وكالة الطاقة الذرية تفتش موقعا نوويا إيرانيا ثانيا

الوكالة تفتش الموقع الثاني بعد فترة من تفتيش الموقع الأول بموجب اتفاق مع طهران أنهى أزمة تتعلق بدخول الموقعين النوويين السابقين.
ايران تناور دوليا عبر السماح بتفتيش الموقعين السابقين
السماح بتفتيش الموقعين لم يقنع واشنطن حيث اصرت على تنفيذ عقوباتها

طهران - قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء إنها فتشت الموقع الثاني مما يشتبه بأنهما موقعان نوويان سابقان في إيران بموجب اتفاقها مع طهران الشهر الماضي الذي أنهى أزمة تتعلق بدخولهما.
وأضافت الوكالة في بيان "في إطار اتفاق مع إيران لحل مشاكل تخص تنفيذ الضمانات حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دخلت الوكالة هذا الأسبوع الموقع الثاني في البلاد وأخذت عينات بيئية".
وفي اغسطس/اب وافقت إيران على طلب تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أشهر للدخول إلى موقعين نوويين مشبوهين.
واعتبر مراقبون حينها ان قبول ايران طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية جاء نتيجة الضغوط الدولية فيما يعتبره اخرون مناورة ايرانية للادعاء بانها تلتزم بقرارات ومطالب الوكالة.
وهذه المواقف الإيرانية لم ترضي واشنطن حيث أعلنت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي من جانب واحد أن عقوبات الأمم المتحدة على إيران دخلت مجددا حيّز التنفيذ وحذّرت من "عواقب" عدم الالتزام بها.
وتعهّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"عواقب" تطال أي دولة عضو في الأمم المتحدة لا تلتزم بالعقوبات، على الرغم من أن واشنطن تبدو وحيدة في اعتبارها أن العقوبات مفروضة.
ومن شأن أي جهة ترى واشنطن أنها غير ملتزمة بالعقوبات أن تحرم من الوصول إلى النظام المالي الأميركي وأسواق الولايات المتحدة.
وقال مسؤول أمبركي كبير الاسبوع الماضي إن الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات على أكثر من 24 شخصا وكيانا شاركوا في البرامج النووية والصاروخية والأسلحة التقليدية الإيرانية، مما يعزز عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
ولكن تبدو واشنطن وحيدة تقريبا في موقفها حيال هذه المسألة إذ إن جميع القوى الكبرى الأخرى -الصين وروسيا والدول الأوروبية- وقفت في وجه الخطوة.
ويعود بين الولايات المتحدة وباقي الدول الكبرى إلى شهر على الأقل. ففي منتصف آب/اغسطس، تعرّضت إدارة ترامب لهزيمة موجعة في مجلس الأمن الدولي عندما حاولت تمديد الحظر على إرسال الأسلحة التقليدية إلى طهران، والذي كان من المفترض أن تنقضي مهلته في تشرين الأول/أكتوبر.
وندد بومبيو بشدّة بفرنسا وبريطانيا وألمانيا متهما إياها بـ"الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين. وفعّل في 20 آب/أغسطس آلية "سناب باك" المثيرة للجدل التي تهدف لإعادة فرض كافة العقوبات على إيران بعد شهر.
ورُفعت هذه العقوبات عام 2015، عندما تعهّدت طهران بموجب الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، بعدم السعي لحيازة السلاح النووي.
إلا أن ترامب يعتبر هذا الاتفاق الذي تفاوض بشأنه سلفه الرئيس باراك أوباما غير كاف وسحب الولايات المتحدة منه عام 2018 وأعاد فرض وحتى تشديد العقوبات الأميركية على إيران.
واعتبرت ايران مواقف الدول الأوروبية انتصارا لها لكن الشعب الإيراني سيعاني من التداعيات الاقتصادية للعقوبات ناهيك عن تداعيات انتشار وباء كورونا.