10 قتلى من الجيش السوري في أكثر الهجمات الدموية في عامين
بيروت - تكبد الجيش السوري اليوم الجمعة خسائر في صفوف قواته أو من القوات الموالية له هي الأكبر والأكثر دموية منذ عامين بعد أن تعرضت حافلة تقل جنودا ومسلحين موالين لهجوم بصاروخ مضاد للدروع تسبب في مقتل 10 منهم على الأقل، وفق الإعلام الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله "حوالي الساعة التاسعة والنصف (6:30 ت غ) من صباح اليوم (الخميس)، قام الإرهابيون باستهداف حافلة مبيت عسكري بصاروخ مضاد للدروع في ريف حلب الغربي"، ما أدى إلى "استشهاد عشرة عسكريين وجرح تسعة آخرين".
وكان مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن قد أفاد في وقت سابق بأن "فصائل متمركزة في ريف حلب الغربي" استهدفت الحافلة التي كانت "تقلّ مسلحين موالين لدمشق يتحدرون من بلدتي نبل والزهراء" ذات الغالبية الشيعية، موردا حصيلة القتلى ذاتها.
ولم تتضح وفق المرصد هوية الفصائل التي أطلقت الصاروخ، غير أن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) هي من يسيطر على المنطقة، حيث تتواجد كذلك فصائل أخرى معارضة مدعومة من تركيا.
وبحسب عبدالرحمن، فإن حصيلة القتلى هي الأكثر دموية في هجوم تنفذه الفصائل المقاتلة منذ سريان هدنة في المنطقة منذ أكثر من عامين.
ومنذ السادس من مارس/اذار 2020، يسري في مناطق سيطرة الفصائل في إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات مجاورة بينها ريف حلب الغربي وقف لإطلاق النار، أعلنته موسكو حليفة دمشق وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بعد هجوم واسع لقوات النظام دفع قرابة مليون شخص إلى النزوح من المنطقة، وفق الأمم المتحدة.
ولا يزال وقف إطلاق النار صامدا إلى حدّ كبير رغم الخروقات المتكرّرة من طرفي النزاع، بينما يأتي استهداف قوات سورية أو قوات موالية لها بعد مقتل ستة عناصر من فصائل معارضة الأحد الماضي جراء صاروخ موجه أطلقته قوات النظام السوري على آلية تقلهم في منطقة مجاورة، بحسب المرصد.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
وينذر الهجوم الدموي على عناصر موالية لقوات النظام السوري بتصعيد عسكري جديد في المنطقة، لكن يبدو أن فصائل المعارضة وكثير منها مدعوم من تركيا أو على صلة بقوات الاحتلال التركي في شمال سوريا، تستغل الانشغال الروسي في حرب أوكرانيا وتسعى لتعزيز وجودها وتحصين مكاسبها.
وتتفادى القوات السورية في الوقت الراهن فتح جبهة قتال في شمال البلاد الذي تحتل تركيا أجزاء واسعة منه، لكن دمشق أكدت مرارا أنها تعد لتحرير كامل مناطقها بما في ذلك تلك التي تسيطر عليها جماعات كردية سورية والقوات التركية وفصائل معارضة بينها جماعات متطرفة.