تحرير مطار الحديدة يربك الحوثيين سياسيا

غريفيث في صنعاء لإقناع المتردين بتسليم ميناء الحديدة دون قتال وتقديرات بأن يخرج بنتائج ايجابية بسبب الضغوط العسكرية الكبيرة المفروضة على الحوثيين.

صنعاء - يواصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث في صنعاء الأحد محادثاته العاجلة حول مرفأ الحديدة الاستراتيجي الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون ويشهد هجوما من قبل القوات الموالية للحكومة المدعومة دوليا، وسط تقديرات بأن تكون مهمته أيسر من السابق بسبب بسبب الضغوط الميدانية الكبيرة المفروضة على الجماعة في الفترة الأخيرة.

ويثير استمرار هجوم القوات الموالية للحكومة التي يساعدها تحالف عسكري بقيادة السعودية، منذ الأربعاء مخاوف من توقف المساعدات الإنسانية التي تمر خصوصا عبر هذا المرفأ الواقع على البحر الأحمر.

ويخوض مبعوث الأمم المتحدة في صنعاء مهمة حاسمة بشأن تسليم ميناء الحديدة دون قتال والانسحاب من عاصمة المحافظة، في وقت تبدو فيه خسارة المتمردين أمرا وشيكا بعد سيطرة الجيش اليمني على مطار الحديدة.

ونقل مراسل لوكالة فرانس برس أن غريفيث يفترض أن يقترح على قادة المتمردين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، نقل السلطة في الحديدة إلى لجنة تشرف عليها الأمم المتحدة.

وأكدت الإمارات العضو المهم في التحالف العسكري الذي يدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، دعمها لمهمة غريفيث الذي لم يدل بأي تصريح عند وصوله إلى صنعاء السبت.

ومن المتوقع أن يقدم المتمردون الحوثيون تنازلات هذه المرة في ظل والخسائر التي يتكبدونها أمام المكاسب الهامة التي تحققها قوات التحالف العربي ميدانيا.

ويرى بعض المتابعين أن الحوثيين سيتوجهون كرها للقبول بمقترح المبعوث الأممي والتوجه فيما بعد للمفاوضات من موقع أضعف مما كانوا عليه. وسيضطرون للقبول بذلك خوفا من سقوط أكبر وتنازلات اكبر في ظل التوقعات بأن تتقهقر الجماعة تدريجيا وتفقد كليا السيطرة على الحديدة المدينة الإستراتيجية إذا ما اختارت الحل العسكري وتحمل الضربة القاصمة التي لن تؤخر سقوط العاصمة صنعاء فيما بعد.

ويدرك الحوثيون أن هذا السيناريو سيترتب عنه فقدان حضورهم السياسي في المشهد اليمني، ولهذا لن يكون أمام الجماعة الكثير من الخيارات الأخرى إلا التعاطي مع المبعوث الأممي وفق المعطيات الميدانية الراهنة التي ترجح كفة التحالف العربي.  

وأسفرت المعارك بين القوات الموالية لحكومة هادي والمتمردين منذ الأربعاء عن سقوط حوالي 140 قتيلا بينهم 118 في صفوف المتمردين و21 جنديا يمنيا، حسب مصادر طبية.

وكانت القوات اليمنية أكدت في تغريدة صباح السبت أنها سيطرت على مطار الحديدة المغلق أمام الطيران منذ 2014 ويقع في جنوب المدينة.

وفي وقت لاحق، قالت مصادر عسكرية في حكومة هادي أن القوات الموالية لم تدخل المطار بعد، مشيرة إلى معارك متقطعة عند المدخل الجنوبي للمجمع.

وكانت المعارك مستمرة السبت. وقالت مصادر عسكرية في القوات الحكومية أن هذه القوات تكبدت "خسائر"، بدون أن تضيف أي تفاصيل.

وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكنّ التحالف العسكري بقيادة السعودية يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب صواريخ تُطلق على السعودية. ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو الحكومة المعترف بها، لوقف الهجوم.

يشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري يضم الإمارات في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي دعم من إيران، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.