبا.

والاثنين، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطوة تركيا بأنها "غير مقبولة".

ودعت المفوضية الأوروبية لاجتماع طارئ لوزراء الهجرة في دول الاتحاد، وقالت إنها مستعدة لإشراك وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) في المساعدة على مراقبة حدود التكتل الخارجية مع تركيا في اليونان وبلغاريا.

وتبادلت اليونان وتركيا اللتان تجمعهما حدود مشتركة الاتهامات والانتقادات بسبب تصاعد التوتر وتدفق اللاجئين من تركيا.

وفي عامي 2015 و2016، اجتاحت أعداد ضخمة من الوافدين الجدد اليونان التي سمحت للعديد منهم بالمضي قدما إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وردت دول أخرى بإعادة فرض إجراءات فحص الهوية على حدودها داخل منطقة حرية السفر بالاتحاد الأوروبي لمنع حركة الناس غير المنضبطة.

ومنطقة حرية السفر من الإنجازات الرئيسية للتكامل الأوروبي. ويريد الاتحاد تجنب أي انهيار آخر للنظام ولا يريد تأجيج خلافات مريرة بين الدول الأعضاء بشأن من المسؤول عن وصول اللاجئين والمهاجرين.

ويجاهد الاتحاد الأوروبي الحريص على تجنب تكرار فوضى تدفق المهاجرين في عامي 2015 و2016 لاتخاذ موقف من إعلان أردوغان تخلفه عن الاتفاق السابق حول المهاجرين.

وينظر في بروكسل إلى القرار التركي كمحاولة لاستدراج الاتحاد الأوروبي وضمان دعم أردوغان في مواجهة روسيا التي فقد دعمها بعد أن كانت حليفة له في سوريا، وذلك على خلفية مساندة موسكو لقوات نظام بشار الأسد في استعادة مناطق استراتيجية هامة كانت خاضعة للفصائل المدعومة من أنقرة شمال شرق سوريا.

وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع تركيا في مارس/آذار عام 2016 لدفع ستة مليارات يورو (6.6 مليار دولار) في مقابل أن تمنع أنقرة اللاجئين والمهاجرين على أراضيها من السفر إلى أوروبا.

وخفض الاتفاق منذ ذلك الحين أعداد الواصلين إلى الاتحاد الأوروبي من تركيا بدرجة كبيرة، وقال التكتل الأوروبي إنه عازم على الإبقاء على الاتفاق مع أنقرة مما يعني احتمال تقديم المزيد من المال لها.

لكن من الصعب الترويج لذلك بين الدول الأعضاء في الاتحاد، وعددها 27 دولة، في وقت تختلف في هذه الدول على الموازنة التالية طويلة الأجل اعتبارا من 2021.

وتوترت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة منذ أن نظم أردوغان حملة كاسحة على المعارضين في تركيا في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة على حكمه في 2016.

وفي الفترة الأخيرة، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أنقرة بسبب عمليات تنقيب قبالة قبرص. والعلاقات متوترة بين تركيا واليونان العضو في الاتحاد الأوروبي حتى في أحسن الظروف.

يذكر أن أنقرة شهدت الاثنين أيضا وصول وفد أميركي رفيع يضم مبعوث الرئيس دونالد ترامب الخاص إلى سوريا جيمس جيفري ومندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت لبحث تطورات الأوضاع في إدلب.