الصين تستغل العقوبات الأميركية للاستثمار في الغاز الإيراني

شركة سي.إن.بي.سي العملاقة للطاقة المملوكة للصين تستحوذ على حصة توتال الفرنسية في مشروع بارس الجنوبي الإيراني للغاز.
الصين تؤكد أن علاقاتها مع إيران في مجال التجارة والطاقة لا تضر مصالح أي دولة أخرى
بكين تتحدى العقوبات الأميركية وتدخل سوق الغاز الإيرانية مكان باريس
الصين تقامر بمبادلاتها التجارية مع أميركا عقب الاستثمار في إيران

طهران - ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء السبت أن شركة سي.إن.بي.سي العملاقة للطاقة المملوكة للصين استحوذت على حصة توتال الفرنسية في مشروع بارس الجنوبي الإيراني للغاز الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات في وقت أكدت فيه الصين أن علاقاتها التجارية مع إيران لا تضر أي دولة أخرى.

ووقعت توتال عقدا في عام 2017 لتطوير المرحلة الثانية من حقل بارس الجنوبي باستثمارات مبدئية قدرها مليار دولار، ليصبح هذا أول استثمار غربي كبير في البلاد بعد رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها في عام 2016. ويضم حقل بارس الجنوبي أكبر احتياطي للغاز الطبيعي على الإطلاق يتم اكتشافه في مكان واحد.

وقالت توتال إنها ستنسحب ما لم تضمن إعفاء من العقوبات الأميركية. وقال غلام رضا مانوشهري نائب رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية في يونيو/حزيران إنه إذا قررت توتال الانسحاب، فإن سي.إن.بي.سي ستستحوذ على حصتها.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في إيران عن محمد مصطفوي مدير الاستثمار في شركة النفط الوطنية الإيرانية (إن.آي.أو.سي) قوله إن "سي.إن.بي.سي حلت محل توتال الفرنسية بحصة 80.1 بالمئة في المرحلة 11 من (حقل الغاز) بارس الجنوبي". وأحجمت متحدثة باسم توتال عن التعليق.

ولم يصدر تأكيد فوري من سي.إن.بي.سي لتقرير وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء. وكانت الشركة تسيطر في وقت سابق على حصة نسبتها 30 بالمئة في المشروع قبل أن تستحوذ الآن على حصة توتال البالغة نسبتها 50.1 بالمئة وفقا لما ذكرته الوكالة. والنسبة المتبقية بحوزة بتروبارس الإيرانية.

طهران تريد فك عزلتها

وقالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة إن علاقات الصين مع إيران في مجال التجارة والطاقة لا تضر مصالح أي دولة أخرى. جاء ذلك بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الشركات التي تتعامل مع إيران سيتم منعها من الولايات المتحدة.

ودافعت الصين بالفعل عن علاقاتها التجارية مع إيران بوصفها صريحة وشفافة مع بدء سريان العقوبات الأمريكية على إيران رغم مناشدات حلفاء واشنطن.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية في بيان صدر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة اعتراضها على فرض عقوبات من جانب واحد و"فرض المحاكم المحلية سلطتها القضائية على الأجانب".

وقالت "يوجد بين الصين وإيران تعاون صريح وشفاف وطبيعي منذ فترة طويلة في مجالات قطاع الأعمال والتجارة والطاقة يتسم بأنه منطقي وعادل وقانوني.

"هذا لا يشكل خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي أو التعهدات الدولية التي وعدت الصين بالالتزام بها ولا يلحق الضرر بمصالح أي دولة أخرى ولا بد من احترامه وحمايته".

وقالت إن استخدام العقوبات بأدنى ذريعة أو لتهديد أي طرف لن يحل المشكلة. وأضافت الوزارة أن "الحوار والمفاوضات هما فقط الطريق الحقيقي لحل المشكلة".

وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني حيث تشتري نحو 650 ألف برميل يوميا من النفط الخام من طهران أو سبعة في المئة من إجمالي واردات الصين من النفط الخام. وتساوي هذه الواردات نحو 15 مليار دولار سنويا بالأسعار الحالية للسوق.