يونس العجمي يستعرض معدات سينمائية صنعها لأفلام تونسية وعالمية

الفنان التونسي يقدم في معرضه المنظم بالمركب الثقافي بالمنستير نماذج من قطع من صنعه استعملت في عدة أفلام عالمية بينها 'حرب النجوم'.

المنستير (تونس) - يجمع الفنان التونسي يونس العجمي بين الإبداع الفني والتأريخ السينمائي في معرضه المقام حاليا بالمركب الثقافي بالمنستير والمتواصل إلى غاية الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل حول المعدات السينمائية.

وينبهر الزائر للمعرض بالمعدات السينمائية المعروضة، نظرا لما يتميز به الفنان يونس العجمي من حذق الصنعة والإبداع، ما أكسبه صيتا عالميا لدى صناع الأفلام السينمائية التونسية والعالمية.

وبالإضافة إلى أهميتها الفنية، فإن لكل قطعة في المعرض أهمية ثقافية وتاريخية، فهي حاملة لجزء من ذاكرة السينمائية التونسية والعالمية لعلاقتها بإنتاج عدة أفلام تونسية وعربية وعالمية صورت جلها في الصحراء التونسية أو في طبرقة وعين دراهم وجبل الشعانبي وجبل السرج وهي لمخرجين أو منتجين من تونس وليبيا وتركيا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا الذين أنتجوا أفلاما بوليسية أو أفلام جوسسة أو تاريخية حول الحرب العالمية الثانية، وحرب الفيتنام وغيرها.

وقال العجمي إن النماذج المعروضة استعملت في عدة أفلام عالمية بينها "حرب النجوم" للمخرج الأميركي جورج لوكاس، "ممالك النار" للمخرج البريطاني بيتر ويبر، "اون بامبينو دي نوميه دجيزو" (طفل اسمه المسيح) للمخرج الإيطالي فرانكو روسي (1989)، "روبن هود" (1998) لمايكل مارتينيز، "توسكانيني" للمخرج الإيطالي فرانكو زافاريلي، و"غوما" للأسعد الوسلاتي الذي سيخرج قريبا للجمهور.

وأشار العجمي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إلى أن المعدات السينمائية المعروضة هي جزء قليل مما هو متوفر لديه في ورشته، نظرا لأن هناك قطع أخرى كبيرة الحجم ولا يتسع فضاء المركب الثقافي لعرضها.

ويشمل المعرض مجموعة من الخناجر، والسيوف والحرب، والأقواس، والمسدسات، والدروع، وقوارير البارود، والأسلحة الثقيلة كالمدافع وطائرة خفيفة ونماذج من طائرة من نوع "جات سونيك" وهيلوكبتر، وقذائف مدفعية، ومنظومة صاروخية، وتعود جميع الأسلحة المزيفة المعروضة إلى حقب تاريخية مختلفة منها التي ترجع إلى القرن السابع عشر والتي استعملتها الإمبراطورية العثمانية خلال حروبها، والحرب العالمية الثانية وحرب الفيتنام.

ولفت العجمي إلى أن المسدسات استعملت مثلا في فيلم "البيرات" (القراصنة) من إنتاج فرنسي-تونسي لرومان بولنسكي (1986)، وهناك معدات وقع استعمالها في تصوير أربعة مسلسلات للمخرج الليبي أسامة رزق، وأفلام للمخرج كيفن كونور، وفيلم "لي مرفالو" لهنري فرني (1984)، و"معركة موقديشو"، وفيلم "الطوارق" من إنتاج أميركي، وقناة "ناشيونا جيوغرافي" وغيرها.

وأكد أن جميع المعدات السينمائية المعروضة من أسلحة هي مزيفة صنعها تحت رقابة مصالح وزارة الداخلية، وقد صنعها سواء برسكلة بعض المواد أو شراء بعض القطع، قائلا "يمكن أن تبدع من لا شيء وتصبح لديك قطعة مهمة".

ويضم المعرض ملابس استعملت في أفلام "الوستارن" و"الهنود الحمر" والحروب، علاوة على معدات يستعملها الجنود في معسكراتهم على غرار السخانات التي تشغل بالزيت، وصندوق أصلي لمعدات الصيدلة من الحرب العالمية الثانية، ولدينة أصلية مخصصة لوضع الديناميت، و"كابينة" هاتف استعملت في تصوير الفيلم التونسي "بوليس" للمخرج مجدي السميري.

وتوجد في المعرض "البراشيري" وهي عمود إضاءة روماني يعلوه صحن، ونماذج من المدفعية، ونموذج مصغر من طائرة خاصة "سوبر سونيك" والتي أنتجها في حجم 18 متر ووقع تفجيرها في طبرقة خلال تصوير فيلم فرنسي (2016)، ويمكن أن يكتشف الزائر كاميرات للتصوير أو العرض وآلات تسجيل قديمة، علاوة على معلقات بعض الأفلام التي استخدمت فيها هذه المعدات السينمائية.

ويكتسي هذا المعرض أهميته نظرا لمهارة هذا الفنان وحذقه في نحت وصنع مختلف القطع بجودة ودقة عالية جدا بطريقة تجعل الناظر لا يمكنه أن يشك قط في أنها حقيقية وخاصة عندما يدقق النظر على سبيل المثال في مجموعة الخناجر أو المسدسات فمن الصعب أن يكتشف أنها مزيفة.

ويرى الأستاذ الجامعي والمسرحي عمر بسباس أن هذا المعرض فرصة للشباب للاطلاع على نوعية هذه المهن، مبينا أنه ليس من السهل أن نجد نحاتا قادرا على التعامل مع الحديد والأليمنيوم والخشب والرزين وغيرها من المواد فالعملية صعبة ومتعبة جدا، علاوة على أن هذا الفنان معروف بقدرته على إنجاز المؤثرات السينمائية من انفجارات وحرائق وأمطار اصطناعية وليس لدينا في تونس الكثير من المبدعين مثله في هذا المجال.

وقال المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير شكري التليلي الذي أشرف على افتتاح معرض الفنان يونس العجمي، إنه يتعهد بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير بافتتاح متحف للمعدات السينمائية، معتبرا أنه سيكون مكسبا لتونس، إذ سيدعم السياحة الثقافية وسيساهم في تسويق الجهة سياحيا وأيضا الوجهة التونسية.

وأعرب يونس العجمي عن استعداده لتكوين الشباب في صنع المعدات السينمائية مجانا كي يبتعدوا عن الجلوس في المقاهي وإضاعة الوقت.