رفقا بالدواعش، فما لدينا ابشع

جميعنا في ليبيا، حاكمون ومحكومون، مثقفون وجهلة، متدينون وعلمانيون، اصببنا جام غضبنا على فئة لا نختلف جميعنا على انها ضلت الطريق. تغاضينا عن سبق اصرار وترصد عن الجهة او الجهات التي اضلت هذه الفئة فهناك من هم ابشع من الدواعش بمختلف تصنيفاتهم على الرغم من اعمالهم الاجرامية التي يخجل الشيطان من فعلها. فهناك ولا شك من يدعمون هؤلاء للقيام بأعمالهم الهمجية. انهم البرلمانيون الذين انتخبناهم ايضا عن سبق اصرار وترصد.

نعرف انهم ليسوا اهلا للمسؤولية ولكننا اتينا بهم اما لمحاباة او لسد فراغ في كيان "البرلمان" الذي ولد خديجا، ولم يكتمل نموه، فوضعناه في ايد ليست امينة. غالبية هؤلاء المنتخبون إلا من رحم ربي فاسدون، مرتشون همهم الاول والأخير هو الاثراء المادي في اقرب وقت ممكن، واخرون يدعون الثورية وحرصهم على البلد، لا يزالون يمتشقون السلاح ليس لأجل الدفاع عن الوطن مما يتربص به بل لأجل ان يفرض رأيه بقوة السلاح، وبالتالي يتمكن هؤلاء من تمرير ما يريدون من قوانين تحدُّ من حرية الاخرين.

بحجة حماية الثورة، صدرت القوانين التي تفسح لهؤلاء المجال لارتكاب ما يشاءون وبقوة القانون، فاعتبر من يخالفهم الرأي بأنهم من الازلام او الفلول. قام هؤلاء الذين يدعون اقامة العدل بتهجير آلاف السكان عن مناطقهم والحجة انهم ارتكبوا جرائم ابان الحكم السابق، متكئين على فتاوى رجال الدين المنافقين الذين كانوا بالأمس القريب وعاظا للسلاطين ومباركين خطواتهم داعين الرب لهم بطول العمر في حكم البلاد والعباد. ومن ثم اجزل اولئك الحكام العطايا لهؤلاء المشايخ، فأصبحوا اصحاب قصور في الدنيا بفعل علاقتهم بأرباب الدنيا، فهل سيكون لهؤلاء قصورا في الاخرة؟ سؤال بإمكان أي شاهد عيان الاجابة عنه. فالعلاقة بين المشايخ ورب السموات واضحة وجلية من حيث تصرفات هؤلاء، ولاة امورنا عملا بـ"لا تزر وازرة وزر اخرى". يؤخذ البريء بجريرة المذنب، وبالتالي فقد تم تهجير الجميع دونما استثناء ليتساوى الجميع في الهموم والإذلال، بدلا من السعي الى الصلح ومحاكمة من ثبت انه اخطأ في حق الاخرين. لقد اهدر رجال الدين دماء العسكر والشرطة لا لشيء إلا لأنهم ارادوا ان يموتوا وهم واقفون بدلا من ان يطعنوا في الظهر فيؤخذوا على حين غرة. أوليس رجال الدين الحاليون الذين يخرجون علينا عبر كافة الفضائيات، ويطلبون منا ان نشكر من يقتلنا ويسعون الى احداث الفتنة بيننا، بمنافقين ومجرمين لا يضاههم احد في ذلك.

هناك اناس اخرون لا نريد اغفال ذكرهم، لينالوا حظهم من الشهرة. انهم اولئك الذين يدعون بأنهم شيوخ واعيان لقبائل عريقة بمجتمعاتنا العربية المحافظة، ابناء عشائرهم يقومون بالسلب والنهب وقطع الطرقات. اثرى أولائك الابناء في زمن قصير رغم صغر سنهم، فأصبحوا ملاكا للعقارات والأطيان، ناهيك عن مدخراتهم بالبنوك سواء بالداخل او الخارج، شيوخ القبائل ان لم يباركوا عمل هؤلاء فإنهم ودون ادنى شك لم ينهوهم عن فعل ذلك وذاك ادنى ما يمكنهم القيام به. اصحاب المصالح الشخصية شكلوا احزابا، وكونوا ميليشيات تدعمهم لفرض ارائهم وتحقيق مآربهم، وإحداث فتن بين مكونات الشعب الواحد لان يبقى البلد في حالة عدم استقرار فهؤلاء البشر لا يعيشون إلا في بيئة فاسدة.

وبعد، اليس من سبق ذكرهم ابشع من الدواعش التي صرنا نعرفهم، لأن الاعلام المدفوع الاجر من قبل حكامنا ومشايخنا (من رجال الدين) وشيوخ واعيان القبائل وساستنا هم من زج بهؤلاء في اتون الحرب، أوليس الاجدر بنا ان نحارب هؤلاء الممولين الاساسيين للجهاديين (معظمهم شباب في مقتبل العمر) المغلوبين على أمرهم، وعند الإمساك بأحدهم يقول: غرني الشيطان. بالتأكيد يقصدون شياطين الإنس، فشياطين الجن تركت الأرض لهؤلاء فهم يقومون بالأدوار على اكمل وجه.

ان ولاة امورنا هم الذين يخططون ويمولون الدواعش التي عليها التنفيذ، فهم جميعا شركاء في الجرم، بل الممولون يساهمون في المزيد من القتل والتنكيل بالبشر.

هل يتوب هؤلاء المجرمون الى ربهم الاعلى وقد افسدوا في الارض، قبل ان يفوت الاوان، كل شيء جائز.