600 شخص وشركة في إيران تحت وطأة العقوبات الأميركية

روحاني يتعهد ببيع النفط وخرق العقوبات المتوقع أن تأتي بتداعيات كبيرة على الاقتصاد الايراني.

واشنطن - أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن العقوبات التي أعلنتها بلاده على إيران وتدخل الإثنين حيز التنفيذ تستهدف 600 شخص وشركة في القطاع المالي.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الاثنين إن طهران ستبيع النفط وستخرق العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على قطاعي الطاقة والبنوك الإيرانيين.
وقال بومبيو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية أن تلك العقوبات ستعزل إيران عن سوق النفط مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "الشعب الإيراني لن يتضرر من ذلك".
وأضاف "هذه العقوبات هي الأشد قسوة ضد الجمهورية الإيرانية وهدفها تغيير سلوك إيران"، مؤكدا على أن الولايات المتحدة ستستثني ثماني دول من التعامل مع إيران في مجال النفط.
وأوضح أن تلك الاستثناءات ستكون سارية لمدة ستة أشهر وأن الدول المعفاة يمكنها شراء النفط الإيراني شريطة وضع المبلغ الذي تشتري به في حساب ضمان (أي يتحكم به طرف ثالث). وأشار إلى أن إيران يمكنها إنفاق ذلك العائد في نطاق احتياجات إنسانية محددة.
من جهته، قال روحاني الذي كان يتحدث لمجموعة من الاقتصاديين "أرادت أميركا أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى صفر. لكننا سنواصل بيع نفطنا. وخرق العقوبات".

هذه العقوبات هي الأشد قسوة ضد الجمهورية الإيرانية وهدفها تغيير سلوك إيران

وفي مايو/أيار انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي وقعته قوى عالمية مع إيران عام 2015 وأعاد فرض جولة أولى من العقوبات على الجمهورية الإسلامية في أغسطس/آب.
والعقوبات التي تسري ابتداء من الاثنين كانت قد رفعت بموجب الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كما ستضيف 300 تصنيف جديد في قطاعات النفط والشحن والتأمين والبنوك في إيران.
ووصف ترامب الاتفاق بانه أسوأ اتفاق على الإطلاق تفاوضت عليه الولايات المتحدة. وقالت الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا إنها لن تنسحب منه.
والقرار الأميركي الجديد يعني منع كل الدول والكيانات والشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال قرّرت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية.
ويمكن ان يؤثر ذلك على أسواق النفط العالمية رغم أن الولايات المتحدة منحت اعفاءات مؤقتة لثماني دول بينها تركيا ويحتمل الصين والهند لمواصلة استيراد النفط الايراني. 
ونظام الاعفاءات هذا مماثل لذلك الذي اعتمدته الولايات المتحدة بين عامي 2012 و2015 قبل التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران والذي تم التفاوض عليه في عهد اوباما.
وقال بومبيو لشبكة "سي بي أس" الاحد إن "العقوبات الاميركية سيعاد فرضها منتصف الليل" مضيفا أن النظام الايراني يجب أن يغير سلوكه.
وتترقب أسواق النفط تداعيات هذا القرار الاميركي. وقال ريكاردو فابياني المحلل لدى "انرجي اسبكيتس" "كل الانظار تتجه الى الصادرات الايرانية، وما اذا سيكون هناك أي التفاف على العقوبات الاميركية ومدى السرعة التي سيتراجع فيها الانتاج".
ويشكل النفط أبرز عائدات ايران لكنه سلاح ذو حدين لأن إيران هي أيضا ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).
والدفعة الاولى من العقوبات خلفت أساسا تداعيات اقتصادية على الايرانيين مع تراجع العملة الوطنية وخسارة أكثر من ثلثي قيمتها منذ أيار/مايو.