سد النهضة في صلب مباحثات السيسي في خامس زيارة للخرطوم

الرئيس المصري يتوجه للسودان في أول زيارة له بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية والخامسة منذ 2016 في اطار جهود تبذلها القاهرة والسودان لحل الخلافات العالقة عقب فترة من الفتور شابت العلاقات السودانية المصرية.

زيارة السيسي للخرطوم تستهدف استكمال لمباحثات لحل الخلافات العالقة
العلاقات بين القاهرة والخرطوم شهدت توترا على خلفية اتهامات متبادلة بدعم المتمردين
مباحثات مصرية سودانية لحل خلافات تتعلق بسد النهضة

القاهرة - يتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الخرطوم الخميس للقاء نظيره السوداني عمر البشير، حسب ما أفاد التلفزيون الرسمي الثلاثاء.

والزيارة هي الخامسة التي يقوم بها السيسي إلى الخرطوم والأولى منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية فيمارس/اذار الماضي.

وكان البشير توجه إلى القاهرة عشية الانتخابات الرئاسية المصرية وصرح بأن اختياره توقيت الزيارة "يؤكد أننا مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي لأننا عرفناه عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته لعلاقات قوية بين البلدين".

وكانت زيارة السيسي الأخيرة للخرطوم في أكتوبر/تشرين الأول 2016 وقد استغرقت عدة ساعات، ألقى خلالها كلمة أمام الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني.

وتسعى القاهرة منذ سنوات إلى حل أزمة سد النهضة التي تشيده إثيوبيا على نهر النيل من خلال مباحثات مع الخرطوم وأديس أبابا.

وتعتمد مصر تماما على مياه النيل للشرب والري وتقول إن "لها حقوقا تاريخية" في النهر بموجب اتفاقيتي 1929 و 1959 التي تعطيها 87 بالمئة من مياه النيل وحق الموافقة على مشاريع الري في دول المنبع.

وتخشى القاهرة تأثير السد الذي بدأت أعماله في 2012 بكلفة أربعة مليارات دولار، على منسوب النهر الذي تعتمد عليه بنسبة 90 بالمئة لتأمين حاجاتها من المياه.

وكان السيسي اتفق مع رئيس وزراء اثيوبيا ابيي أحمد في يونيو/حزيران على تبني "رؤية مشتركة" بين الدولتين حول سد النهضة تسمح لكل منهما بالتنمية "دون المساس بحقوق الطرف الآخر".

ويهدف سد النهضة الكبير إلى توفير ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، أي ما يوازي ست منشآت تعمل بالطاقة النووية.

وتأتي زيارة السيسي للخرطوم أيضا بعد فترة من فتور في العلاقات على خلفية اتهامات متبادلة بين الدوليتين الجارتين بدعم المعارضة، حيث اتهمت الخرطوم القاهرة بدعم المتمردين واتهمت الأخيرة الخرطوم بدعم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

كما وترت زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للخرطوم العام الماضي العلاقات بين مصر والسودان على خلفية تفريط الحكومة السودانية في جزيرة سواكن المطلة على البحر الأحمر لتركيا، ما يشكل تهديدا للأمن القومي المصري والسعودي.

ويعتبر البحر الأحمر مجالا حيويا مهما للأمن القومي العربي في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس التركي الداعم للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين والذي تحتضن بلاده قيادات اخوانية مطلوبة للعدالة والذي ينتقد باستمرار النظام المصري، التمدد في إفريقيا من بوابة السودان.

لكن العلاقات المصرية السودانية شهدت في الفترة الأخيرة انفراجة عقب اجتماعات بين مسؤولي البلدين لحل الخلافات المتعلقة بسد النهضة من جهة وأيضا الخلافات المتعلقة بالجماعات المعارضة المتمردة.

وفي أحدث إجراء لنزع فتيل التوتر كانت القاهرة قد منعت في مطلع الشهر الحالي الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني، من دخول مصر.

وطالبت السلطات حينها المهدي بمغادرة المطار بعد أن بقي فيه عدة ساعات وتوجه إلى بلد آخر وصفه بيان حزب الأمة بـ"الصديق".

وقالت مصادر مصرية وسودانية إن المهدي توجه لاحقا إلى لندن بعد قرار منعه.

وذكر بيان لحزب الأمة السوداني أن سلطات مطار القاهرة احتجزت المهدي لدى وصوله قادما من العاصمة الألمانية برلين بعد مشاركته في اجتماعات تكتل للمعارضة يعرف باسم "نداء السودان" مع الحكومة الألمانية، لبحث الأزمة السياسية في البلاد.

ويقيم الصادق المهدي في القاهرة منذ مارس/اذار الماضي وسمحت له السلطات المصرية بالسفر والتنقل خلال هذه الفترة.