'ونتر وندرلاند' الترفيهية في الرياض وجهة البهجة للسعوديين

مدينة الألعاب تتحول إلى رمز لسياسة الانفتاح والترفيه الجديدة في المملكة، إذ يختلط فيها الذكور والإناث والكبار والصغار في ظاهرة لم تكن مألوفة حتى أشهر قليلة.

الرياض - في شمال الرياض، تستقطب مدينة ملاهي "ونتر وندرلاند" آلاف الزوار يوميا ويختلط فيها الذكور والإناث والكبار والصغار في ظاهرة لم تكن مألوفة حتى أشهر قليلة، فتحولت رمزا لسياسة الانفتاح والترفيه الجديدة في المملكة.
وتندرج المدينة التي تمتد على مسافة 200 ألف متر مربع ويمكن رؤية عجلتها الكبيرة المضاءة من على بعد مئات الأمتار، في إطار "موسم الرياض" للترفيه الذي أطلقته السلطات في اكتوبر/تشرين الأول ويشمل فعاليات غير مسبوقة تمتد حتى منتصف مارس/آذار.
قرب أرجوحة الأحصنة، وقفت سلطانة غانم (42 عاما) تراقب الأطفال وهم يدورون فوق خيولهم على وقع موسيقى صاخبة.
وقالت الأم لأربعة أطفال لوكالة فرانس برس "هذه ثقافة جديدة علينا. هناك من يقبلها وهناك من لا يقبلها"، لكن على أي حال "المكان كلّه بهجة وحيوية في شكل لم نعتد عليه".
ويمكن رؤية آباء وأمهات وأطفال بالإضافة إلى فتيات من دون عباءة أو غطاء للرأس في "ونتر وندرلاند" التي تحمل اسم المدينة الشتوية الشهيرة في لندن.
وتضم الرياض مدينتي ألعاب أخريين، لكنهما أصغر حجما ويقتصر دخولهما على الأسر فقط من دون اختلاط بين الشبان والشابات.
وأجرت المملكة خلال السنوات الاخيرة تغييرات اجتماعيّة مهمّة وإصلاحات اقتصاديّة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أبرزها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيّارات، وإعادة فتح دور السينما والسماح بإقامة حفلات غنائية ووضع حد للحظر على الاختلاط بين الرجال والنساء في مجتمع محافظ الى حد كبير.

أقل تكلفة 
وتسعى المملكة التي كانت تكتفي لعقود بالسياحة الدينية فقط، الى استقبال 30 مليون سائح بحلول العام 2030، وإلى دفع مواطنيها للانفاق على الترفيه في بلدهم. ولهذا الغرض تنظم الأنشطة الرياضية والترفيهية لاستقطاب السياح عبر فتح أبوابها للزوار الاجانب.
فقد بدأت المملكة هذا العام للمرة الأولى في تاريخها إصدار تأشيرات سياحية لمواطني 49 دولة أوروبية وأميركية واسيوية، وعينها على تنويع اقتصادها المرتهن للنفط.
وقال خالد الزيدي أحد المشرفين على المدينة لوكالة فرانس برس "الترفيه لم يكن من الأولويات لعقود طويلة بسبب انغلاق المجتمع، لكن الآن باتت لدينا هيئة خاصة للترفيه وانفتاح كبير".
وتضم المدينة 14 لعبة تشويقية و30 لعبة صغيرة للأطفال وحلبة كبيرة للتزلج وسلسلة مطاعم.
ويزورها آلاف الأشخاص يوميا، بحسب المشرفين عليه، وفي عطلة نهاية الاسبوع يمتلىء موقف السيارات عن آخره، ويحتاج بعض الزوار إلى ساعات للوصول الى المداخل التي تتعطل حركة السير حولها.
وتعمل المدينة حتى ساعات الصباح الأولى وهو أمر لم يكن مألوفا على سكان الرياض التي كان أهلها يشكون من قلة أماكن الترفيه واقتصاره على مراكز التسوق والمطاعم مع الفصل بين الجنسين.
واعتاد الموظف المصرفي السعودي هذال العتيبي أن يصطحب أسرته خلال إجازة نصف العام الدراسية إلى دبي للترفيه ما كان يكلفه حوالى 30 ألف ريال (ثمانية آلاف دولار) خلال أقل من أسبوع.
لكنّه قرّر البقاء في الرياض هذا العام بعدما وصل الترفيه أخيرا إلى هذا البلد الغني الذي يمثل الشبان دون 30 عاما أكثر من نصف عدد سكانه.
وقال العتيبي (45 عاما) "كنت أسافر للخارج إلى دبي واسطنبول بحثا عن الترفيه لأسرتي الآن السياحة الداخلية الترفيهية أصبحت افضل من الخارج وبأقل تكلفة".