ولي العهد السعودي يصل الإمارات في بداية جولة خارجية

الشيخ محمد بن زايد يؤكد أن آفاقا واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة تجمع بين أبوظبي والرياض، مضيفا أن "الإمارات ستظل على الدوام وطنا محبا وسندا وعونا للسعودية".
تناغم في المواقف الاماراتية والسعودية حول القضايا الاقليمية والدولية
جولة الأمير محمد تأتي لتعزيز علاقات السعودية إقليميا ودوليا
جولة ولي العهد السعودي تأتي في ذروة حملة تستهدف المملكة
جولة الأمير محمد هي الأولى منذ مقتل خاشقجي
فرنسا تفرض عقوبات على 18 سعوديا مشتبه بضلوعهم في قتل خاشقجي
الجبير: التعرض لولي العهد خط أحمر

أبوظبي/الرياض- وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم الخميس إلى الإمارات محطته الأولى في إطار جولة خارجية تشمل دولا خليجية وعربية.

وعقد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان جلسة محادثات تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.

وأكد ولي عهد أبوظبي الذي كان في استقبال ولي العهد السعودي لدى وصوله، أن آفاقا واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة تجمع بين الإمارات والسعودية.

وأضاف الشيخ محمد بن زايد "نعتز بعلاقاتنا التاريخية المتجذرة مع السعودية"، مشيرا إلى أن "الإمارات ستظل على الدوام وطنا محبا وسندا وعونا للسعودية".

وكان الأمير محمد بن سلمان قد غادر المملكة الخميس في بداية جولة خارجية تشمل دولا عربية، هي الأولى له منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.

وقال بيان للديوان الملكي إن الجولة تقرّرت "بناء على توجيه" من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس) الخميس.

ولم يسم البيان الدول التي سيزورها ولي العهد السعودي، لكن قناة العربية ذكرت أن دولة الإمارات العربية ستكون أولى محطات هذه الجولة.

وأوضح البيان الرسمي أن الجولة الخارجية تأتي "انطلاقا من حرص مقامه الكريم (الملك) على تعزيز علاقات المملكة إقليميا ودوليا واستمرارا للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة".

وهذه أول جولة خارجية لولي العهد منذ اختفاء أثر الصحافي. وأثارت جريمة قتل خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، صدمة واسعة في العالم ووضعت المملكة تحت ضغوط كبيرة.

ونقلت تقارير عن وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" أن ولي العهد قد يكون هو من أمر بعملية القتل في القنصلية. وهو ما نفته الرياض رفضا قاطعا.

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد الثلاثاء التزام بلاده حيال حليفته السعودية، مشددا على العلاقات الإستراتيجية الراسخة بين البلدين الحليفين.

وفي أحدث تصريحاته، شدد ترامب اليوم الخميس في حديث للصحافيين من فلوريدا، على أن تقييم وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه) لم يحمِّل ولي العهد السعودي المسؤولية في قضية قتل خاشقجي.

وأوضح أن تقرير سي آي أيه لم يحمّل بأي شكل، الأمير محمد المسؤولية كما أشيع ولم يتوصل لأي نتيجة، مؤكدا أن ولي العهد السعودي "يكره جريمة قتل خاشقجي أكثر مما أكرهها أنا".

وأعلن مسؤول تركي كبير اليوم الخميس أن الرئيس رجب طيب اردوغان قد يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأسبوع المقبل، للمرة الأولى منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين قوله إن هذا اللقاء يمكن أن يحصل على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين المقررة في نهاية الأسبوع المقبل في الأرجنتين.

وقال كالين حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء التركية "نحن ندرس البرنامج وهذا الأمر ممكن".

وسيكون هذا اللقاء في حال حصوله، الأول بين الرجلين منذ جريمة مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

وكان الرئيس التركي وولي العهد السعودي تحدثا هاتفيا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول في أول اتصال مباشر بينهما منذ اختفاء خاشقجي.

ودفعت وسائل إعلام تركية وقطرية في حملة ممنهجة للزجّ باسم ولي العهد السعودي في القضية التي أثارت جدلا واسعا وشكّلت ضغطا على المملكة التي اتخذت سلسلة اجراءات حاسمة بأن اعتقلت 18 شخصا وأقالت 6 مسؤولين، فيما طلب المدعي العام السعودي بالإعدام لخمسة متهمين.

لكن اردوغان لم يوجه أبدا أصابع الاتهام مباشرة إلى ولي العهد وإن قال إن الأمر بقتله صدر "من أعلى المستويات" في الحكومة السعودية، مستبعدا في الوقت نفسه أي مسؤولية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وكانت قناة العربية أعلنت قبل أيام أن الأمير محمد سيشارك في قمة مجموعة العشرين المقررة في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني والأول من ديسمبر/كانون الأول في الأرجنتين، لتكون بذلك الرحلة الأولى له إلى الخارج منذ مقتل خاشقجي.

ويتزامن هذا الإعلان عن لقاء محتمل بين اردوغان ومحمد بن سلمان مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أن العلاقة مع السعودية إستراتيجية وراسخة.

وفي مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية بثت الخميس لم يتردد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقول إن المساس بولي العهد السعودي يعني "تجاوزا للخط الأحمر".

لقاء سابق بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب اردوغان
مسؤول تركي كبير لا يستبعد لقاء بين الأمير محمد واردوغان على هامش قمة العشرين في الأرجنتين

أما أنقرة فتعتبر أنه تم استدراج خاشقجي للذهاب إلى القنصلية السعودية في اسطنبول عن سابق تصور وتصميم، قبل أن يُخنق ويقطع جسده طبقا لخطة مسبقة بهذا الصدد.

وبعد أن كانت الرياض قد نفت في البداية اختفاء خاشقجي، عادت وأقرت بعد التحقيقات بأنه قتل داخل القنصلية بناء على عملية "لم يؤذن بها".

كما طلب القضاء السعودي الأسبوع الماضي الإعدام لخمسة متورطين بقتل خاشقجي من أصل 21 من المشتبه بهم المعتقلين، حسب النائب العام السعودي.

وشكك وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الخميس بنزاهة القضاء السعودي، عندما دعا إلى "الكشف عن المسؤوليات الفعلية" في هذه الجريمة.

وقال الوزير التركي "لقد وافقنا على الدوام على طلبات التعاون التي تقدمها العربية السعودية. لكن إذا كان الهدف من ذلك أخذ المعلومات من عندنا لإغلاق هذا الملف، فهذا الأمر لا يجوز".

وتابع "حتى الآن لم نتمكن من الاستحصال على أي عنصر من النائب العام السعودي".

وجاء كلام الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة مع المفوض الأوروبي للتوسيع يوهانس هان ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

واعتبرت الأخيرة بدورها "أن المسؤولين الفعليين عن هذه الجريمة الفظيعة لا بد أن يحاسبوا".

وبعد خطوات أميركية وبريطانية مماثلة، أعلنت الخارجية الفرنسية أن فرنسا فرضت عقوبات على 18 سعوديا يشتبه في تورطهم بجريمة قتل الصحافي.

وكانت النيابة العامة السعودية أبعدت الأسبوع الماضي الشبهات عن ولي العهد في الجريمة، وأعلنت أن الصحافي حقن "بجرعة كبيرة" من مادة مخدرة قبل تقطيع جثته في قنصلية السعودية.

وقال بيان للنائب العام السعودي إنه من بين 21 موقوفا على ذمّة القضية، تم "توجيه التهم إلى 11 منهم وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم، وإحالة القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع بقية الموقوفين للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم".

وطالبت النيابة العامة "بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم وعددهم خمسة أشخاص وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على البقية".