بصمات داعش في جريمة قتل إرهابية بليج البلجيكية

الشرطة البلجيكية تحاول جاهدة تفكيك لغز قيام مشرد بطعن شرطيتين عدة مرات قبل أن يستخدم أسلحتهما النارية للإجهاز عليهما في أسلوب روجت له تسجيلات مصورة نشرها تنظيم الدولة الإسلامية عبر الانترنت.

الإرهاب يطرق مجددا أبواب بلجيكا
المهاجم تحول للتطرف على الأرجح في السجن
لييج شهدت في 2011 عملية إطلاق نار دامية قتل فيها 6 أشخاص

لييج (بلجيكا) - أعلن محققون في بلجيكا الأربعاء أنه يتم التعامل مع اعتداء يحمل طابع تنظيم الدولة الإسلامية وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في مدينة لييج على أنه عمل "إرهابي".

وشكل الاعتداء الذي وقع في مدينة لييج الصناعية في شرق البلاد الثلاثاء صدمة، حيث قام مهاجم مسلح بسكين بطعن شرطيتين عدة مرات قبل أن يستخدم أسلحتهما النارية للإجهاز عليهما، في أسلوب روجت له بحسب المحققين تسجيلات مصورة نشرها تنظيم الدولة الإسلامية عبر الانترنت.

وتحاول الشرطة جاهدة الكشف عن دوافع المهاجم الذي تم تعريفه باسم بنجامين هيرمان، وهو مشرد يبلغ من العمر 31 عاما وأودع السجن مرات عدة لارتكابه أعمال عنف وجرائم صغيرة. وعند ارتكابه الاعتداء، كان خارجا من السجن بموجب إذن لفترة وجيزة.

وقال المتحدث باسم النيابة العامة الفدرالية إريك فان در سيبت في ايجاز صحافي في بروكسل إن الحقائق تشير إلى أن الاعتداء "جريمة قتل إرهابية ومحاولة قتل إرهابية".

وأضاف أن التقييم مبني على عدة "عناصر أولية" من التحقيق بما في ذلك "حقيقة أن المهاجم صرخ الله أكبر عدة مرات والمعلومات الواردة من أمن الدولة التي تفيد بأنه كان على اتصال بأشخاص تطرفوا".

لكنه حذر من أنه لم يتم التأكد مجددا من صحة هذه المعلومات التي تعود إلى "أواخر العام 2016 ومطلع 2017".

وأكد المدعون أن أسلوب المهاجم المتمثل بالاعتداء على عناصر مسلحين من الشرطة واستخدام سلاحهم ضدهم هو أسلوب معروف لدى تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداءات دامية وقعت في بروكسل عام 2016.

وأظهر تسجيل مصور رجلا يصرخ "الله أكبر" وهو يسير في شوارع لييج خلال الهجوم.

وفي تسجيل آخر، ظهر المشتبه به أثناء فراره من مدرسة اختبأ فيها، قبل أن تبدأ الشرطة إطلاق النار عليه بشكل كثيف ويسقط أرضا.

لكن وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون دعا إلى توخي الحذر في الإشارة إلى أن الاعتداء يحمل طابعا متطرفا.

وقال لإذاعة ار تي ال "هناك مؤشرات على حدوث تطرف في السجن، لكن هل هذا التطرف أدى إلى هذه الأفعال؟" داعيا إلى "انتظار نتائج التحقيق".

هجوم ليج
لحظة اعتقال المهاجم بعد قتله شرطيتين وطالب

عملية قتل بمطرقة

وتم ايلاء اهتمام خاص لعملية قتل مروعة بواسطة مطرقة لشخص يشتبه بأنه تاجر هيروين على ارتباط بهيرمان وقعت في وقت متأخر الاثنين في قرية قرب حدود لوكسمبورغ.

وعثر المحققون الثلاثاء على المطرقة في سيارة هيرمان وافاد جامبون أن الشرطة تعتقد أن مهاجم لييج هو الذي نفذ جريمة القتل بعد ساعات فقط من الإفراج المؤقت عنه من السجن.

وأكدت النيابة أن التحقيق جار لمعرفة إن كان هيرمان على ارتباط بالقضية، مشيرة إلى أنه تحقيق منفصل.

وإضافة إلى الشرطيتين، أطلق المهاجم النار على طالب يبلغ من العمر 22 عاما كان جالسا في سيارة متوقفة وسط لييج وأرداه قتيلا.

واحتجز لاحقا عاملة تنظيف في مدرسة قريبة تضم مئات التلاميذ تتراوح أعمارهم بين عامين و18 عاما كرهينة.

وتم التعريف عن الشرطيتين اللتين قتلتا على أنهما لوسيل غارسيا وهي جدة تبلغ من العمر 53 عاما وثريا بالقاسمي (45 عاما) وهي أم لتوأم يبلغان من العمر 13 عاما.

وارتفعت حدة النقاش المرتبط بسياسة السجون في البلاد وسط تقارير بأن هيرمان خالف مرارا شروط اذن خروجه المؤقت من السجن قبيل الإفراج الكامل عنه المتوقع في 2020.

وقال وزير العدل البلجيكي كوين غينز لإذاعة ار تي بي اف "أشعر بالمسؤولية كوني مسؤول عن السجون".

وشهدت لييج في 2011 عملية إطلاق نار أخرى دامية عندما قتل شخص مُدان ستة أشخاص وأصاب أكثر من 120 بجروح قبل أن ينتحر.

وأكدت شرطة لييج الثلاثاء أنه كان "من الواضح أن هدف القاتل كان مهاجمة الشرطة"، مضيفة أن أحد الشرطيين الأربعة الجرحى تعرض لإصابة بالغة في ساقه.

وندد رئيس الوزراء شارل ميشيل بـ"العنف الجبان والأعمى" في هجوم الثلاثاء.

وتعيش بلجيكا حالة استنفار قصوى منذ تفكيك خلية ارهابية في بلدة فيرفييه في يناير/كانون الثاني 2015 كانت تخطط لشن هجوم على قوات الشرطة.

وكانت الخلية على ارتباط بعبدالحميد أباعود العقل المدبر لاعتداءات توفمبر/تشرين الثاني 2015 في باريس والتي راح ضحيتها 130 شخصا وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية.

واستهدفت اعتداءات انتحارية نفذها تنظيم الدولة الإسلامية لاحقا المطار ومحطة القطارات في بروكسل، ما أسفر عن مقتل 32 شخصا في مارس/اذار 2016.

وفي 6 اغسطس/اب 2016، هاجم شخص شرطيتين بساطور هاتفا "الله أكبر" في بلدة شارلروا قبل أن تقتله قوات الأمن.