استخفاف أردوغان بأزمة الليرة يفاقم الصعوبات الاقتصادية

الرئيس التركي يعلن أن بلاده تتأهب لتنفيذ تعاملات تجارية بالعملات المحلية مع كل من الصين وروسيا وأوكرانيا.
أردوغان يعتبر أن اقتصاد بلاده لا يعاني من أزمة
إيران تعلن دعمها لانقرة في نزاعها مع الولايات المتحدة

اسطنبول - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت إن اقتصاد بلاده لا يعاني من أزمة ولا يقف على شفا الإفلاس مشيرا إلى أن تذبذبات سعر الصرف هي "صواريخ" حرب اقتصادية تتعرض لها تركيا.

وأضاف أردوغان، في اجتماع بأحد دوائر حزب العدالة والتنمية في مدينة ريزا الساحلية المطلة على البحر الأسود أن تركيا تتأهب لتنفيذ تعاملات تجارية بالعملات المحلية مع كل من الصين وروسيا وأوكرانيا.

وأكد أن "تركيا مستعدة لتأسيس نفس النظام (استخدام العملة المحلية) مع الدول الأوروبية إذا كانت تريد الخروج من قبضة الدولار". وشدد أردوغان أن "المسألة ليست مسألة دولار أو يورو أو ذهب وإنما حرب اقتصادية ضدنا واتخذنا التدابير اللازمة لمواجهتها".

وقال "مهما فعلتم لن نتخلى عن أهدافنا الاقتصادية ولن نتوقف عن سحق الإرهابيين أو نتراجع عن سياساتنا المتعلقة بسوريا والعراق". وتأتي تصريحات أردوغان على خلفية تراجع كبير في قيمة الليرة التركية مقابل الدولار على خلفية نزاع بين واشنطن وأنقرة.

والجمعة قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن "الليرة التركية تتراجع بسرعة أمام الدولار الأميركي".

وأعلن أنه صادق على مضاعفة الرسوم المفروضة على الصلب والألومنيوم القادم من تركيا. وذكر أن الرسوم "ستكون بعد الآن بمعدل 20 بالمئة في الألومنيوم، و50 بالمئة في الصلب".

الليرة في تراجع مع تفاقم الخلافات السياسية

والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن إدراج وزيري العدل والداخلية بالحكومة التركية على قائمة العقوبات، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأميركي، ما دفع أنقرة إلى استخدام حقها في المعاملة بالمثل وتجميد الأصول المالية لوزيري العدل والداخلية الأميركيين.

والمعروف أن تركيا والولايات المتحدة عضوان أساسيان في الحلف الاطلسي، وتستقبل الاراضي التركية قاعدة أميركية كبيرة في مدينة انجرليك في جنوب البلاد، تستخدم اليوم مركز عمليات في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.

واعلنت ايران السبت دعمها لانقرة في نزاعها مع الولايات المتحدة. وعلى غرار تركيا شهدت ايران خلال الاشهر الماضية تراجعا كبيرا في سعر الريال الايراني بعد قرار واشنطن إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران وانسحابها من الاتفاق النووي الايراني.

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة السبت "إن الفرح الكبير الذي أبداه الرئيس الاميركي إزاء التسبب بمشاكل اقتصادية لتركيا حليفته في الحلف الاطلسي، أمر معيب".

وأضاف ظريف "على الولايات المتحدة أن تتعلم كيفية ضبط إدمانها على العقوبات وعلى الترهيب، والا فإن العالم أجمع وبعيدا عن الادانات اللفظية، سيتحد ويجبرها على ذلك".