35 قتيلا في معارك لم تهدأ بعد بين قوات الأسد والجهاديين

الاشتباكات في منطقة ريف حماة الشمالي تؤدي الى مقتل 26 من قوات النظام والموالين لها إضافة لتسعة مقاتلين من فصائل المعارضة.

دمشق - قتل 35 مقاتلاً بينهم 26 من قوات النظام السوري أو موالين لها في قصف جوي روسي سوري واشتباكات تدور منذ فجر السبت مع فصائل مقاتلة وجهاديين في ريف حماة الشمالي في شمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "القصف الجوي السوري والروسي والاشتباكات العنيفة مستمرة منذ فجر السبت في ريف حماة الشمالي وأوقعت حتى الآن 26 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و9 مقاتلين من الفصائل ومجموعات جهادية".

ويأتي تصاعد الاشتباكات في منطقة خفض التوتر في ظل خلافات روسية تركية بعد تضارب الروايات الصادرة عن الدولتان المسؤولتان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في ادلب بشأن هجوم استهدف موقعا تركيا في الأراضي السورية.

وقالت تركيا الخميس إن القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا نفذت ما اعتبرته هجوما متعمدا وأطلقت 35 قذيفة مورتر على موقع مراقبة تركي مما أدى لإصابة ثلاثة جنود أتراك وإلحاق أضرار بالمعدات والمنشآت، مؤكدة أنها تحتفظ بالحق في الردّ على مصدر الهجوم.

وفي مؤشر على إمكانية تصاعد التوتر، لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بردّ مناسب على أي هجوم سوري محتمل على نقاط المراقبة في المنطقة منزوعة السلاح التي تشرف عليها أنقرة.

وحذر أردوغان النظام السوري خلال مؤتمر صحافي بعد ظهر الجمعة من "أنه سيكون من المستحيل أن نبقى صامتين في حال استمرت هجماته على نقاط المراقبة التركية"، مضيفا "سنقوم بما يلزم لأننا نريد إرساء السلام في إدلب".

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
اردوغان هدد دمشق بالرد على هجوم استهدف موقعا عسكريا تركيا في سوريا

وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الجمعة أن روسيا "لا عذر" لها لعدم وقف الضغط على النظام السوري من أجل وقف ضرباته في شمال غرب سوريا.

وقال في مقابلة تلفزيونية "من هم ضامنو النظام في إدلب وسوريا بشكل عام؟ روسيا وإيران. لا نقبل العذر القائل: لا يمكننا أن نجعل النظام يصغي لنا"، مضيفا "منذ البداية قلنا إننا ضامنو المعارضة. لم تحدث أي مشكلة مع المعارضة المعتدلة".

لكن موسكو قالت إن مقاتلي المعارضة السورية هم من هاجموا نقطة مراقبة تركية في محافظة إدلب وإن الجيش التركي طلب من موسكو ضمان سلامة أفراده وقصف مواقع المسلحين.

وقالت وزارة الدفاع إنه نتيجة لذلك شنت طائرات حربية روسية أربع ضربات جوية على أهداف وفقا لإحداثيات مقدمة من الجيش التركي، مضيفة أن الضربات أسفرت عن القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير الكثير من قطع المدفعية.

وادى تواصل القصف الروسي السوري على ادلب الى إلغاء صلاة الجمعة في المحافظة.

وخلال السنوات الماضية، أُجبر سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، على إلغاء صلاة الجمعة عشرات المرات، بسبب القصف العنيف للنظام وحلفائه.

ومنذ نهاية أبريل/نيسان تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف.

وتخضع منطقة إدلب لاتفاق روسي-تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه.

وشهدت هدوءا نسبيا بعد توقيع الاتفاق في سبتمبر/أيلول، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير/شباط قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر أبريل/نيسان.

وحاليا، يقطن في منطقة "خفض التصعيد" نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف ممن هجرهم النظام من مدنهم وبلداتهم بعد سيطرته عليها.