وفد مصري في غزة لدفع المصالحة والتهدئة مع إسرائيل

حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 تعلن أن اللقاء مع الوفد الأمني المصري سيناقش أيضا إعادة فتح معبر رفح بشكل يومي مراعاة للظروف الإنسانية والصحية في ظل جائحة كورونا.
جهود مصرية لإحياء مبادرة المصالحة بين فتح وحماس
زيارة الوفد المصري تأتي بعد يوم على زيارة وفد لسفراء أوروبيين لغزة  

القاهرة/غزة (الأراضي الفلسطينية) - تتحرك مصر دبلوماسيا لاستعادة زخم مبادرتها للتهدئة بين حماس وإسرائيل من جهة ولإعطاء دفعة جديدة من جهة ثانية للمصالحة الفلسطينية التي تعثر مرارا وسط انقسامات بين فتح وحماس وبسبب تدخلات قطرية سابقة فاقمت الخلافات بين الحركة الإسلامية المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين والسلطة التي يقودها الرئيس محمود عباس.

وفي سياق الجهود المصرية وصل وفد أمني مصري الأربعاء إلى قطاع غزة لإجراء مباحثات مع قيادة حركة حماس حول الملفين (المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل).

ووصل الوفد عبر معبر بيت حانون أيريز الحدودي مع إسرائيل. وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم "تأتي زيارة الوفد المصري إلى غزة في إطار التواصل لبحث ملفي المصالحة بين حركتي فتح وحماس والتهدئة".

وأكد مصدر في الحركة أنه ستتم أيضا مناقشة "مطلب حماس بإعادة فتح معبر رفح الحدودي المغلق بين غزة ومصر بشكل يومي، بدلا من فتحه جزئيا بين فترات متباعدة".

وبرّر ذلك بـ"الأوضاع الإنسانية الطبية الصعبة في القطاع في ظل نقص المستلزمات الطبية لمواجهة جائحة كورونا".

وتأتي زيارة الوفد المصري بعد يوم واحد على زيارة قام بها وفد يضم سفراء من دول الاتحاد الأوروبي.

وأكد ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية سفين كون فون بورغسدورف الثلاثاء سعي دول الاتحاد بالتنسيق مع الأمم المتحدة، إلى توفير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد للعاملين في مجال الرعاية الصحية في قطاع غزة الفقير والمحاصر.

وتسيطر حماس على القطاع منذ صيف 2007. وخاضت منذ ذلك الحين ثلاث حروب مع إسرائيل. كما شهدت الأسابيع الماضية تصعيدا بين الجانبين عبر انطلاق صواريخ من غزة ورد الجانب الإسرائيلي بغارات على مواقع للحركة الاسلامية في القطاع.

وتوصلت إسرائيل وحماس بوساطة قطرية في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي إلى اتفاق لإعادة العمل باتفاق التهدئة الذي أرسته أصلا وساطة مصرية.

وتثير الوساطة القطرية جدلا لاعتبارات منها الدعم القطري لحماس والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي فقط في أكثر من مرة لإدخال شحنات وقود أو أموال لموظفي قطاع غزة ومعظمهم من حركة حماس.

ونددت السلطة الفلسطينية في السابق بتجاهلها، مؤكدة أنه الجهة الرسمية التي يفترض التعامل معها في مثل هذه الملفات.

وعادة ما تثير التدخلات القطرية التي تتم تحت عناوين إنسانية جدلا بين الفلسطينيين وسط اتهامات للدوحة بالانحياز لحماس والعمل على تقوية طرف على حساب الطرف الرئيسي الآخر (السلطة الفلسطينية).

وتقول مصادر إن التدخل القطري يهدف فقط لسحب ملفي المصالحة والتهدئة مع إسرائيل من أيدي مصر القوة الإقليمية الوازنة التي لها دور تاريخي وتقليدي في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الفلسطينيين والتي ترتبط أيضا باتفاق سلام مع إسرائيل يخول لها دفع جهود التهدئة أو تخفيف الحصار المفروض على القطاع.

لكن وفي خضم جولات سابقة، تعرضت مصر لانتقادات وتشكيك في دورها مع إجراءات اتخذتها السلطات لكبح التهريب بكل أنواعه عبر الحدود مع قطاع غزة.