غارات وبراميل متفجرة ترسم بالدم تفاصيل معركة القنيطرة

المرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن مقتل 15 مدنيا بينهم أطفال في غارات روسية وسورية استهدفت بلدات في جنوب سوريا بالقرب من الجولان المحتل.

خمس بلدات في القنيطرة ترفع العلم السوري مع تقدم الجيش السوري
معارك دامية بين قوات الأسد وفصائل معارضة أبرزها جبهة النصرة
 مقتل 43 عنصرا من قوات النظام و48 مسلحا معظمهم من النصرة


بيروت - قتل 15 مدنيا على الأقل الثلاثاء في غارات استهدفت جنوب سوريا حيث تشن قوات النظام بدعم روسي هجوما ضد الفصائل المعارضة، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأت قوات النظام بدعم روسي الأحد هجوما ضد الفصائل المعارضة التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة حيث تقع هضبة الجولان المحتلة في جنوب غرب سوريا، وذلك بعد استعادتها غالبية محافظة درعا المحاذية.

وارتفعت حصيلة القتلى في الغارات التي استهدفت بلدة عين التينة في محافظة القنيطرة إلى 14 مدنيا بينهم خمسة أطفال، وفق المرصد السوري الذي كان تحدث سابقا عن ستة قتلى مدنيين.

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت طائرات حربية روسية أو سورية شنت الغارات.

ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها لضحايا القصف تظهر أطفالا وضعوا في شراشف مليئة بالدماء.

وقتل مدني آخر في غارات روسية استهدفت بلدة العالية في ريف درعا الغربي عند الحدود الإدارية مع القنيطرة، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "استهدفت غارات جوية روسية مكثفة المنطقة الواقعة بين محافظتي القنيطرة ودرعا، كما رمت عليها قوات النظام البراميل المتفجرة".

وتتواجد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في هذه المنطقة ويرفض الفصيل الجهادي اتفاق التسوية الذي أبرمته روسيا قبل أكثر من عشرة أيام مع الفصائل المعارضة في درعا، وتمكنت قوات النظام بموجبه من السيطرة على مناطق واسعة منها إثر عملية عسكرية استمرت أسبوعين.

وقتل الأحد والاثنين 43 عنصرا من قوات النظام في معارك مع فصائل معارضة وجهاديين في هذه المنطقة، كما قتل 48 مقاتلا من الفصائل غالبيتهم من هيئة تحرير الشام، وفق المرصد.

وتترافق هذه التطورات الميدانية مع قيام خمس بلدات في القنيطرة برفع  العلم السوري الاثنين "تمهيدا للانضمام إلى اتفاق المصالحة"، بحسب عبدالرحمن الذي أوضح أن "الفصائل المتواجدة في هذه البلدات اعتزلت قتال النظام لتجنب القصف والدمار".

ويتواجد عشرات آلاف النازحين في محافظة القنيطرة على طول الحدود مع الجزء المحتل من قبل إسرائيل في هضبة الجولان، بعدما كانوا فروا من العمليات العسكرية لقوات النظام في محافظة درعا، ثم في القنيطرة.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن نحو 200 سوري في مخيم للنازحين حاولوا الاقتراب من السياج العازل في هضبة الجولان قبل أن يجبرهم الجنود الإسرائيليون على التراجع.

وقال الطبيب بهاء محاميد، الذي كان موجودا في المكان "كانت النساء تصيح افتحوا الحدود، أنقذوا من تبقى من أطفالنا"، مشيرا إلى أن الجنود الإسرائيليين أشروا لهم من بعيد بالعودة وعدم الاقتراب من المنطقة.

ويرى محللون أن العملية العسكرية في محافظة القنيطرة صعبة ومعقدة لقربها من إسرائيل، التي هدد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو الشهر الماضي دمشق قائلا "على سوريا أن تفهم أن إسرائيل لن تسمح بتمركز عسكري إيراني في سوريا ضد إسرائيل. ولن تقتصر تبعات ذلك على القوات الإيرانية بل على نظام الأسد أيضا"

وتحشد إسرائيل لإخراج القوات الإيرانية من المناطق في محيط الجولان المحتل حيث تخوض قوات النظام السوري الفصل الأخير من معركة جنوب غرب سوريا.