49 قتيلا حصيلة هجمات الحوثيين على قوات الأمن في عدن

مقتل واصابة العشرات في هجومين بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على طابور عسكري صباحي في عدن وثكنة للشرطة في محيط العاصمة المؤقتة.

عدن - توعد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، بالرد على العناصر "المارقة والغادرة" التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المناطق الأمنية، وسفك دماء الأبرياء، مشددا على أنها لن تنجو مطلقاً من أفعالها المشينة.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" إن الرئيس هادي بعث برقية عزاء إلى قائد شرطة مديرية الشيخ عثمان، بمحافظة عدن الواقعة جنوب البلاد، وأهالي وذوي الضحايا من منتسبي المؤسسة الأمنية والمواطنين الذين قضوا في عملية الاستهداف التي طالت مبنى شرطة المديرية، صباح اليوم الخميس.

وقال هادي إن "يد العدالة ستطال تلك العناصر لتنال عقابها وجزاءها الرادع بما اقترفته بحق المجتمع".

وحث الرئيس اليمني قيادات مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية على رفع درجة اليقظة والجاهزية الأمنية لمواجهة ورصد تلك الأعمال التي وصفها بالأعمال "المشينة" للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران وقوى التطرف والإرهاب المساندة والحليفة لها.

وفي وقت سابق الخميس، شهدت عدن العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليا، تفجيرين منفصلين.

واستهدف الهجوم الانتحاري الأول مركزا للشرطة في وسط مدينة عدن، فيما استهدف الهجوم الثاني الذي تبنّاه المتمرّدون الحوثيون ثكنة الجلاء الواقعة على بعد 20 كلم غرب عدن، وقد تم بواسطة صاروخ بالستي وطائرة مسيرة بحسب ما أوضحت مصادر أمنية.
وقد استهدف الهجومان قوات "الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات، الشريك الرئيسي للسعودية في التحالف العسكري في هذا البلد، وهي قوة نافذة في الجنوب اليمني تقاتل الحوثيين إلى جانب القوات الحكومية الرسمية.

وقال محمد ربيد المسؤول في وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها إن الهجومين أسفرا عن مقتل 49 شخصا بينهم نحو 20 من رجال الأمن في القوات الحكومية اليمنية فيما أصيب 48"، من دون أن يقدّم حصيلة منفصلة لكل من الهجومين

وفي حي الشيخ عثمان في وسط عدن قُتل عدد من رجال الشرطة وجرح آخرون جراء تفجير سيارة مفخخة عندما كان العناصر يتجمّعون لأداء تحية العلم، بحسب ما أوضح مسؤولون أمنيون.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود على تويتر أن "عشرات المصابين قد أدخلوا مستشفى عدن الجراحي إثر انفجار في منطقة قريبة". وتشارك المنظمة في إدارة المستشفى الجراحي في عدن.
أما الهجوم الثاني الذي تبنّاه الحوثيون الذين أعلنوا أنهم أطلقوا صاروخا استهدف عرضا عسكريا للشرطة في ثكنة الجلاء، فقد أدى إلى مقتل 17 شرطيا يمنيا على الأقل وجرح العشرات، بحسب ما أعلن مصدر طبي.
وقد أعلنت مصادر أمنية مقتل العميد منير اليافعي في الهجوم.
ويأتي التفجيران بعد هدوء حذر شهدته مدينة عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية المؤقتة والمعترف بها دوليا خلال الأشهر القليلة الماضية.

واستغل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة النزاع الدائر في اليمن منذ العام 2014 بين المتمرّدين الحوثيين وقوات الأمن الموالية للحكومة، لتعزيز تواجدهما في جنوب اليمن حيث تبنّيا عشرات الهجمات في السنوات الأخيرة.
ويشهد اليمن حربا منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.

وكتب السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر في تغريدة "الاستهداف المتزامن من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لأمن واستقرار العاصمة عدن مؤشر قوي لتوحد أهدافها مع أخواتها الإرهابية داعش وتنظيم القاعدة".

وفي شباط/فبراير العام الماضي، قُتل خمسة أشخاص بينهم طفل في هجومين انتحاريين استهدفا قاعدة لقوات مكافحة الإرهاب في عدن تبنّاهما تنظيم الدولة الإسلامية.

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، وصل إلى اليمن نحو 150 ألف مهاجر العام الماضي، 92 بالمئة منهم من أثيوبيا، والباقي من الصومال ودول مجاورة أخرى.

وتعتبر "الحزام الأمني" قوة تحظى بنفوذ في الجنوب اليمني تقاتل الحوثيين ضمن صفوف القوات الحكومية.

- وتسيطر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وقوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات على المدينة.