18 مقاتلة رافال لليونان على جناح السرعة مع بدء اجتماع اسطنبول

باريس واثينا توقعان الصفقة المقدرة بـ2.5 مليار يورو لتعزيز القدرات العسكرية لليونان في مواجهة التوتر المتزايد مع تركيا.
لا اتفاق بين اليونان وتركيا على جدول اعمال المحادثات في اسطنبول
ست طائرات جديدة و12 مستخدمة في صفقة أنجزت بوقت قياسي
اليونان تزيد إنفاقها على المعدات العسكرية خمسة أضعاف في 2020

باريس - يفترض أن تنجز اليونان الاثنين صفقة مستعجلة لشراء 18 طائرة رافال مقاتلة من فرنسا لتعزيز دفاعاتها وشراكتها مع باريس في مواجهة التوتر المتزايد مع تركيا، حيث تُستأنف المحادثات بين الجانبين لتسوية الخلاف بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.
وينتظر وصول وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى أثينا لتوقيع عقد "يوجه رسالة واضحة في اتجاهات عدة" على ما قال نظيرها اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس. وفي مقدمتها تركيا.
ويشمل العقد البالغة قيمته 2,5 مليار يورو تقريبا شراء 12 طائرة مستخدمة و6 طائرات جديدة.
وينص كذلك على تزويد أثينا بصواريخ عابرة من طراز سكالب وصواريخ مضادة للسفن من نوع اكزوسيت ومضادات جوية طويلة المدى من طراز "ميتيور".
وتفاوضت الحكومتان بسرعة قياسية في شأن هذه الصفقة. واتخذ رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قرار التفاوض في أيلول/سبتمبر ردا على عمليات التنقيب عن الغاز التي قامت بها تركيا ولجوئها إلى عرض قوة في مياه تتنازع عليها مع اليونان وقبرص.
ورأى قادة الاتحاد الأوروبي أن تصرف تركيا "غير قانوني وعدائي" ما مهد الطريق أمام فرض عقوبات على أنقرة.
وستشتري اليونان ست طائرات رافال جديدة من شركة "داسو أفياسيون" ستتسلمها اعتبارا من العام 2022.
إلا أن أثينا أرادت الحصول فورا على طائرات تضمن لها تفوقا جويا في بحر إيجه، لذا اشترت 12 طائرة مستخدمة من باريس ستؤخذ من سلاح الجو الفرنسي.
ويبدأ تسليم هذه الطائرات الصيف المقبل على أن تتلقى أثينا الطائرات الثماني عشرة كلها بحلول صيف العام 2023 على ما أفاد مسؤول في وزارة الدفاع اليونانية. ويبدأ أربعة طيارين يونانيين التدريبات في فرنسا اوائل العام الحالي.
وستشتري وزارة الجيوش الفرنسية 12 طائرة جديدة لتحل مكان الـ12 التي بيعت إلى اليونان.

شراكة استراتيجية بحكم الأمر الواقع بين فرنسا واليونان

بالنسبة إلى فرنسا، يشكل العقد مع اليونان أول عملية بيع لطائرات رافال في أوروبا في وقت تسعى باريس إلى توجيه صادراتها من الأسلحة إلى هذه القارة.
وقالت بارلي إن "عقد رافال يتوج تعزيز العلاقات في السنوات الأخيرة. اليونان بلد نتحادث كثيرا معه حول الرهانات الاستراتيجية" مشيرة إلى وجود "شراكة استراتيجية بحكم الأمر الواقع".
في الأشهر الأخيرة، دعمت فرنسا صراحة مواقف أثينا وأرسلت خلال الصيف طائرات رافال وسفنا حربية مع نشر سفن عسكرية وسفن تنقيب تركية في مناطق تؤكد اليونان أنها تابعة لسيادتها.
وردا على التوتر الحاصل مع تركيا، أعلنت اليونان نيتها زيادة قدراتها العسكرية في 2021 رغم انكماش يزيد عن 10% في 2020 بسبب جائحة كوفيد-19 في حين كانت البلاد تتعافى من أزمة مديونية مستمرة منذ عقد تقريبا.
وتعتزم أثينا تخصيص 5,5 مليارات يورو للدفاع هذا العام، ما يزيد إنفاقها على المعدات العسكرية خمسة أضعاف.
وإضافة إلى شرائها مقاتلات رافال، تخطط أثينا لشراء فرقاطات ومروحيات وطائرات مسيرة وتحديث أسطولها من طائرات إف-16 وتجنيد 15 ألف عسكري إضافي. كذلك أعلنت اليونان تمديد فترة الخدمة العسكرية إلى 12 شهرا بدلا من تسعة حاليا.
إلا أن أثينا وأنقرة عاودتا الاثنين محادثات في اسطنبول بشأن خلافاتهما.
ويستقبل المسؤول الثاني في وزارة الخارجية التركية سادات أونال وفدا يونانيا في اسطنبول لمعاودة الاتصالات التمهيدية المعلقة منذ 2016 بعد التصاعد الكبير للتوتر بين الجارتين.
وتندرج هذه المحادثات في إطار حملة أوسع للرئيس التركي رجب طيب ادروغان الساعي إلى تهدئة العلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوروبي الذي ضاق ذرعا من سلوك انقرة وباشر الشهر الماضي فرض عقوبات عليها.
وخلال زيارة الأسبوع الماضي لبروكسل، أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلوا عن الأمل في أن تسمح محادثات اسطنبول بالتوصل إلى "نتائج".
لكن في مؤشر إلى أن هذه المحادثات قد تستحيل حوار طرشان، لم يتفق البلدان على جدول أعمال الاجتماع.

محادثات اسطنبول جزء من مساعي اردوغان للتهدئة مع اوروبا
محادثات اسطنبول جزء من مساعي اردوغان للتهدئة مع اوروبا

ترغب اليونان بالبحث فقط في ترسيم حدود الجرف القاري لجزرها في بحر إيجه فيما تريد انقرة توسيع نطاق المحادثات لتشمل المناطق الاقتصادية الخالصة والمجال الجوي للبلدين.
وتصاعدت الأزمة بين أثينا وأنقرة مع نشر تركيا في آب/اغسطس سفينة في المناطق المتنازع عليها ولا سيما قرب جزيرة كاستلوريزو اليونانية الواقعة قرب الساحل التركي.
واتهمت اليونان أنقرة بانتهاك حدودها البحرية إلا أن تركيا تعتبر أن وجود هذه الجزيرة الصغيرة لا يبرر استبعادها من جزء كبير من شرق المتوسط الغني بحقول الغاز.
إلا أنه في بادرة تهدئة على الأرجح، أعلنت انقرة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر عودة السفينة إلى تركيا.
ويرى محللون أن سعي تركيا إلى تهدئة التوتر مع أوروبا جاء بسبب صعوباتها الاقتصادية التي تفاقمت مع جائحة كوفيد-19 وبسبب انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة.
وتتوقع انقرة تشددا في السياسة الأميركية تجاهها فيما كان اردوغان أقام علاقة شخصية قوية مع دونالد ترامب.