يوم دموي في أفغانستان يُقرب مفاوضات السلام من الانهيار

مصادر أفغانية تعلن مقتل 25 من قوات الأمن في هجوم نسبته لحركة طالبان، بينما لقيت 11 امرأة حتفهن بعد ساعات في حادثة تدافع للحصول على تأشيرات أمام قنصلية باكستان.
طالبان زادت من هجماتها منذ توصلها لاتفاق مع واشنطن
طالبان تحاول بالعنف تحسين شروط التفاوض مع كابول
لا مؤشرات على انتهاء العنف في أفغانستان  

قندوز (أفغانستان) - شهدت أفغانستان الأربعاء يوما داميا مع مقتل 25 من عناصر قوات الأمن الأفغانية على الأقل في كمين اتهمت طالبان بالمسؤولية عنه، وفق ما أعلن مسؤولون، في حين لقيت 11 امرأة حتفهن بعد ذلك بساعات في حادث تدافع.

وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع مسار مفاوضات متعثرة بين الحركة المتشددة والحكومة الأفغانية، فيما كان لافتا أن حركة طالبان صعدت هجماتها على القوات الأفغانية منذ وقعت اتفاقا مع واشنطن قبل نحو ثمانية أشهر.

وتوصلت طالبان أواخر فبراير/شباط إلى اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة التزمت بموجبه بعدم مهاجمة المدن، لكنها كثفت هجماتها منذ انطلاقة الحوار الأفغاني-الأفغاني في سبتمبر/أيلول.

وتُفسر تلك الهجمات على أنها محاولة من طالبان للضغط على الحكومة الأفغانية وتحسين شروط التفاوض والتفاوض من موقع قوة.

ووقع الكمين ليل الثلاثاء الأربعاء في ولاية تخار (شمال شرق) حين كان عسكريون أفغان "في طريقهم إلى تنفيذ عملية في الولاية" قبل أن "يتعرضوا لهجوم من طالبان"، كما أعلن جواد هجري المتحدث باسم حاكم الولاية.

وقال هجري إن "طالبان تمركزت في المنازل المحيطة في المنطقة ونصبت كمينا لقواتنا"، مضيفا أن المعارك متواصلة وأن المتمردين أيضا تكبدوا "العديد من الضحايا".

وأعلن المسؤول الصحي في ولاية تخار عبدالقيوم أن 34 عنصرا أمنيا قضوا في الكمين، بينهم نائب رئيس الشرطة في الولاية.

ولم تتبن طالبان التي تشارك حاليا في مفاوضات سلام مع الحكومة حتى الآن الهجوم، لكنها أكدت "تصديها للعدو" في تخار ردا على عدة هجمات ضد مقاتليها.

وفر نحو 40 ألف شخص من ديارهم إثر آخر عمليات نفذتها الحركة في ولاية هلمند (جنوب)، كما أكدت الأمم المتحدة الأربعاء، فيما أدى هجوم بسيارة مفخخة نُسب للمتمردين إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 154 بجروح الأحد في غرب البلاد.

وقال نادر نادري أحد مفاوضي الحكومة الأفغانية إن "مستوى العنف بالطبع، يجعل مهمة التفاوض صعبة جدا"، مضيفا أن "ظروفا كهذه تبرز الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار".

وينص الاتفاق الأميركي مع طالبان على انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان مقابل وعود غامضة من المتمردين. وتأخر بدء مفاوضات السلام المنصوص عليها في الاتفاق، حتى سبتمبر/ايلول.

وبعد ساعات من كمين تخار، قتلت 11 امرأة في تدافع قرب قنصلية باكستان في جلال أباد (شرق) كما قالت السلطات، فقد تجمع "عشرات آلاف" ممن يريدون تقديم طلبات تأشيرات دخول في ملعب لكرة القدم قريب من القنصلية الباكستانية حيث طلبت منهم السلطات الانتظار، كما قال عطاالله خقياني المتحدث باسم ولاية ننغرهار.

وعادت باكستان لقبول طلبات تأشيرات الدخول في جلال أباد عاصمة الولاية بعد توقف دام سبعة أشهر بسبب وباء كوفيد-19، ما نتج عنه تدفق أعداد هائلة من الطلبات مرة واحدة، وفق ما أوضح المتحدث.

وبالإضافة إلى وفاة 11 امرأة، قال زاهر عادل المتحدث باسم مستشفى الولاية إن 10 أشخاص أصيبوا بجروح في حين أكد خقياني أن عددهم 13. وأعلن عضو مجلس ولاية ننغرهار ناصر كاماوال أن 15 شخصا قتلوا وجرح 15.

وقال عبدالأحد وهو شاهد عيان أن الأولوية أعطيت للنساء كي يقفن في الصفوف الأولى، مضيفا "حين أعلن المسؤولون أن الأبواب فتحت صباحا، توجه الجميع بسرعة لدخول الملعب".

وقال إن "النساء اللواتي كن في الصفوف الأولى وغالبيتهن كبيرات في السن سقطن أرضا ولم يتمكنَّ من الوقوف".

وأكدت ناجية منهن لم ترغب في الكشف عن هويتها أن إحدى النساء "جاءها المخاض في المكان"، بعدما تعرضت للركل، مضيفة "حاولنا مساعدتها لكن طفلها فارق الحياة".

وجلال أباد هي عاصمة شرق أفغانستان وتقع على بعد 100 كلم من الحدود مع باكستان.