يقظة العراق.. من هيمنة طهران

استثمارات إيران ركزت بشكل أساسي على دعم جماعة أو حزب ديني من أجل دعم أجندتها السياسية والأيديولوجية وكانت بلا فائدة عندما قام الرئيس الأمريكي بزيادة العقوبات وتغيير سياسته الإقليمية تجاه إيران والدول العربية.

بقلم: كاميليا انتخابي

عندما التقى المرشد الإيراني علي خامنئي برئيس الوزراء العراقي في طهران، قال لعادل المهدي إنه يأمل أن تغادر القوات الأمريكية العراق قريبًا. ولكن يبدو، في المقابل، أن العراقيين يرغبون في الابتعاد قليلاً عن إيران والتخلص من هيمنة الجمهورية الإسلامية وملالي إيران.

استثمارات إيران التي ركزت بشكل أساسي على دعم جماعة أو حزب ديني من أجل دعم أجندتها السياسية والأيديولوجية اتضح أنها كانت بلا فائدة عندما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة العقوبات وتغيير سياسته الإقليمية تجاه إيران والدول العربية.

بالنسبة للعراقيين، في حين أن العلاقات الجيدة مع إيران مهمة، لكنهم في الوقت نفسه يدركون أهمية وجود دول عربية إلى جانبهم وكسب الدعم الأمريكي من أجل بناء بلدهم وتحسين اقتصاداتهم.

من المؤكد أن العراقيين لا يريدون قطع العلاقات مع الإيرانيين لأن هناك الكثير من التاريخ المشترك وأوجه التشابه بين البلدين، ولكن في الوقت نفسه، فإن هويتهم العربية وحاجتهم إلى مستثمرين تجعلهم ينظرون حولهم بحثاً عما يخدم مصالحهم بشكل أفضل.

مع وجود القوات الأمريكية والحاجة إلى مشاركة الإدارة الأمريكية في البناء والدعم العسكري، فإن الأجواء في صالح الدول العربية أكثر من إيران.

هذا يعني أن تنوع الخيارات العراقية من أجل مصالحه الاقتصادية والسياسية يجعل الإيرانيين يتنافسون ليس فقط على النفوذ ولكن على الاقتصاد أيضًا.

لكن مع ذلك فإن العلاقات الجيدة مع طهران ما تزال مهمة لبغداد، لكن العاصمة العراقية تفتح أبوابها ببطء للاعبين الآخرين مثل السعودية وتركيا لتحسين الاقتصاد العراقي والعودة إلى المنصة الدولية.

يدرك العراقيون اليوم النفوذ والمزايا التي يتمتعون بها والتي تزيد المنافسة الاقتصادية بين دول المنطقة وتجذب المستثمرين الأجانب. يسافر عادل عبد المهدي بشكل مكثف من طهران إلى أنقرة ومن ثم الرياض، وكل ذلك يأتي من الاستراتيجية العراقية التي تهدف للحصول على أفضل المتوفر في السوق من أجل بناء البلد.

يدرك العراقيون أنه، في هذا المضمار، لا تملك إيران الكثير من المال لتقدمه، لكن من المهم بالنسبة للعراق أن يطمئن هذا الحليف القديم، الذي يتمتع بمكانة خاصة في العراق وبين السياسيين العراقيين بغض النظر عن علاقاتهم مع الولايات المتحدة أو الدول العربية الأخرى.

مع العقوبات الشديدة الحالية على الاقتصاد الإيراني والتوقعات الواعدة لإعادة انتخاب ترامب في عام 2020، من الصعب القول ما إذا كانت جمهورية إيران الإسلامية يمكن أن تصل إلى أهدافها إذا قررت التمسك بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة.

عرض السعوديون تزويد العراق بالكهرباء، لكن قطع العلاقات الاقتصادية مع طهران ليس سهلاً ولا حكيماً من الناحية الأمنية للعراقيين.

على الرغم من كل الاستثمارات التي قام بها الإيرانيون في السياسة والنفوذ الذي يتمتعون به في مرحلة ما بعد صدام حسين، يبدو العراق متحفزاً للتخلص من هذه الهيمنة والحرب الأهلية والاشتباكات العرقية والمنافسة الدينية بهدف واحد، هو بناء الدولة وتطوير العلاقات مع المجتمع الدولي ودول الجوار على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. إيران ليست مستثناة من هذا القرار.

نشر في صفحة العالم الجديد