44 دولة في تكتل أوروبي جديد تقوده فرنسا

يهدف المجتمع السياسي الأوروبي الجديد إلى تسهيل تبادل أوثق بين دول الاتحاد وتلك التي ما زالت خارج التكتل، سواء عن طريق الاختيار أم لكونها لا تستوفي معايير العضوية حاليا.

بروكسل – يبدو أنّ فرنسا باتت تبحث جدّياً في إنشاء تكتل سياسي جديد في أوروبا يسمح بتسوية معضلة توسيع الاتحاد الأوروبي ومسألة الانضمام السريع جدًا للاتحاد التي تُقلق عدة دول.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الخطط التي تقودها فرنسا لإقامة مجتمع سياسي أوروبي جديد بدأت تكتسب زخما مساء أمس الأربعاء، حيث تقرر توجيه دعوات إلى 44 دولة لعقد اجتماع للمجموعة المقترحة في براغ الشهر المقبل.
وإضافة إلى الدول الأعضاء الحالية في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، سيتم أيضا دعوة أوكرانيا وتركيا وبريطانيا وسويسرا. ومن المأمول أيضا أن تحضر الاجتماع دول النرويج وأيسلندا وليختنشتاين ومولدوفا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان وصربيا ومونتينيجرو ومقدونيا الشمالية وألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو.
ويهدف المجتمع السياسي الأوروبي الجديد إلى تسهيل تبادل أوثق بين دول الاتحاد وتلك التي ما زالت خارج التكتل، سواء عن طريق الاختيار أم لكونها لا تستوفي معايير العضوية حاليا.
ووفقا للمسؤول الأوروبي، فإن الاجتماع الأول للمجموعة في العاصمة التشيكية سيركز على حرب روسيا ضد أوكرانيا وأزمة الطاقة والوضع الاقتصادي الحالي. ومن المخطط عقد الاجتماع في 6 تشرين الأول/ أكتوبر ، قبل قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي تعقد في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وحظيت المساعي الفرنسية من أجل تشكيل تجمع جديد بدعم ألمانيا أيضا، حيث قال المستشار الألماني أولاف شولتس في خطاب رئيسي حول السياسة الأوروبية في نهاية آب/أغسطس إنه لا يوجد حاليا منتدى يمكن لحكومات الاتحاد الأوروبي من خلاله مناقشة القضايا الرئيسية مع الدول غير الأعضاء في التكتل مرة أو مرتين في السنة.
وفي الوقت ذاته، حذّر شولتس من أن مثل هذه المجموعة "لا ينبغي أن تكون بديلا عن توسيع الاتحاد الأوروبي".
ولم تُخف باريس يومًا رفضها لتوسيع جديد للاتحاد قد يزيد من تعقيد عمل المؤسسات الأوروبية، لكنّ التكتل الجديد المُقترح يُقدّم فرصة "لأخذ الوقت اللازم للدول غير المستعدّة، لتستعدّ".
وكان قد طُرح مشروع اتحاد سياسي أوروبي في العام 1989 بعد سقوط جدار برلين، وفشل فيما بعد. غير أن الفكرة عادت لتُطرح بعد ثلاثة عقود في إطار الحرب في أوكرانيا ومعضلة عملية توسيع الاتحاد الأوروبي.