ولي العهد السعودي يأخذ مقتل خاشقجي على عاتقه

في أول حديث علني عن الجريمة، الأمير محمد بن سلمان في فيلم وثائقي: أتحمل المسؤولية كلها لأن ذلك حدث وأنا في موقع السلطة.

الرياض - قال ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في فيلم وثائقي يبث الأسبوع المقبل إنه يتحمل المسؤولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي على أيدي مجموعة من الضباط والعاملين بأجهزة سعودية العام الماضي "لأن ذلك حدث وأنا في موقع السلطة". 
في الاثناء، نقل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن الأمير محمد قوله ان "دم خاشقجي لن يذهب هدراً".
ولم يسبق أن تحدث الأمير محمد علانية عن جريمة قتل خاشقجي التي وقعت داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
وكانت الجريمة أثارت ضجة عالمية وعرضت للخطر الخطط الطموحة التي تهدف لتنويع اقتصاد السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والعمل على انفتاح المجتمع السعودي المحافظ.
ويوضح عرض تمهيدي لفيلم وثائقي أن ولي العهد السعودي قال لمارتن سميث من شبكة التلفزيون العامة الأميركية "حدث ذلك وأنا في موقع السلطة. أنا أتحمل المسؤولية كلها لأن ذلك حدث وأنا في موقع السلطة".
وسيعرض الفيلم الوثائقي باسم "ولي عهد السعودية" في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل خاشقجي.
وحملت الرواية الرسمية السعودية المسؤولية في مقتل خاشقجي لمجموعة من العاملين تصرفوا من تلقاء أنفسهم.

عندنا 20 مليون نسمة وثلاثة ملايين موظف حكومي

وقال النائب العام إن نائب رئيس جهاز المخابرات حينذاك أمر بإعادة خاشقجي، أحد المطلعين على ما يدور في كواليس الحكم والذي اتجه لكتابة مقالات توجه انتقادات صريحة للبلاد، إلى السعودية غير أن رئيس الفريق المكلف بإحضاره أمر بقتله بعد أن فشلت المفاوضات في إعادته.
وقال النائب العام إن سعود القحطاني، أحد كبار المستشارين السابقين في الديوان الملكي، أطلع الفريق المكلف بإحضار خاشقجي على أنشطته قبل العملية.
وسأل سميث الأمير محمد كيف حدثت جريمة القتل دون أن يعلم بها، ونقل عنه قوله "عندنا 20 مليون نسمة. وعندنا ثلاثة ملايين موظف حكومي".
وسأل سميث عما إذا كان القتلة قد استقلوا طائرات حكومية خاصة فرد ولي العهد قائلا "أنا عندي مسؤولون ووزراء لمتابعة الأمور وهم مسؤولون. ولديهم السلطة للتصرف في ذلك".
ويقدم سميث وصفا للحوار الذي دار في ديسمبر/كانون الأول، ويبدو أنه لم يكن مصورا، في العرض التمهيدي للفيلم الوثائقي.
من جهته، قال اردوغان لتلفزيون "فوكس نيوز الخميس على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بمدينة نيويورك،  أن الامير محمد بن سلمان تعهد له بأن "دم خاشقجي لن يذهب هدراً".
ورداً على سؤال عن الشخص الذي أمر بقتل خاشقجي، أشار الرئيس التركي إلى أنه لا يمكنه تحديد تلك الجهة، إلا أن الموضوع انتقل إلى القضاء وهذا الأمر مسؤولة عنه السلطات السعودية والقضاء السعودي وعليهم أن يكشفوا هذا الموضوع".
وكان مسؤول كبير بالإدارة الأميركية قال في يونيو/حزيران إن إدارة ترامب تستحث السعودية على تحقيق "تقدم ملموس" في محاسبة المسؤولين عن جريمة القتل.
وقدمت السلطات السعودية 11 متهما للمحاكمة. ودعا تقرير من الأمم المتحدة إلى التحقيق مع الأمير محمد ومسؤولين كبار آخرين في السعودية.
وشوهد خاشقجي كاتب المقالات بصحيفة واشنطن بوست لآخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول لاستلام أوراق قبل زواجه.
وترددت أنباء عن تقطيع جثته وإخراجها من المبنى ولم يعثر على أي أثر لها حتى الآن.