انخفاض غير مسبوق لليرة التركية

العملة التركية تعيش أسوأ موجة تراجع للعملة التركية منذ الأزمة المالية عام 2008 بسبب الخلاف مع واشنطن.

أنقرة - انخفضت الليرة التركية الجمعة إلى معدل غير مسبوق أمام الدولار، متأثرة باستمرار التوتر مع الولايات المتحدة وارتفاع معدلات التضخم في البلاد.

وارتفع الدولار أمام الليرة بنسبة 13.5 بالمئة الجمعة بحيث وصل سعره إلى  6.3005 ليرة، في استمرار لأسوأ موجة تراجع للعملة التركية منذ الأزمة المالية عام 2008.

ويربط المراقبون هذا التهاوي في العملة التركية بالتوترات الأخيرة مع الولايات المتحدة التي تفاقمت بسبب محاكمة القس آندرو برانسون الذي ظل محتجزا 21 شهرا في سجن تركي قبل نقله إلى منزله ووضعه قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي.

وفشل المسؤولون الأتراك في التخفيف من حدة الخلاف مع الولايات المتحدة بعد زيارتهم إلى واشنطن وعادوا دون التوصل لتهدئة مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يطالب بالإفراج عن القس برانسون أو فرض عقوبات اقتصادية على تركيا قد تعمق أزمة الاقتصاد وتزيد من انهيار العملة.

وكانت الليرة التركية قد تراجعت، الخميس، إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأميركي حيث نزلت 2.5 بالمئة عن مستوى إغلاق الأربعاء.

وبلغت العملة التركية 5.4150 ليرة للدولار، بعدما سجلت مستوى متدنيا قياسيا عند 5.44 ليرة، مسجلة أدنى مستوى لها على الإطلاق وأكبر انخفاض في جلسة واحدة في نحو عشر سنوات.

ويقر الخبراء بأن الانخفاض المتواصل لليرة كانت له تبعات وخيمة على الشركات التركية رغم محاولات أردوغان الترويج لكون هذا الانهيار في العملة لا تأثيرات كبيرة له أنه بالإمكان تجاوزه.

أردوغان
تعنت دون حلول

ودعا الرئيس التركي الجمعة الشعب التركي إلى عدم الشعور بالذعر، حسبما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية.

وقال أردوغان "لا تنسوا هذا إذا كان لديهم الدولار، فنحن لدينا شعبنا وحقنا والله".

ولكن في المقابل قللت الحكومة التركية الخميس معدل النمو الاقتصادي المستهدف من 5.5 بالمئة إلى أقل من أربعة بالمئة، في خطوة تأكد الصعوبات التي تواجهها أنقرة في التصدي لأزمات الاقتصاد التركي الذي يبلغ حجمه 880 مليار دولار، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.

تزامن هذا التراجع الكبير للعملة مع تسلم أردوغان لصلاحيات مفتوحة لغدارة ملفات الاقتصاد والسياسة والأمن، وهي مؤشرات تؤكد أن السياسات الاقتصادية التي وعد بتطبيقها لن تأتي بنتائج مرضية لا سيما في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية.

ويرى متابعون أن تركيا، وأمام هذا الهبوط المستمر للعملة، قد تتخلى عن تعنتها وتقبل بإطلاق سراح القس الأميركي بحثا عن تهدئة التوترات مع واشنطن، وهي خطوة من شأنها أن تعيد الاستقرار ولو مؤقت لليرة، ولكن يبقى هذا التهديد قائما في ظل عدم حل الخلافات الأخرى المعلقة بيم الولايات المتحدة وتركيا.