تركيا تبحث عن مخرج في ملف القس الأميركي

جون بولتون يجتمع بالسفير التركي في واشنطن استجابة لطلب أنقرة التي تحاول منع تفاقم التوتر مع الولايات المتحدة.

واشنطن - قال البيت الابيض إن جون بولتون مستشار الأمن القومي التقى الإثنين بالسفير التركي في الولايات المتحدة لبحث مسألة احتجاز تركيا للقس الأميركي أندرو برانسون.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز "بناء على طلب السفير التركي، التقى السفير جون بولتون بسفير تركيا سردار كيليش في البيت الأبيض. بحثا استمرار احتجاز تركيا للقس أندرو برانسون ووضع العلاقات الأميركية التركية".
وقال مسؤولون أميركيون إنه لم يتم تحديد موعد نهائي لإطلاق سراح برانسون، وهو ما يتناقض مع بعض التقارير الإعلامية. واتهم برانسون بدعم محاولة انقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل عامين، وهو اتهام ينفيه.
وقال جاي سيكولو وهو محام للرئيس الأميركي دونالد ترامب يمثل عائلة برانسون أيضا "حقيقة أن هناك مناقشات مستمرة بين البلدين بشأن عودة برانسون إلى الولايات المتحدة أمر إيجابي. أتطلع إلى عودة عائلة برانسون إلى الولايات المتحدة"
وتدهورت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، الشريكتين في حلف شمال الأطلسي، بسبب احتجاز برانسون وتعارض المصالح في سوريا. وزاد ترامب الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم التركية إلى المثلين الأسبوع الماضي، مما ساهم في انخفاض حاد في قيمة الليرة.
ولا يوجد ما يشير إلى استعداد الولايات المتحدة للتفاوض مع تركيا بشأن برانسون، في ظل قناعة ترامب حتى الآن فيما يبدو بترك ضغوطه الاقتصادية تلقي بظلالها على الاقتصاد التركي.
وقال مراقبون ان لقاء السفير التركي مع بولتون يعكس محاولة من أنقرة للبحث عن مخرج ومنع تفاقم التوتر مع واشنطن.

عندما يفقد بلد ما صلته بالديمقراطية الليبرالية فلا يمكن أن تعلم حقا ماذا سيحدث بعد ذلك للاقتصاد وأعتقد أن هناك الكثير من عدم التيقن

وتفكر الولايات المتحدة أيضا في فرض غرامة على بنك خلق المملوك للدولة في تركيا بزعم أنه يساعد إيران على الإفلات من العقوبات الأميركية. وفرضت واشنطن هذا الشهر عقوبات على اثنين من كبار المسؤولين في حكومة أردوغان في محاولة لإجبار تركيا على تسليم برانسون.
وقال ترامب على تويتر الأسبوع الماضي "علاقتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا التوقيت".
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت إن إدارة ترامب تراقب الوضع المالي في تركيا بعناية بعد انخفاض عملتها إلى مستوى قياسي مقابل الدولار الأميركي الإثنين.

وقال هاسيت، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض لشبكة إم. إس. إن. بي. سي "نراقب الوضع عن كثب. وزير الخزانة (ستيفن) منوتشين يراقبه عن كثب".
وفقدت الليرة التركية أكثر من 40 بالمئة مقابل الدولار هذا العام بفعل المخاوف من نفوذ إردوغان على الاقتصاد ودعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال هاسيت إن قرار ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب التركي ليس سوى "جزء ضئيل ضئيل" من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا "لذا أن تتراجع العملة 40 بالمئة هو مؤشر على أن العديد من العوامل الأساسية للاقتصاد لا تعمل على النحو الصحيح في ذلك البلد."
وأضاف "عندما يفقد بلد ما صلته بالديمقراطية الليبرالية فلا يمكن أن تعلم حقا ماذا سيحدث بعد ذلك للاقتصاد وأعتقد أن هناك الكثير من عدم التيقن."
تحسنت الليرة التركية بعد أن سجلت مستوى قياسيا منخفضا عند 7.24 للدولار اليوم وذلك إثر تعهد البنك المركزي التركي بتوفير السيولة لكن العملة ظلت تحت ضغوط بيع في حين تسبب انهيارها في مزيد من القلق بالأسواق العالمية.
كان ترامب أعلن يوم الجمعة مضاعفة الرسوم على واردات الولايات المتحدة من الصلب التركي إلى 50 بالمئة. وقال البيت الأبيض إن ترامب سيستخدم في ذلك قانونا أميركيا يسمح بفرض الرسوم لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي.