كوربين يتملص من إكليل الزهور في تونس

جيريمي كوربين يرد على انتقادات رئيس وزراء اسرائيل حول تكريم قبور جماعة ايلول الأسود في حين يتعرض حزب العمل البريطاني منذ شهور لاتهامات بمعاداة السامية.

لندن - اتسع نطاق ضجة مثارة بشأن مزاعم عن معاداة السامية في أكبر حزب معارض في بريطانيا الاثنين عندما تبادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم حزب العمال جيريمي كوربين الاتهامات على تويتر بشأن إراقة دماء الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويواجه حزب العمال اتهامات بمعاداة السامية منذ شهور، وسبق أن اعتذر كوربين عما وصفه "بجيوب" معاداة السامية في الحزب.
وكانت صحيفة ديلي ميل المنحازة لتيار اليمين في بريطانيا ذكرت يوم الجمعة أن كوربين قام خلال زيارة لتونس عام 2014 بوضع إكليل من الزهور على قبور أعضاء بمنظمة فلسطينية قتلت 11 رياضيا إسرائيليا ورجل شرطة ألمانيا في أولمبياد ميونيخ عام 1972.
وقالت إن المقبرة تحوي نصبا لعشرات قتلوا في تفجير إسرائيل لمقر منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى بتونس، وكذلك مقابر أعضاء جماعة أيلول الأسود المنشقة على منظمة التحرير التي نفذت هجوم ميونيخ.
وأفاد حزب العمال بأن كوربين، وهو مناصر شديد للقضية الفلسطينية، ذهب إلى تونس لتأبين ضحايا هجوم 1985.

كنت حاضرا عند وضع إكليل من الزهور، ولا أعتقد أنني شاركت في وضعه

وقال نتانياهو على تويتر "وضع جيريمي كوربين إكليلا من الزهور على قبور الإرهابيين الذين ارتكبوا مذبحة ميونيخ وتشبيهه إسرائيل بالنازي يستحق إدانة لا لبس فيها من الجميع. اليسار واليمين وكل ما بينهما".
ورد كوربين بالقول "مزاعم نتانياهو بشأن أفعالي وأقوالي كاذبة. ما يستحق إدانة لا لبس فيها هو قتل القوات الإسرائيلية أكثر من 160 محتجا فلسطينيا، بينهم عشرات الأطفال، في غزة منذ مارس/آذار".
وذكر حزب العمال أن كوربين لم يضع إكليلا من الزهور على قبر أي شخص له صلة بجماعة أيلول الأسود وأنه ندد بهجوم ميونيخ. بيد أن كوربين قال للصحفيين "كنت حاضرا عند (وضع) إكليل من الزهور، ولا أعتقد أنني شاركت في وضعه"، مضيفا أن الزيارة كانت ضمن مساعي السلام.
وضمن فعاليات مسيرة "العودة" يتجمهر فلسطينيون في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل منذ نهاية مارس/آذار الماضي للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948 ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف؛ ما أسفر عن مقتل عشرات من الفلسطينيين وإصابة أكثر من 18 ألف بجراح مختلفة.
وذكر كوربين أن "قانون القومية الذي تدعمه حكومة نتانياهو تمييزي ضد الأقلية الفلسطينية". وأنهى بيانه بالقول "أقف مع عشرات الآلاف من العرب واليهود في دولة إسرائيل الذين تظاهروا من أجل حقوق متساوية في تل أبيب".

وتظاهر الآلاف من الإسرائيليين من الأقلية العربية والدرزية في تل أبيب خلال الأسبوع الماضي احتجاجا على إقرار قانون الدولة القومية في إسرائيل.
وفي 19 يوليو/تموز الماضي أقر الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بصورة نهائية قانون "القومية" الذي نص على أن "إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي".
كما ينص على أن "حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود فقط والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لهم كذلك حصرًا".
ونص كذلك على أن " القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل" وأن "العبرية هي لغة الدولة الرسمية" وهو ما يعني أن اللغة العربية فقدت مكانتها لغة رسمية.
في السياق ذاته قال متحدث باسم حزب العمال البريطاني الإثنين إن كوربين لم يضع زهورا على مقابر "المشتبه في تورطهم في منظمة سبتمبر الأسود التي نفذت عملية ميونخ عام 1972".
وعلى الرغم من الانقسامات الشديدة في حكومة حزب المحافظين بينما تتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تضررت شعبية حزب العمال فيما يبدو من الخلاف بشأن معاداة السامية.
فقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة يوغوف لاستطلاعات الرأي الأسبوع الماضي أن 39 في المئة ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سيصوتون للمحافظين، بزيادة نقطة واحدة لحزب رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن استطلاع الأسبوع الماضي عندما تعادل الحزبان الكبيران. وتراجع حزب العمال ثلاث نقاط مئوية إلى 35 في المئة.