45 قتيلا في حريق بمستشفى لمرضى كورونا بالناصرية

فاجعة مستشفى الحسين تعمق مأزق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يواجه ضغوطا على أكثر من صعيد في ظل أزمات متراكمة اقتصادية واجتماعية وأمنية.   
توقعات بارتفاع حصيلة قتلى حريق مستشفى الحسين إلى 50
حريق مستشفى الحسين بالناصرية هو ثاني أسوأ حريق في أشهر قليلة
توقعات بموجة غضب في الناصرية المدينة التي لم تهدأ فيها الاحتجاجات

الناصرية (العراق) - أعلنت مصادر طبية وأمنية عراقية اليوم الاثنين مقتل 45 شخصا على الأقل في حريق التهم مركزا لعزل المصابين بكوفيد-19 في مستشفى وسط مدينة الناصرية الواقعة على بعد 300 كلم جنوب بغداد.

وهذا الحريق هو ثاني أسوأ حريق يطال مستشفى في العراق، ففي ابريل/نيسان الماضي وقع حريق مماثل في مستشفى مخصص لمرضى كورونا في بغداد أسفر عن أكثر من 80 قتيلا.

وبحسب مصادر إعلامية محلية، فإن عشرات المرضى بكورونا تفحمت جثثهم بسبب الحريق، فيما أصيب عشرات آخرين بحروق وحالات اختناق بمركز الشفاء بمستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصرية.

ورجحت مصادر طبية أن تصل حصيلة الضحايا إلى 50 شخصا على الأقل، بينما لايزال مصير عشرات المرضى الآخرين وطواقم طبية من ممرضين وأطباء وأيضا مرافقين للمرضى مجهولا.

وذكر مصدر من فرق الإطفاء أن انفجارات متتابعة لاتزال متواصلة في المستشفى نتيجة لانفجار اسطوانات الأوكسجين وأجهزة التبريد، بينما تكابد فرق الإنقاذ لإخماد الحريق والبحث عن ناجين، فيما دخلت الطواقم الطبية في مدينة ذي قار في حالة استنفار، في حين تجمع ذوي المرضى أمام المشفى الذي التهمت النيران جزء كبير منه.

وأعلنت الحكومة المحلية حالة الطوارئ، فيما توجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الناصرية ليلتحق بعددج من المسؤولين المحليين بينهم مدير عام الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان.

وكان الدكتور حيدر الزاملي الناطق الإعلامي لدائرة صحة ذي قار قد اعلن في وقت سابق أن "عدد ضحايا حريق مركز عزل المصابين بكورونا في الناصرية بلغ 35 قتيلا قضوا حرقا في مركز العزل الذي تعرض إلى حريق هائل"، مضيفا أن "البحث جار عن ضحايا آخرين وهناك عشرات حالات الاختناق داخل المركز"، لكن الحصيلة سرعان ما ارتفعت.

وذكرت مصادر إعلامية أن الحريق لا يزال يحاصر المرضى داخل المركز الذي تحاول فرق الإطفاء إخماده، بينما أفاد مصدر طبي بأنه تم إخلاء 16 مريضا من المركز الطبي وسط الحريق.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران وهي تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.

وعادة، تحتوي مراكز عزل مصابي فيروس كورونا على الكثير من اسطوانات الاوكسجين التي تحدث انفجارات هائلة حال وصول النيران إليها.

وفي ابريل/نيسان الماضي أصيب العراقيون بالصدمة وخيم الحزن على بغداد بعد أن هلك 82 مريضا على الأقل في حريق مستشفى ببغداد مخصص لمرضى كورونا، إلا أن مفوضية حقوق الإنسان (رسمية مرتبطة بالبرلمان) قالت إن الحريق خلف 130 قتيلا.

ومن المتوقع ان يثير هذا الحادث موجة غضب في الناصرية وهي من محافظات الجنوب التي لم تهدا فيها الاحتجاجات بسبب سوء الخدمات وانقطاعات متكررة للماء والكهرباء.

ويعمق هذا الوضع مأزق الكاظمي الذي يواجه ضغوطا على أكثر من صعيد في ظل أزمات متراكمة اقتصادية واجتماعية وأمنية.