يوتيوب تريد البقاء منصة مفتوحة وتتشبث بلجم المحتويات المسيئة

سحب المحتويات المخالفة لقواعد المنصة المملوكة لشركة غوغل لا يؤثّر على عائداتها وجزء من استراتيجيتها يقوم على الترويج لمحتويات متأتية من مصادر مرجعية.
محتويات مسيئة تتحايل على يوتيوب

باريس – تحرص يوتيوب على أن تبقى منصة مفتوحة مع الحدّ من انتشار التسجيلات المثيرة للجدل أو المسيئة، وهي تتمسّك بالتدابير الأخيرة التي اتّخذتها للجم هذه المحتويات بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي طالتها.
ويقول نيل موهان المسؤول التنفيذي الثاني في يوتيوب خلال مقابلة "مليارا مستخدم يقصدون يوتيوب كل شهر ويجب علينا تحمّل مسؤولياتنا بجدّية كبيرة".
وخلال 14 عاما، باتت منصة الفيديو هذه بمثابة "مدينة كبيرة" دخلها "بعض أصحاب النيات السيئة"، بحسب ما يقرّ موهان موضحا "نحن في حاجة إلى قواعد جديدة وقوانين ونوع ما من التشريعات".

يوتيوب تبثّ يوميا محتويات مدّتها الإجمالية مليار ساعة، ولا تشكّل المضامين المثيرة للجدل سوى 1% 

وكان ساندار بيشاي المدير العام لغوغل المالكة للمنصة قد قال الخميس فيما يلوح في الأفق خطر فرض غرامة على يوتيوب لأنها لم تحم الأطفال بما فيه الكفاية من جانب الهيئة الأميركية لحماية المستهلكين (اف تي سي) "نتّخذ كل التدابير اللازمة لحماية بيئة يوتيوب، بغضّ النظر عن أثرها على عائداتنا".
وأردف "لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن سحب المحتويات المخالفة لقواعدنا لا يؤثّر على عائدات يوتيوب".
وكانت الشركة القابضة ألفابت قد أعلنت في ذاك اليوم عن أرباح صافية بقيمة 10 مليارات دولار في الربع الثاني من العام.
في حزيران/يونيو، كانت فيسبوك التي طالتها الانتقادات عينها بشأن انتشار المحتويات المسمومة والعنيفة والأخبار الزائفة على شبكتها، طلبت من السلطات العامة تأدية "دور أكثر فعالية" لتنظيم الانترنت.
لكن لنيل موهان رأي مخالف وهو يقول "أظن أنه واجبنا في المقام الأول. ولا شكّ في أننا سنتعاون مع الحكومات لكننا نريد العمل في سياق أكثر شمولية".

يوتويب
'نحن في حاجة إلى قواعد جديدة'

وكانت غوغل قد حدّثت في حزيران/يونيو النظام الداخلي ليوتيوب في ما يخصّ الخطابات المشحونة بالكراهية مع حظر التسجيلات التي تقدّم بعض البشر على أنهم متفوقون على غيرهم أو تلك التي تبرّر التمييز في حقّ الآخرين، فضلا عن المحتويات الإنكارية.
ويقول موهان "ينبغي لنا التكيّف للجم انتشار الأخبار المغلوطة والمعلومات الزائفة على منصتنا".
لكن هل تأخّرت يوتيوب بعض الشيء في مساعيها؟ تبثّ يوتيوب يوميا محتويات مدّتها الإجمالية مليار ساعة، ولا تشكّل المضامين المثيرة للجدل سوى 1% من نسبة مشاهدة أشرطة الفيديو، بحسب موهان، غير أن هذه النسبة، على ضآلتها، تمثّل 10 ملايين ساعة مشاهدة يوميا.
ويلفت المسؤول إلى أنه "من المستحيل صياغة نظام للتصدّي لخطاب الكراهية في عطلة أسبوع من دون التعرّض لانتهاكات".
ويردف "استشرنا خبراء في أنحاء العالم من المشارب السياسية كافة ثم أعددنا توليفة للتوصّل إلى لغة مشتركة يمكن تطبيقها… في معادلات حسابية. فالخطاب المشحون بالكراهية ليس سوى غيض من فيض. والأمر سيان بالنسبة إلى التحرش والمزحات الخطرة والانتهاكات على أنواعها والاحتيال وأمن الأطفال".
وتبقى مشكلة المحتويات المسيئة التي تتحايل على النظام والتي تتّهم يوتيوب بالترويج لها.
فإذا لم تخالف التسجيلات القواعد المعمول بها، ينبغي عدم حذفها، بحسب موهان الذي يشدّد على ضرورة أن تبقى "يوتيوب منصة مفتوحة، فهذا جزء من سحرها".
ولا يعمل نظام تقويم التسجيلات حتى الساعة سوى في الولايات المتحدة. ويأمل موهان بتوسيع نطاقه في الأشهر المقبلة.
ويقضي الجزء الآخر من استراتيجية يوتيوب بالترويج للمحتويات المتأتية من "مصادر مرجعية" تستقى من غوغل في معظم الأحيان.