50 قتيلا في إثيوبيا إثر احتجاجات على مقتل مغن شهير

الشرطة الإثيوبية تعتقل قطب الإعلام جوهر محمد وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي للأورومو و33 شخصا آخرين عقب احتجاجات على مقتل المغني هاشالو هونديسا في إثيوبيا خلفت انفجارات وأعمال عنف.

أديس أبابا - قال متحدث إقليمي اليوم الأربعاء إن 50 شخصا على الأقل قتلوا في منطقة أوروميا الإثيوبية خلال احتجاجات بعد مقتل مغن كان يحظى بشعبية كبيرة.

وأضاف المتحدث جيتاشو بالشا أن القتلى بينهم متظاهرون وأفراد من قوات الأمن مشيرا إلى إضرام النيران في بعض الشركات. وقال لرويترز "لم نكن مستعدين لهذا".

وأوضحت "هيئة الإذاعة الإثيوبية" الحكومية أن جنازة المغني هاشالو هونديسا، ستقام غدا الخميس في بلدة "أمبو" بمنطقة أوروميا وسط البلاد.

ولقي هاشالو حتفه إثر إطلاق النار عليه فى ضاحية جيلان كوندومينيومز على مشارف أديس آبابا مساء الاثنين، وحمّل جمهوره قوات الأمن المسؤولية عن جريمة قتله التي رأوا أن لها "دافعا سياسيا".

وتسببت الجريمة في احتجاجات عنيفة في العاصمة أديس أبابا وكذلك منطقة أوروميا المضطربة الثلاثاء، وتضاربت روايات شهود العيان حول أعداد قتلى الاحتجاجات.

وقال مسؤول طبي يُدعى ميكونين فيسا في وقت سابق إن المستشفى الرئيسي في بلدة أداما استقبل نحو 80 مصابا معظمهم أصيبوا بطلقات نارية لكن بعضهم تعرض للضرب أو الطعن. وقال إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في الطريق إلى المستشفى أو بعد الوصول إليه.

وتسلط القلاقل الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة نفوذ رئيس الوزراء أبي أحمد وسط أبناء عرق الأورومو حيث يزداد تحدي النشطاء العرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها.

وفي كلمة نقلها التلفزيون مساء الثلاثاء، وصف أبي قتل المغني هاشالو هونديسا بأنه "عمل شرير".

وقال "إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها".

وتوعد أحمد بتقديم الجناة للعدالة، وعدم السماح "للأعداء بالفوز".

وذكرت الشرطة أن هاشالو قُتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين. وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا جيتو أرجاو لوسائل الإعلام الرسمية إن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وقالت الشرطة إنه جرى التخطيط للقتل جيدا على ما يبدو.

وانتفضت العاصمة أديس أبابا صباح الثلاثاء. وقال مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا إنديشو تاسيو إن ثلاثة انفجارات هزت المدينة.

وأضاف في كلمة أذاعها التلفزيون ليل الثلاثاء "قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة علاوة على مدنيين أبرياء". ولم يقدم تفاصيل أخرى.

وأوضح أن ضابط شرطة قُتل أيضا في العاصمة خلال مواجهة مع الحرس الشخصي لقطب الإعلام جوهر محمد. وكان العشرات قد لقوا حتفهم عندما اشتبك أنصار جوهر مع الشرطة في أكتوبر /شرين الأول.

لب
النزاعات العرقية تتجدد في إثيوبيا

وينتمي كل من رئيس الوزراء وجوهر والمغني القتيل إلى عرق الأورومو وهي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا واشتكت طويلا من تهميشها إلى أن عُين أبي رئيسا للوزراء عام 2018.

وقال مفوض الشرطة الاتحادية إنديشو إنه جرى اعتقال جوهر وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي للأورومو و33 شخصا آخرين. وأضاف أن الشرطة صادرت أسلحة وأجهزة لاسلكي من حرس جوهر.

وأصبح جوهر منتقدا قويا لأبي بعد أن كان من أقوى أنصاره.

وقالت المحطة التلفزيونية المملوكة لجوهر إنها أرغمت على البث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأميركية بعدما داهمت الشرطة الإثيوبية مكاتبها واحتجزت موظفين.

وعلق جوهر على مقتل المغني عبر صفحته على فيسبوك صباح الثلاثاء. وقال "إنهم لم يقتلوا هاشالو فحسب. لكنهم أطلقوا الرصاص على قلب أمة الأورومو مرة أخرى. يمكنكم قتلنا، جميعا.. لكنكم لن توقفونا، أبدا".

ويُعرف هونديسا، وهو سجين ساب، بأغانيه السياسية، وكان صوتًا بارزًا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أدت إلى تغيير في القيادة وتولي أحمد منصبه الحالي.

ويرى كثيرون أن موسيقى هونديسا تدافع عن حقوق عرقية الأورومو بإثيوبيا، وهي العرقية الأكبر في الدولة متعددة العرقيات. ويشكو أبناء هذه العرقية من تهميش الحكومة لهم منذ أمد طويل.

وأدت الاحتجاجات المستمرة في منطقتي أوروميا وأمهرة في نهاية المطاف إلى استقالة رئيس الحكومة السابق هايلي ماريام ديسالين.

وكان المغني قد انتقد القيادة الإثيوبية في مقابلة مع الشبكة الإعلامية المملوكة لجوهر الأسبوع الماضي.

وقال نشطاء في إثيوبيا إن خدمات الهاتف تعمل بشكل متقطع فيما تعطلت شبكة الإنترنت وهي خطوة اتخذتها السلطات من قبل أثناء الاضطرابات السياسية.

وقالت منظمة نتبلوكس التي ترصد انقطاع الإنترنت في العالم إن الإنترنت توقف في حوالي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي وأن ذلك الانقطاع هو الأشد خلال العام المنصرم.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حشودا كبيرة تحيط بسيارة قيل إنها تحمل جثمان هاشالو وتسير ببطء إلى مسقط رأسه في بلدة أمبو التي تبعد حوالي 100 كيلومتر إلى الشرق من أديس أبابا.

ومن المتوقع أن تتواصل التوترات والاحتجاجات خصوصا بعد قرار الحكومة تأجيل الانتخابات الوطنية لهذا العام، على خلفية وباء كورونا.