4 محطات دولية تستعين بيوتيوب لمواجهة تعتيم إعلام أردوغان

مشروع جديد يجمع للمرة الأولى أربع مؤسسات إعلامية دولية كبرى، يتوجه للمتلقي في تركيا والمتحدثين بالتركية حول العالم بتقارير متنوعة في ظل التعتيم الذي يمارسه الإعلام التركي الموجه.

إسطنبول - أطلقت أربع محطات دولية اليوم الاثنين قناة ناطقة باللغة التركية على موقع يوتيوب تحمل اسم "90+" وهو رمز الاتصال الدولي الخاص بتركيا.

وتهدف محطات "دويتشه فيله" و"فرانس 24" و"صوت أميركا" و"بي.بي.سي" إلى تزويد المستهلكين في تركيا والمتحدثين بالتركية حول العالم بتقارير حول مجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية والسياسية.

وسيتم تنسيق المحتوى، الذي يتم إنتاجه بشكل مستقل وبرعاية "دويتشه فيله" في برلين، بثلاثة مقاطع فيديو جديدة كل أسبوع.

وتتواجد بالفعل عشرة مقاطع فيديو على القناة تتضمن سلسلة عن خريجي جامعات تركية عاطلين عن العمل، وأزمة في قطاع البناء، وغيرها.

وقال بيتر ليمبورغ، مدير دويتشه فيله، لوكالة الأنباء الألمانية "لاحظنا جميعا وجود قصور في التواصل بين تركيا وبلادنا. الشعبوية والقومية تتصدر في تركيا، وحرية الصحافة في خطر"، مضيفا أن القناة ستكون منصة لصحافة ونفاش مستقليْن.

وتزايد التضييق على حرية الإعلام والصحافة خلال السنوات الأخيرة في تركيا، ما تسبب في انغلاق الإعلام المحلي، الذي أصبح موجها من قبل الحكومة ولا يعبر عن جميع أطياف المجتمع التركي بل عن توجهات الحزب الحاكم وسياسات حزب الرئيس رجب طيب أردوغان العدالة والتنمية.

وأوقفت تركيا عشرات الصحفيين وأغلقت العديد من المؤسسات الإعلامية منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة المزعومة من الجيش عام 2016 .

واعتقلت السلطات منذ ذلك الحين أكثر من 120 صحفيا وأغلقت ما يربو على 180 منفذا إعلاميا للاشتباه في صلاتها بشبكة الداعية فتح الله غولن.

ودأب أردوغان على مهاجمة وسائل الإعلام لانتقادها الحملة التي أعقبت الانقلاب والعمليات العسكرية التركية في شمال سوريا.

ووضعت منظمة صحفيون بلا حدود المدافعة عن حرية الصحافة تركيا في المرتبة 157 على قائمة تضم 180 دولة في تقريرها السنوي عن حرية الصحافة على مستوى العالم لسنة 2018، وقدرت أن نحو 90 في المئة من التغطية الصحفية في تركيا منحازة للحكومة.

وقالت منظمة العفو الدولية إن "خوف الصحفيين من سجنهم لانتقاد السلطات أصبح أمراً واضحا في تركيا، بعدما أصبحت أعمدة صحف وبرامج تناقش الشؤون السياسية لا تتضمن حالياً سوى أصوات معارضة محدودة، كما لا تعكس آراء مختلفة بشدة عن توجهات الحكومة، علماً بأنها كانت تحظى بشعبية كبيرة سابقا".

ولم يسلم الصحفيون العاملون في وسائل إعلام أجنبية والصحفيون الأجانب الذين يعملون بشكل حر، من حملات قمع الحكومة التركية، حيث رحِّل بعضهم من تركيا، أو منعوا من الدخول إليها؛ بينما لجأت السلطات إلى إلغاء التراخيص التي تخول لهم العمل في المجال الإعلامي.

وقال ليمبورغ "بينما لن نكون قادرين على أن نحل محل كل الأصوات المعارضة التي فُقدت، فإننا نأمل أن نكون قادرين على ضمان تعدد في الآراء على الأقل".

وتلقت دويتشه فيله تمويلا بقيمة خمسة ملايين يورو (5.6 مليون دولار) من البوندستاغ لمدة عامين للمشروع الذي يمثل جزء من مخطط المؤسسة للأعوام 2018 إلى 2021.

وقالت المؤسسة الإعلامية الألمانية إنها أرادت من خلال القناة تمثيل القيم الأوروبية في المسائل الاجتماعية والسياسية في تركيا. ويمثل هذا الاتجاه في المحتوى الإعلامي تحدياً في السوق التركية، إذ يزداد العمل الصحفي في تركيا صعوبة.