يوتيوب تعلن الحرب على حظر الاعلانات

غوغل تصعّد حملتها ضد أدوات حظر الإعلانات عبر إبطاء تشغيل الفيديوهات وتوجيه المستخدمين لتعطيل الإضافات، في محاولة لإجبارهم على الاشتراك في خدمتها المدفوعة.

واشنطن - السهل نسبيًا حظر الإعلانات المستمرة والمزعجة التي تظهر على يوتيوب. تفضل غوغل أن لا تقوم بذلك، أو أن تدفع (مبلغًا كبيرًا) للتخلص منها.

 في نهاية الأسبوع الماضي، بدأت الشركة حملة جديدة لمحاولة الضغط على مستخدمي أدوات حظر الإعلانات لتعطيل إضافاتهم. ومنذ ذلك الحين، يبدو أن يوتيوب قد صعّد الأمر، وأصبح الآن يبطئ تحميل الفيديوهات عمدًا.

رصد مستخدمون على Reddit ومنتدى متصفح Brave أن الفيديوهات تُحجب بالشاشة السوداء عند التشغيل الأول، تقريبًا لنفس مدة الإعلانات التمهيدية، مع ظهور نافذة منبثقة تحيل المستخدم إلى قسم أدوات حظر الإعلانات في صفحة الدعم الفني.

وتقترح غوغل: "تحقق مما إذا كانت إضافات المتصفح التي تحظر الإعلانات تؤثر على تشغيل الفيديو"، وتضيف: "كخيار آخر، جرّب فتح يوتيوب في نافذة التصفح الخفي مع تعطيل جميع الإضافات، وتحقق مما إذا استمرت المشكلة." وقد لاحظ فريق PCWorld هذا الأمر أثناء استخدام uBlock Origin Lite.

رسالة التنبيه: "هل تواجه انقطاعات على يوتيوب؟"
– من غوغل

طوّر مطورو أدوات حظر الإعلانات بسرعة حلًا لتجاوز هذه النوافذ المنبثقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، ووصف أحد ممثلي AdGuard المسألة بأنها "لعبة القط والفأر الكلاسيكية".

لعبة القط والفأر الكلاسيكية

لكن، إذا كانت غوغل تنوي شن حملة أكثر صرامة ضد المستخدمين الذين يحظرون الإعلانات دون دفع، فهي قادرة على فعل ذلك بسهولة – وقد رأيناها تفعل الشيء ذاته من قبل.

 وتكهن بعض المستخدمين في النقاش الأخير بأن بطء التحميل قد يكون مرتبطًا بحسابات غوغل أو "يوتيوب" التي تم رصد استخدامها لأدوات حظر الإعلانات في السابق، ما يعني تجاوز المتصفح أو الإضافة نفسها.

ويبدو ان غوغل تلاحظ تزايد نسبة مستخدمي يوتيوب الذين يحظرون الإعلانات، كما هو الحال في معظم أنحاء الإنترنت، في ظل ازدياد كمية الإعلانات وتدهور جودتها.

ويضطر منشئو المحتوى في يوتيوب إلى أن يصبحوا أكثر "إبداعًا" للبحث عن مصادر دخل بديلة بعيدًا عن AdSense، إذ أصبحت الفيديوهات الممولة سائدة على المنصة، والعديد من القنوات باتت تضع محتواها الجديد خلف جدران الدفع إما على يوتيوب نفسه أو من خلال منصات أخرى مثل Patreon.

تتعامل "يوتيوب" مع القضية من زوايا أخرى كذلك. إذ يُزال المحتوى التقني الذي يشرح كيفية استخدام أدوات خارجية لحظر الإعلانات أو تنزيل الفيديوهات (دون دفع اشتراك يوتيوب بريميوم الباهظ)، وتُعلَّم حسابات أصحابه على أنها مخالفة للسياسات المبهمة جدًا تحت بند "المحتوى الضار والخطير".

ويرى منتقدو هذه السياسة انه إذا أردت غوغل من الناس الاشتراك في YouTube Premium للتخلص من الإعلانات، فعليها أن تجعله أرخص.

اذ ان دفع 14 دولارًا شهريًا فقط لحذف الإعلانات هو نفس سعر الاشتراك في خدمات أخرى توفر أفلامًا ومسلسلات كاملة. يوتيوب، كمنصة، لا يُقارَن بتلك الخدمات من حيث المحتوى، ولا يرقى لمستواها.

ويبدو أدفع هذا المبلغ لمجرد حذف الإعلانات، ترفا خصوصًا وأن الاشتراك لا يزيل جميع أنواع الإعلانات – فالفيديوهات الممولة والمخصصة للمشتركين فقط لا تزال منتشرة – ناهيك عن أن الموقع أصبح مليئًا بمحتوى رديء تخلقه أدوات الذكاء الاصطناعي. أما Premium Lite، الموجه لمستخدمي الهواتف أو الموسيقى فقط، فهو أيضًا غير مقنع ولا يستحق الاشتراك.