عزم إماراتي على استئصال القاعدة من اليمن

الثقل العسكري الإماراتي نجح في تقليل خطر تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب فيما تواصل القوات الإماراتية بثبات وعزم ضرب التنظيم المتطرف في معاقله بعد أن استفاد لفترة من فوضى أمنية أحدثها انقلاب الحوثيين على السلطة بقوة السلاح.
الإمارات ملتزمة بمكافحة الإرهاب والتطرف في مختلف أنحاء العالم
الإمارات دربت وجهّزت 60 ألفا من المقاتلين اليمنيين
دعم اماراتي قوي يعيد الحياة إلى طبيعيتها في المكلا
التحالف يقوم بعملية متوازية تستهدف مكافحة القاعدة والحوثيين
قرقاش: الحوثيون عقبة تحول دون حل سياسي في اليمن

دبي/المكلا (اليمن) - تؤكد الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيسي في التحالف العسكري في اليمن، عزمها على القضاء على تنظيم القاعدة في جنوب اليمن.

وجدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الاثنين تأكيده أن دولة الإمارات وفي إطار عملها ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية لديها التزام بمكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم القاعدة في اليمن والقضاء عليه.

 وأوضح أن ما يتم القيام به في اليمن هو عملية متوازية تشمل مواجهة انقلاب الحوثيين والتصدي لتنظيم القاعدة الإرهابي وتطهير الأراضي اليمنية من عناصره.

و قال الوزير الإماراتي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاثنين في دبي بحضور العميد الركن مسلم الراشدي المتحدث باسم القوات المسلحة الإماراتية، إن اليمن بحاجة إلى حل سياسي وأن دولة الإمارات أكدت ذلك على الدوام.

وشدد قرقاش على أن مليشيات الحوثي تعد العقبة أمام تحقيق هذه الغاية، قائلا أيضا "لن نسمح بحدوث تحول استراتيجي في المنطقة لصالح إيران عبر سيطرة ميلشيات الحوثي على اليمن".

كما ذكّر بأن الإمارات ملتزمة بمكافحة الإرهاب والتطرف في مختلف أنحاء العالم وأن ذلك يعتبر ركيزة أساسية في سياستها الخارجية، مشيرا إلى الأدوار الهامة التي قامت بها بلاده في هذا الصدد في كل من الصومال وأفغانستان و"اليوم تقوم بالدور نفسه في اليمن".

وتابع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "تنظيم القاعدة كان متواجدا قبل بدء عملية إعادة الأمل واستفاد من تدهور الأوضاع السياسية في اليمن آنذاك من أجل التوسع والتوغل في الأراضي اليمنية ونجح في تحقيق وجود كبير هناك".

وتحدث قرقاش عن نجاح التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية في القيام خلال السنوات الثلاث الماضية بعملية متوازية شملت مواجهة مليشيات الحوثي الانقلابية والتصدي لتنظيم القاعدة في اليمن.

وقال "لقد نجحنا في استنزاف قوة التنظيم في اليمن بشكل كبير".

دعم اماراتي يعيد الاستقرار إلى المكلا
شرطة أبوظبي قدمت 170سيارة و 500 دراجة نارية جديدة إلى مراكز الشرطة في المكلا

و أكد أن البعد العسكري ضروري من أجل الحل السياسي . وقال "مازلنا نؤمن بأن العقبة الأساسية لأي حل سياسي هم الحوثيون فهم من قللوا من جميع المبادرات السابقة ورفضوا الخروج من المناطق المدنية و الانسحاب من الحديدة".

وأبقت الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف العربي الباب مواربا لانجاح الحل السياسي في اليمن، حيث أشار قرقاش إلى أن الإمارات تتطلع إلى مشاورات جنيف المزمع عقدها في سبتمبر/ايلول.

وعبر عن أمله في أن تكون مقدمة لإطلاق المفاوضات وبداية عملية سياسية تقود إلى حل سياسي في الأزمة اليمنية.

واعتبر الوزير الإماراتي أن المفاوضات ستكون اختبارا للحوثيين "وإن لم يثبتوا عكس ما هو متوقع منهم فإنهم سيستمرون العقبة الأساسية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن".

وقال "لقد تعاملنا في قضية الحديدة بالكثير من الصبر والعقلانية ويجب أن نستمر بالضغط من أجل الانسحاب من الميناء والمدينة".

وتعتمد الإمارات على مقاربة عسكرية وإنسانية في التعامل مع الوضع في اليمن وفي مواجهة المتمردين المدعومين من إيران.

وقال قرقاش "إننا قلقون تجاه الوضع الإنساني في اليمن والتحالف العربي يقوم بكل ما يستطيع من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني والتعاون مع المنظمات الأممية لتنفيذ العديد من البرامج الإنساني في اليمن مثل مكافحة الكوليرا".

ولفت إلى أن على المجتمع الدولي أن ينظر بعين الاعتبار إلى الممارسات الحوثية في اليمن وما تقوم به المليشيات الانقلابية من ممارسات لزرع الألغام في الأحياء السكنية وتجنيد الأطفال والدفع بهم إلى ساحات المعارك.

و حول تطورات الأوضاع في اليمن والدور الإماراتي في تدريب اليمنيين على مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة، قال إن دولة الإمارات وفرت التدريب اللازم لليمنيين الذين أصبحوا في الصفوف الأمامية خلال العمليات ضد تنظيم القاعدة الإرهابي.

وأضاف أن مليشيات الحوثي الانقلابية غير مستعدة للتفاوض وإنما تستعد فقط للحرب والقتال فبينما كانت هناك جهود أممية حول الحديدة كانت تعمل على حفر الخنادق في الأحياء السكنية ومحاولة تعزيز قدراتها العسكرية.

وأكد أنه كان بإمكان التحالف العربي القيام بعملية سريعة والسيطرة على مدينة الحديدة "إلا أننا حرصنا على إعطاء المبعوث الأممي الفرصة لأداء دوره خاصة وأن الحديدة يسكنها نحو 600 ألف شخص ولا نريد أن ندخل مع مليشيات الحوثي في حرب عصابات".

كان المؤتمر الصحفي قد بدأ بعرض قدمه العميد الركن مسلم الراشدي حول الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب في اليمن والتصدي لتنظيم القاعدة.

و قال إن المكلا كانت عاصمة ما يسمى "الخلافة لتنظيم القاعدة في اليمن " وكان التنظيم الإرهابي يحصل على عائدات النفط اليمنية. كما قام بنهب البنك المركزي وعمل على إطلاق سراح العديد من السجناء.

و أوضح أن الوضع الآن وفي العام 2018 يعتبر أفضل كثيرا عما ما كان عليه خلال الفترة من 2012 إلى 2014 فمناطق تواجد تنظيم القاعدة في اليمن أضحت محدودة للغاية.

و أكد أن دولة الإمارات كان من أولوياتها هزيمة تنظيم القاعدة في اليمن الذي استطاع استغلال عدم استقرار الأوضاع السياسية في اليمن خلال فترة ما يسمى الربيع العربي من أجل الامتداد إلى مختلف الأراضي اليمنية إلى جانب استغلال انقلاب الحوثيين من أجل تعزيز تواجده في اليمن.

و أشار إلى أن التحالف العربي لدعم الشرعية استطاع هزيمة القاعدة في مناطق عديدة باليمن مثل حضرموت.

وأوضح أن الحديث عن استقرار الأوضاع في اليمن لا يمكن أن يكون بمعزل عن التصدي لتنظيم القاعدة وتطهير المناطق اليمنية من عناصرها.

وقال إن تنظيم القاعدة لا يمثل خطرا على اليمن وحسب وإنما على العالم العربي والعالم أجمع أيضا، مؤكدا أن دولة الإمارات ستواصل أداء دورها حتى اقتلاع هذا التنظيم من جذوره في اليمن.

الإمارات قدمت مساعدات مالية بقيمة 3.8 مليار دولار منذ العام 2015 بهدف دعم وحفظ الاستقرار في اليمن، خصص الجزء الأكبر منها للمناطق التي تم استعادتها من القاعدة

وأضاف في ختام جولة للصحافة الأجنبية في جنوب اليمن "بغض النظر عما يحدث في النزاع ككل في اليمن، ستواصل الإمارات العمل حتى يتم القضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كتهديد إقليمي وعالمي".

ونفى الراشدي صحة تقارير إعلامية أشارت إلى وجود اتفاقات سرية مع مقاتلي القاعدة للانسحاب مع أسلحتهم من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، معتبرا أنها "اتهامات كاذبة تشعره "بالغضب"، قائلا "لا يوجد شيء للتفاوض عليه مع هؤلاء الناس".

واستفادت المجموعات الجهادية وعلى رأسها القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية من انقلاب الحوثيين على السلطة بقوة السلاح لتعزيز نفوذها خصوصا في جنوب اليمن.

وكانت مدينة المكلا وقعت تحت سيطرة تنظيم القاعدة بين عامي 2015 و2016، قبل أن يحررها الجيش والقوات العسكرية المتحالفة معه.

ويقول خبراء إن تنظيم القاعدة الذي زرع الرعب في مدينة المكلا لعام كامل، فضل الانسحاب دون قتال من المدينة بهدف الحفاظ على قواته التي تحصنت في مناطق جبلية نائية.

وتبدو الحياة طبيعية في المكلا اليوم. ويقول المحافظ إن الإمارات قامت بإعادة العمل إلى المرافق العامة وتزود المنطقة بالمساعدات التي تساهم في تشغيل المشافي والمدراس والمحاكم والميناء.

وقدمت شرطة أبوظبي نحو 170 سيارة و 500 دراجة نارية جديدة إلى مراكز الشرطة في المكلا، بحسب ما أعلن ضابط شرطة إماراتي.

ويبدو العمل في ميناء المكلا نشطا للغاية. والميناء ضروري لتزويد المحافظة بأكملها بالبضائع الأساسية. وقدمت الإمارات زورقا للقيام بعمليات قطر للميناء يساعد في تسريع عملية دخول وخروج السفن.

ولتوضيح تراجع تنظيم القاعدة، أكد مسؤول عسكري إماراتي أنه لم تقع سوى خمس هجمات شنها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في النصف الأول من عام 2018، مقارنة بـ77 هجوما في ذات الفترة عام 2016.

ويشير المسؤول إلى أنه حتى عام 2016، كان لتنظيم القاعدة وجود كبير في مدن بلغ عدد سكانها أكثر من 850 ألف نسمة، ما وفر مصدرا رئيسيا للتمويل والتجنيد.

وقامت الإمارات بتدريب وتجهيز نحو 60 ألفا من المقاتلين اليمنيين، شارك نصفهم تقريبا في المعارك ضد تنظيم القاعدة، بحسب المسؤول الإماراتي.

وقتل نحو ألف مقاتل من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ عام 2015، منهم 13 قائدا من أصل 18 من القادة المطلوبين، بحسب المصدر نفسه.

وقدمت الإمارات مساعدات مالية بقيمة 3.8 مليار دولار منذ عام 2015 بهدف دعم وحفظ الاستقرار في اليمن. وبحسب المسؤول فإن الجزء الأكبر من الأموال تم تخصيصه للمناطق التي تم استعادتها من القاعدة.

ويواجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حملة غارات تنفذها طائرات أميركية بدون طيار. وتعتبر الولايات المتحدة هذا الفرع الأكثر خطرا بين شبكات القاعدة.

ويعترف اللواء الركن البحسني أن محافظة حضرموت لم تتخلص تماما من مقاتلي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وحمّل مسؤولية اغتيال مسؤولين في أجهزة الأمن إلى "عناصر من القاعدة والدولة الإسلامية" مستبعدا أن يكون التنظيمان يعملان معا.

وبعد ذلك توجه الصحافيون إلى عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية برئاسة هادي، وزاروا مطار المدينة.

وانتهت الجولة في قاعدة عسكرية إماراتية في ميناء عصب الجنوبي في إريتريا بعد جولة فوق مضيق باب المندب رابع أهم المعابر البحرية العالمية.

وقاعدة عصب تأتي في إطار سياسة إستراتيجية طويلة الأمد للإمارات لضمان الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي.