الجيش الليبي يخوض أعنف المعارك في درنة

القوات الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر  تواصل عملياتها العسكرية لتحرير درنة فيما تواجه مقاومة شرسة من تحالف جماعات اسلامية متشددة.

الجيش الليبي يطوق مناطق غرب درنة
غارات جوية مستمرة على معاقل المتطرفين

بنغازي (ليبيا) - خاضت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر معارك عنيفة حول مدينة درنة الثلاثاء في الوقت الذي وقع فيه انفجار سيارة ملغومة كما خُطف جندي من نقطة تفتيش في منطقة أخرى بشرق ليبيا.

وقال ميلاد الزاوي المتحدث باسم القوات الخاصة في الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر إن القتال الذي اندلع جنوب غربي درنة كان أعنف قتال منذ أن أطلق الجيش حملته عسكرية واسعة لتحرير المدينة.

ويطوق الجيش الوطني الليبي درنة ويشن غارات جوية عليها بين الحين والآخر. ويحاول تعزيز قبضته في شرق البلاد بعد سيطرته على بنغازي العام الماضي. وأعلن حفتر أنه سيحرر المدينة في بداية هذا الشهر.

وقالت مصادر طبية وبيانات إن قوات الجيش الوطني الليبي فقدت نحو تسعة رجال كما قُتل 14 من مجلس شورى مجاهدي درنة خلال الاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة حول درنة.

وقال مصدر أمني إن انفجار السيارة الملغومة وقع جنوب غربي مدينة أجدابيا في الوقت الذي خُطف فيه جندي من نقطة تفتيش جنوبي بنغازي.

ولم يُعرف على الفور الجهة التي شنت هذه الهجمات. وسبق أن استهدف مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية نقاط تفتيش في المنطقة.

ويسيطر على درنة تحالف يضم إسلاميين متشددين ومقاتلين آخرين يعرف باسم مجلس شورى مجاهدي درنة.

كما تحتضن المدينة جماعات متشددة مثل تنظيم أنصار الشريعة وهو خليط من مقاتلين محليين وأجانب بينهم تونسيون.

وبعد انقسام ليبيا بين معسكرين متناحرين في الشرق والغرب في عام 2014، ظهر حفتر بالتدريج كشخصية قوية في الشرق في مواجهة الجماعات الإرهابية التي كانت تروع سكان المنطقة وتفرض أحكاما متشددة وتهيمن على قوت الناس وأرزاقهم.

ويدعم برلمان طبرق (شرق) وحكومة مؤقتة يقودها عبدالله الثني جهود قائد الجيش الوطني الليبي، فيما لاتزال الخلافات عميقة بين السلطة المتمركز في شرق البلاد وحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج والمدعومة من الأمم المتحدة والمتمركزة منذ نهاية مارس/اذار 2016 في العاصمة طرابلس.

وتقود الأمم المتحدة جهودا لتحقيق الاستقرار في ليبيا وانهاء الخلافات والانقسامات السياسية وتعد البلاد للانتخابات قبل نهاية العام.

وشنت مصر التي تدعم الجيش الوطني الليبي عدة هجمات جوية على درنة ضد ما وصفتها بأنها معسكرات تدريب ترسل متشددين إلى أراضيها.

وقال عبدالكريم صبرا المتحدث باسم العملية إن القوات تتقدم على خمس جبهات مدعومة بضربات جوية وقصف مدفعي.

وقالت مصادر بالجيش الوطني الليبي إن القوات تقدمت نحو قرى تبعد نحو أربعة كيلومترات من المدينة.

ولم يقدم صبرا أرقاما بعدد المصابين، لكن مواقع الكترونية مقربة من مجلس شورى مجاهدي درنة قالت إن خمسة قتلوا في الضربات الجوية.

وتبدو معركة تحرير درنة معركة النفس الطويل وتحتاج إلى تركيز الجهود في مواجهة الجماعات المتشددة المسلحة تسليحا جيدا والتي لها ارتباطات بجماعة الاخوان المسلمين وجهات خارجية تدعمها.

وكان حفتر وقوى سياسية ليبية قد اتهموا تركيا وايضا قطر بتمويل التطرف في ليبيا بالمال والسلاح.

وتشير تحركات الجيش الوطني الليبي إلى اتباعه استراتيجية تستهدف اضعاف الجماعات المتشددة وتضييق الخناق عليها بالحصار والقصف المتواصل وتجفيف مصادر تمويلها.

وأظهر الجيش الوطني الليبي خلال السنوات الأخيرة حزما في مواجهة التطرف إلا أنه يحتاج إلى دعم دولي واقليمي للقضاء على الإرهاب العابر للحدود والذي يشكل خطرا يتربص بأمن دول الجوار وبأوروبا أيضا التي تواجه خطر تدفق آلاف المهاجرين سرّا قد يكون بينهم متطرفون.