ولد الغزواني يتعهد بخدمة جميع الموريتانيين خلال تسلمه الرئاسة

احتفال تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد حضره نحو خمسة آلاف مدعو بينهم 11 رئيس دولة إفريقية.

نواكشوط - شهدت موريتانيا التي كانت عرفت عدة انقلابات عسكرية بين 1978 و2008، الخميس أول تسليم وتسلم للسلطة بين رئيسين منتخبين، مع أداء الجنرال السابق محمد ولد الغزواني اليمين ليخلف محمد ولد عبدالعزيز.

وتم "تنصيب رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية" من قبل رئيس المجلس الدستوري في احتفال رسمي في قصر المؤتمرات قرب نواكشوط، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 22 حزيران/يونيو بدعم من سلفه.

اثر ذلك أدى ولد الغزواني (62 عاما) اليمين قائلا "أقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي وظائفي بإخلاص وعلى الوجه الأكمل، وأن أزاولها مع مراعاة احترام الدستور وقوانين الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأن أسهر على مصلحة الشعب الموريتاني وأن أحافظ على استقلال البلاد وسيادتها وعلى وحدة الوطن وحوزته الترابية".

ووعد إثر ذلك في كلمة للشعب بأن يكون "رئيس جميع" الموريتانيين. وذكر بأن أمن البلاد يشكل أولويته واعدا "بتعزيز قدرات الجيش" وتعهد مكافحة الفوارق الاجتماعية من خلال "برامج تنموية تستهدف" الفئات المهمشة من المجتمع.

وأضاف أن "هدفه الأسمى سيكون خدمة جميع الموريتانيين، وتحقيق طموحاتهم، وذلك عبر تطبيق مشروع الدولة والمجتمع الذي تقدم به ونال على إثره ثقة الشعب"، معتبرا أن "هذا المشروع سيمكن من العبور بالبلاد إلى وقع أفضل".

وأكد ولد الغزواني عزمه تعزيز قنوات التواصل مع كافة الفرقاء السياسيين سواء عن طريق الأحزاب أو مؤسسة المعارضة الديمقراطية ، مشيرا إلى أنه سيكون "منفتحا على كافة الطيف السياسي".

وأضاف أن الذاكرة الجمعية ستحتفظ بالإنجازات والمكاسب الديمقراطية التي تحققت في عهد الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز والذي ثمن احترامه للدستور القاضي بمنع الترشح لولاية رئاسية ثالثة.

من جهته، قال الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز إن الموريتانيين اختاروا تعزيز المكاسب التي بدأت خلال مأموريته من خلال انتخاب محمد ولد الغزواني.

وأضاف أن خلفه ذو أخلاق عظيمة ويمتلك تجربة واسعة على الصعيدين المحلي والدولي ستساعده في إدارة البلاد.

وأكد ولد عبدالعزيز أنه أسس موريتانيا، متصالحة مع نفسها، ومع إرثها الإنساني، وواقفة بحزم أمام التطرف، ومنتصرة على الإرهاب، ومساهمة في حفظ السلام في المنطقة، ضمن مجموعة دول الساحل الخمس.

وقال إن البنية التحتية تطورت في عهده، وتحسن مناخ الأعمال فيها، وانتهجت الشفافية منهجا في التسيير.

وقد توجه الرئيسان بعد حفل التنصيب إلى القصر الرئاسي لعقد جلسة عمل ليطلع ولد عبدالعزيز الرئيس الجديد على الملفات الرئاسية التي سيتولى معالجتها والتعامل معها من سلفه خاصة الملفات الأمنية والعسكرية الحساسة. وسيجري غدا الجمعة حفل للتسليم وتسلم المهام بين الرئيسين.

وحضر احتفال التنصيب نحو خمسة آلاف مدعو بينهم 11 رئيس دولة افريقية ضمنهم رؤساء السنغال ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.

وتمثلت واشنطن بجون ديفر الكسندر مستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون الطاقة والاستثمارات الخاصة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تباحث هاتفيا الاثنين مع ولد الغزواني، وأوفد للاحتفال جان جاك بريداي رئيس لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في البرلمان.

وكان ولد الغزواني فاز في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى بـ52 بالمئة من الأصوات. وأشادت بالفوز فرنسا والمغرب والجزائر ومالي، في حين احتجت عليه المعارضة الموريتانية.