أردوغان يتحدث عن مؤامرة للتملص من مسؤولية أزمة الليرة

الرئيس التركي يصف تدهور عملة بلاده بأنها "مؤامرة سياسية" ضد تركيا وسط الخلاف المتزايد مع الولايات المتحدة.
الليرة تفقد نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام
أردوغان يناشد الأتراك بيع اليورو والدولار لدعم الليرة

اسطنبول- وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأحد تدهور عملة بلاده بأنه "مؤامرة سياسية" ضد تركيا وسط الخلاف المتزايد مع الولايات المتحدة، وقال أن بلاده ستبحث عن أسواق جديدة وحلفاء جدد.

وقال اردوغان في كلمة أمام أعضاء حزبه في مدينة ترابزون على البحر الأسود "هدف هذه العملية هو استسلام تركيا في جميع المجالات من المالية وصولا الى السياسية".

واضاف "نحن نواجه مرة أخرى مؤامرة سياسية. وبإذن الله سنتغلب عليها"، مؤكداً أنه إذا ضحت الولايات المتحدة بعلاقاتها مع تركيا فإن بلاده سترد بالبحث عن "أسواق جديدة، وشراكات جديدة وحلفاء جدد". وجدد أردوغان مناشدته للأتراك، لليوم الثالث على التوالي، بيع اليورو والدولار لدعم الليرة.

وفقدت الليرة نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى المخاوف من تأثير أردوغان على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.

قال أردوغان، إن من يفرط بشراكته الاستراتيجية مع تركيا من أجل علاقاته مع تنظيمات إرهابية نقول له "مع السلامة".

وشدد أردوغان على أن "ما فشلوا بتحقيقه عبر التحريض ومحاولة الانقلاب، يحاولون حاليا تنفيذه عبر المال، وهذا يسمى بصراحة حربا اقتصادية". وتأتي تصريحات أردوغان على خلفية تراجع كبير في قيمة الليرة التركية مقابل الدولار على خلفية نزاع بين واشنطن وأنقرة.

ريبة في الشارع التركي

وأدى النزاع إلى فرض واشنطن وأنقرة مؤخرا عقوبات انتقامية على وزراء من الجانبين. وضربت هذه الأزمة الليرة التركية والسندات والبورصة.لاوهبطت الليرة التركية بأكثر من 20 فى المائة من قيمتها أمام الدولار. وقال البيت الأبيض إن الرسوم الجديدة على تركيا ستدخل حيز التنفيذ في 13 أغسطس/اب.

ويثير تدهور الليرة التركية السريع القلق والتوتر والخوف في أوساط المواطنين الأتراك الذين يتحمّلون تأثيرات هذا التدهور، ويستغربون غياب أيّ فعل اقتصادي علمي وموضوعيّ بعيداً عن التشنّج والعدائيّة، واتهام الآخرين بشن حرب اقتصادية على بلدهم.

ويراقب الأتراك بمزيج من الحيرة والذعر والاستسلام لقدرهم، منذ عدة سنوات تراجع قيمة عملتهم إزاء الدولار الذي كان يعادل ثلاث ليرات ثم أربع ليرات ثم خمس إلى أن وصل إلى ست ليرات حاليا.

يرى بعض الاقتصاديين أن الرئيس رجب طيب اردوغان قد يحاول المناورة آملا في تحسن في العوامل الخارجية. لكن تراجع الليرة التركية ينطوي على مخاطر كبيرة على الاقتصاد وخصوصا للقطاع المصرفي.

يثير أردوغان قلق الأسواق بسعيه إلى مزيد من النمو بدون قيود وبدعمه نظريات اقتصادية غير تقليدية، مثل خفض معدلات الفائدة من اجل خفض التضخم.

ويمتنع المصرف المركزي الذي يفترض أنه مستقل لكنه يتعرض في الواقع لضغوط السلطة، عن رفع معدلات فائدته متخليا بذلك عن أداة تستخدم تقليديا في العالم لدعم العملة وضبط التضخم.