ولي العهد السعودي يعلن تأسيس منظمة عالمية لمواجه أزمة المياه

المنظمة ستعمل على تحقيق أهدافها مع الدول التي تواجه تحديات في موضوع المياه بالإضافة إلى الدول التي تملك خبرات ومساهمات فاعلة في حلول المياه.

 

الرياض- أعلن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين، عن تأسيس المملكة لمنظمة عالمية للمياه، ومقرها الرياض.

ويأتي ذلك بهدف تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات، لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعيا لضمان استدامة موارد المياه، وتعزيزا لفرص وصول الجميع إليها.
وأثر تغير المناخ بشكل حاد في المنطقة العربية، مهددا أهم مواردها الطبيعية وهي المياه، وسط تحذيرات أصدرتها الأمم المتحدة من زيادة الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة نتيجة ندرة المياه، لذلك تندرج ضمن أهم الموارد الحيوية التي ينبغي حمايتها.

واتخذت السعودية هذه المبادرة انطلاقا من إدراكها بالمسؤولية الدولية والحاجة الماسة للتعاون في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقا مما قدمته على مدار عقود من تجربة عالمية رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديمها تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لدول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي.

وتكتسب هذه المبادرة أهمية كبيرة مع توالي التقارير الأممية التي تؤكد تصاعد أزمة المياه العالمية وتهديدها لصحة البشر في العالم أجمع، ففي مارس الماضي، أصدرت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد لمائية، تقريراً قالت فيه إن "2-3 مليار نسمة في العالم يواجهون نقصاً في المياه".

وحذر التقرير الأممي من أنَ هذا النقص سوف يزداد سوءاً في العقود المقبلة ولا سيما في المدن، إذا لم يُدعَم التعاون الدولي في هذا المجال.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 771 مليون شخص يضطرون إلى الانتقال لمدة 30 دقيقة من منازلهم من أجل الحصول على المياه الآمنة، ويشرب أكثر من مئة مليون شخص في العالم مياه خام أو مياه رديئة الجودة.

ومن هذا الواقع، ستعمل المنظمة على تحقيق أهدافها مع الدول التي تواجه تحديات في موضوع المياه وتولي المشاريع المتعلقة بها أولوية في أجندتها الوطنية، بالإضافة إلى الدول التي تملك خبرات ومساهمات فاعلة في حلول المياه، نظرا لتوقعات تضاعف الطلب العالمي للمياه بحلول عام 2050 نتيجة وصول عدد سكان العالم إلى 9.8 مليار نسمة وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وتتطلع السعودية بالتعاون مع الدول الأعضاء إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى ضمان وفرة المياه وتحقيق الأثر الشامل من خلال تضافر الجهود لتمهيد الطريق لمستقبل مائي آمن ومستدام للجميع.

ويعيش نحو 90 بالمئة من إجمالي سكان العالم العربي، في دول تعاني من ندرة المياه، بحسب رولا عبد الله دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا،.
وقالت دشتي خلال فعالية نظمتها اللجنة بالتعاون مع جامعة الدول العربية في مارس الماضي إن ما يقرب من 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون إلى مياه الشرب الأساسية.

وتعتبر المنطقة العربية هي الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم، حيث تقع 19 من بين 22 دولة عربية في نطاق شح المياه. وتحصل 21 من 22 دولة عربية على مواردها المائية الأساسية من مياه عابرة للحدود.

وتدرج العديد من الدول العربية على لائحة معهد الموارد المائية الخاصة بالدول الأكثر معاناة من أزمة المياه، وهي اللائحة التي تتصدرها قطر.

وكانت السعودية أيضا من بين الدول الأكثر معاناة من أزمة المياه، لكن السلطات اتبعت سياسة الإدارة الرشيدة للمياه لمواجهة خطر الجفاف. وقال وكيل وزارة البيئة والمياه، عبد العزيز الشيباني، إن بلاده أنشأت مشاريع ضخمة لحصاد مياه الأمطار، من بينها أكثر من 550 سدا مائيا لتخزين نحو 2.6 مليار متر مكعب.