9 قتلى وآلاف الجرحى في انفجار أجهزة اتصال لحزب الله

مسؤول من حزب الله يؤكد أن انفجار الأجهزة هو 'أكبر اختراق أمني' تعرضت له الجماعة خلال حرب ضد إسرائيل.
إصابة السفير الإيراني في لبنان بجروح خفيفة
مقتل نجل نائب برلماني ومقاتل من حزب الله وفتاة في الانفجار
حزب الله يتهم إسرائيل بالمسؤولية عن التفجير
إصابة 14 شخصا في سوريا بانفجار أجهزة اتصال خاصة بحزب الله

بيروت - قتل 9  أشخاص وأصيب نحو 2800 آخرين من بينهم مقاتلون في حزب الله، منهم 200 في حالة حرجة، في سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة (بيجرز) اليوم الثلاثاء في أنحاء لبنان على ما أكده وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، بينما قال مسؤول في الحزب إن الانفجار هو أكبر اختراق أمني تعرضت له الجماعة خلال حرب ضد إسرائيل مستمرة منذ قرابة عام.

وقال الحزب في بيان "انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل الموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة"، مضيفا أن الانفجارات "غامضة الأسباب حتى الآن أدت إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة". وأكد مصدر مقرب من الحزب أن ابن النائب في الجماعة علي عمار من بين القتلى.

وأكد في بيان آخر أنه يحمل "العدو الإسرائيلي" المسؤولية عن تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال اللاسلكي في أنحاء لبنان، مضيفا أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل".

وقال مسؤول كبير بجماعة حزب الله اللبنانية لرويترز اليوم الثلاثاء إن حسن نصر الله الأمين العام للجماعة "بخير ولم يصب بأي أذى".

وشُوهدت سيارات إسعاف تسير بسرعة في شوارع الضاحية الجنوبية وسط انتشار حالة من الهلع وأفاد سكان بوقوع انفجارات جديدة بعد مرور 30 دقيقة من الانفجارات الأولى.

وتجمع العديد من الأشخاص عند مداخل المباني لتفقد معارفهم الذين ربما أصيبوا، بينما أكد المصدر الأمني أن هناك أجهزة انفجرت أيضا في جنوب لبنان.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن "حدثا أمنيا معاديا غير مسبوق وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى العديد من المناطق اللبنانية، حيث تم وبواسطة تقنية عالية تفجير نظام البيجر المحمول باليد، وقد أفيد عن عشرات الإصابات تعمل الإسعافات على نقلهم إلى المستشفيات".
وأشارت إلى أن "معظم المستشفيات في الجنوب والضاحية والبقاع تشهد عملية نقل الإصابات اليها، وأطلقت النداءات للمواطنين للتبرع بالدم من كافة الفئات في هذه المستشفيات".

وأفادت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية بإصابة سفير إيران في لبنان مجتبى اماني في الحادث الذي وصفته بـ"هجوم إسرائيلي سيبراني استهدف لبنان وسوريا".

وقال التلفزيون "أصيب السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني في انفجار جهاز اتصال"، مشيرا إلى أنه "جروحه سطحية وأنه بكامل وعيه، ولا يوجد أي خطر عليه.

وأكدت مصادر أمنية أن "أجهزة الاتصال التي انفجرت في لبنان هي أحدث طراز يجلبه حزب الله في السنوات القليلة الماضية".

وسبق أن طلب الحزب من عناصره عدم استخدام الهواتف المحمولة لتفادي أي خرق إسرائيلي، ووضع بديلاً عنها نظام اتصالات خاصا به.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثمة "أعدادا كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات وتبين بصورة أولية أن الإصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين".

وطلبت من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما في المناطق المتاخمة لأماكن حصول الاصابات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية.

ووجهت الوزارة نداء للتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني للتبرع بالدم تحسبا للحاجة التي يمكن أن تطرأ لوحدات دم للجرحى المصابين.

وفي سياق متصل أصيب 14 شخصا بجروح في دمشق ومحيطها في انفجار أجهزة اتصال خاصة بحزب الله اللبناني، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي لم يتمكن من تأكيد جنسية الجرحى.

وأكد مصدر مقرب من حزب الله أن عناصر من الحزب أصيبوا بانفجار أجهزة اتصال في سوريا من دون أن يحدد عددهم.

وعلى منصة إكس، كتب تشارلز ليستر الخبير لدى معهد الشرق الأوسط  إنه "وفقا لتسجيلات الفيديو من المؤكد أنه تم إخفاء عبوة بلاستيكية متفجرة صغيرة بجانب بطارية يتم تشغيلها من بعد عن طريق إرسال رسالة".

وهذا يعني في رأيه أن "جهاز الموساد، الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية المسؤولة عن العمليات الخاصة، اخترق سلسلة التوريد".

من جانبه تحدث المحلل العسكري إيليا مانييه، ومقره في بروكسل، عن "خلل أمني كبير في الإجراءات التي يتبعها حزب الله"، موضحا أن عملاء إسرائيليين "تسللوا بلا شك إلى عملية الإنتاج وأضافوا عنصرا متفجرا وجهاز تفجير من بعد إلى أجهزة الإشعار من دون إثارة الشبهات".

وقال مايك ديمينو، الخبير الأمني والمحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" إن العملاء "تمكنوا من توصيل أجهزة الإنذار في صفوف الحزب إما من خلال التظاهر بأنهم موردون أو عن طريق حقن الأجهزة مباشرة عند محطة ما ضمن سلسلة التوريد الخاصة بحزب الله عبر استغلال نقاط الضعف أي شاحنات النقل والسفن التجارية".

وفي فرضية أخرى، قال رياض قهوجي، المحلل الأمني المقيم في دبي، إن "إسرائيل تسيطر على جزء كبير من الصناعات الإلكترونية في العالم، ولا شك أن أحد المصانع التي تمتلكها صنع هذه العبوات الناسفة التي انفجرت اليوم وشحنها".

ويمثل هذا الهجوم الدقيق باستخدام أدوات قديمة إلى حد كبير، نجاحاً كبيرا جديدا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في نهاية يوليو/تموز في طهران. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز حينها أنه اغتيل بزرع قنبلة قبل شهرين في المبنى.

وقال الخبير مايك ديمينو عن عملية الثلاثاء "إنها عملية تخريب كلاسيكية، عمل استخباراتي في قمة الاتقان". وذكر على منصة "إكس" أن "عملية بهذا الحجم تستغرق أشهرا، إن لم يكن سنوات، لتنظيمها على أحسن وجه".

ويأتي هذا الحادث في وقت يشهد فيه القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طرفي الحدود الإسرائيلية اللبنانية تصعيدا، تزامنا مع تهديدات إسرائيل بشن حرب برية على لبنان رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من تفجر المنطقة وخروجها عن السيطرة في حال تنفيذ ذلك.

وقالت منصة "أكسيوس" الإخبارية الأميركية إن وزير الدفاع لويد أوستن يعتزم زيارة إسرائيل لبحث التوتر مع حزب الله اللبناني.
وأشارت المنصة أن الزيارة ستكون يومي 22 و23 سبتمبر/أيلول الجاري، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.