يجب تحميل شركات التكنولوجيا مسؤولية الأخبار الضارة والمضللة

نواب بريطانيون يحذرون من أن تشهد الديمقراطية أزمة جراء إساءة استخدام البيانات الشخصية، والتركيز على فيسبوك يتزايد بشأن الأخبار الكاذبة.
معايير الدقة والحياد قد تعتمد على قواعد هيئة أوفكوم المعنية بتنظيم عمل التلفزيون والإذاعة
هوامش ربح فيسبوك ستهبط بشكل سريع لعدة سنوات بسبب تكلفة تطوير أنظمة حماية الخصوصية

لندن - قال نواب بريطانيون إن شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك يجب أن تتحمل مسؤولية مواد "ضارة ومضللة" تبث عبر مواقعها الإلكترونية، محذرين من أن تشهد الديمقراطية أزمة جراء إساءة استخدام البيانات الشخصية.
ويتزايد التركيز على فيسبوك في تحقيق لجنة الإعلام بالبرلمان البريطاني بشأن "الأخبار الكاذبة" بعد الوصول بشكل غير قانوني لبيانات 87 مليون مستخدم من قبل شركة (كمبردج أناليتيكا) للاستشارات ومقرها بريطانيا.

مواقع التواصل
مقترحات بتغريم شركات التكنولوجيا

وقال مسؤولون تنفيذيون بفيسبوك الأربعاء إن هوامش ربح الشركة ستهبط بشكل سريع لعدة سنوات بسبب تكلفة تطوير أنظمة حماية الخصوصية وإبطاء استخدام أسواق الإعلانات الرائدة الخاصة بها. وأفقدت الأنباء أسعار أسهم الشركة 120 مليار دولار.
وتخضع الشركة في الوقت ذاته لفحص تنظيمي دقيق متعدد الأطراف في بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال داميان كولينز رئيس لجنة البيانات الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في بيان نشر رسميا الأحد "شركات مثل فيسبوك سهلت على المطورين نسخ بيانات مستخدمين ونشرها ضمن حملات أخرى دون علم أو موافقة.
"يجب تحميلها التبعات والمسؤولية القانونية بنفس القدر الذي تتم به مشاركة المحتوى الضار والمضلل عبر مواقعها".
وقال نواب إن معايير الدقة والحياد الملزمة بها شركات التكنولوجيا قد تعتمد على قواعد هيئة (أوفكوم) المعنية بتنظيم عمل التلفزيون والإذاعة.
ويجب أن تلتزم بشكل عام وسائل الإعلام البريطانية، سواء كانت ملكيتها عامة أو خاصة، بقواعد صارمة فيما يتعلق بالتوازن السياسي ودقة الوقائع ويشرف على ذلك أحد النواب.

فيسبوك
تغريمها على خلفية فضيحة كمبردج أناليتيكا

واقترح تقرير اللجنة أيضا تغريم شركات التكنولوجيا مما قد يساهم في زيادة ميزانية مكتب مفوض المعلومات المعني بمراقبة حماية البيانات في بريطانيا بنفس الطريقة التي يدفع بها قطاع الخدمات المصرفية للإبقاء على هيئة المراقبة الخاصة به (سلطة السلوك المالي).
وقام مكتب مفوض المعلومات في الشهر الجاري بتغريم فيسبوك على خلفية فضيحة كمبردج أناليتيكا.
وفتش محققون من الهيئة التنظيمية المعنية بحماية البيانات في بريطانيا مقر شركة كمبردج أناليتيكا محور عاصفة جمع بشكل غير قانوني بيانات خاصة عن مستخدمي فيسبوك لاستهداف ناخبين أميركيين.
ووصل قرابة 20 مسؤولا يرتدون سترات سوداء عليها شعار مكتب مفوض المعلومات إلى مقر الشركة في وسط لندن بعد منح قاض بالمحكمة العليا المكتب إذنا بالتفتيش.

فيسبوك
'نحتاج الى الاستمرار في بناء أدوات جديدة'

وسعى الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زاكربيرغ في بيانه الأخير الى طمأنة المستثمرين بعد فضيحة الكشف عن سرقة المعلومات.
وقال البيان "بالرغم من التحديات الهامة التي واجهتنا، فان مجتمعنا وقطاع عملنا حققا بداية قوية عام 2018".
واضاف "نحن ننظر بشكل أوسع الى مسؤوليتنا ونستثمر للتأكد من ان خدماتنا تستخدم بشكل حسن. لكننا نحتاج ايضا الى الاستمرار في بناء أدوات جديدة لمساعدة الناس على التواصل وتقوية مجتمعنا وتقريب العالم من بعضه البعض".