مادونا في عمر الستين تفيض جدلا وأنوثة

ملكة البوب الأميركية من النساء النادرات اللواتي لا يزلن يجسدن نموذجا للشباب الدائم، محققة نجاحات تتخطى حواجز الدين والجنس.
مادونا تعطي لعبارة المرأة الستينية معنى مختلفا
الفنانة الماضية في نهجها الاستفزازي والخالية من العقد
وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الفنية لا ترحم النجمة من الانتقادات

نيويورك (الولايات المتحدة) - اعتادت ملكة البوب مادونا تحقيق النجاحات متخطية كل حواجز الجنس والدين، وهي لا تزال عشية عيدها الستين تمضي في نهجها الاستفزازي مع الحفاظ على صورتها كامرأة ناضجة خالية من العقد.
وتعطي مادونا لعبارة المرأة الستينية معنى مختلفا، فهي تواعد باستمرار رجالا لا تتعدى سنوات عمرهم نصف عمرها، ولا تزال تتمتع بقوام قد يثير حسد شابات كثيرات ولا تتوانى عن تقديم عروض مفعمة بالايحاءات الجنسية على المسرح.
ومع أن مادونا ليست المرأة الوحيدة التي تواصل مسيرتها الفنية رغم السنوات الطويلة، لكنها من النساء النادرات اللواتي لا يزلن يجسدن نموذجا للشباب الدائم.
ولم تنقطع مغنية "لايك ايه فيرجين" التي دخلت عالم الموسيقى بالتزامن مع انطلاق قناة "ام تي في" الموسيقية، مرة عن إصدار المجموعات الموسيقية لأكثر من أربع سنوات منذ بداياتها في 1983.

تواصل مادونا مواعدة رجال أصغر منها سنا ما يثير اهتماما مستمرا في وسائل الإعلام 

وفي آخر إصداراتها "ريبيل هارت" (2015)، لخصت مادونا حالتها عبر عنوان أغنية "بيتش أيم مادونا" التي قدمتها مع نيكي ميناج، إحدى نجمات البوب الكثيرات اللواتي أثرت فيهن.
وتقول فرييا جارمان من جامعة ليفربول وهي إحدى مؤلفي كتاب عن مادونا "مغنية شهيرة تكبر في السن ولا تزال في الصفوف الأولى، يبقى لديها الكثير لتقدمه".
وتضيف "هي لا تزال تتميز كما عادتها، بمعنى أنها لطالما أرادت أن تحرّك مشاعر" الجمهور.
وتشير جارمان إلى أن "نجمات كثيرات يصبحن منسيات عندما يبتعدن عن الأضواء، هذا الأمر لا يسري على مادونا".
الشيخوخة أمر سيء
غير أن وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الفنية لم ترحم دوما النجمة إذ يركز كثر على التجاعيد الظاهرة في يديها كمؤشر نادر إلى تقدمها في السن. كما واجهت النجمة انتقادات لانتزاعها قبلة في الفم من المغني درايك الذي يبلغ نصف عمرها في مهرجان كواتشيلا العام 2015.

مادونا في عمر الستين تفيض جدلا وأنوثة
آخر إصداراتها الفنية

وقالت مادونا خلال تسلمها جائزة مجلة "بيلبورد" الأميركية في 2016 إن المجتمع ينتظر من النساء أن يكنّ "جميلات وظريفات ومثيرات" لكن لا يريدهن أن يعبرن عن آرائهن أو أن يطلقن العنان على الملأ لمخيلتهن الجنسية.
وأضافت "عليكن خصوصا ألا تشخن لأن الشيخوخة أمر سيء إذ ستواجهن انتقادات وسيتوقف بث أغنياتكن على الإذاعات"، في إشارة على الأرجح إلى إذاعة "بي بي سي 1" التي رفضت بث إحدى أحدث أغنياتها بحجة السعي لاستقطاب جمهور شاب.
وقد شاركت مادونا المعروفة بآرائها السياسية الحادة، في يناير/كانون الثاني 2017 في "مسيرة النساء" التي شهدتها العاصمة الأميركية واشنطن غداة تنصيب الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض. وقد دعت أمام مئات آلاف النساء المشاركات في المسيرة إلى مقاومة "الطغيان".
 نموذج جديد 
وعلى صعيد الأمومة، تكسر مادونا هنا أيضا الصور النمطية. فطليقة المخرج غاي ريتشي والأم البيولوجية لطفلين تبنت أربعة أطفال في ملاوي وهي تشجع محبيها على التبرع لمؤسستها الموجودة في هذا البلد لمناسبة عيد ميلادها.

لا تزال مادونا تتمتع بقوام قد يثير حسد شابات كثيرات ولا تتوانى عن تقديم عروض مفعمة بالايحاءات الجنسية على المسرح

وتواصل المغنية المقيمة حاليا في لشبونة حيث التحق أحد أبنائها بمركز تدريب لكرة القدم في بنفيكا، مواعدة رجال أصغر منها سنا ما يثير اهتماما مستمرا في وسائل الإعلام بدرجة أكبر بكثير من الانتباه المعطى لأوضاع مشابهة مثل الأبوة المتأخرة لميك جاغر أو علاقات نجوم رجال كثر مع شابات يصغرنهم بسنوات طويلة.
وتوضح أستاذة علم الاجتماع في جامعة واشنطن في سياتل بيبر شوارتز "كناشطة نسوية، أقول لها أحسنت. فهي تحقق أحد التخيلات التي ترفض أو لا تستطيع نساء كثيرات تحقيقه".
فرغم استمرار بعض النجمات في أداء أدوار سينمائية بعد سن الستين كميريل ستريب وديان كيتون، فإن قليلات من هؤلاء يمثلن إلى جانب شركاء أصغر سنا في الأفلام.
وتلفت عالمة الاجتماع إلى أن المهمة أكثر تعقيدا لمادونا لأن المغنية اعتادت على صدم جمهورها في المواضيع الجنسية.
غير أن مادونا، على غرار نجمات كثيرات يتقدمن في السن، تمثل نموذجا جديدا لجيل طفرة المواليد. وهذه طريقة للقول "نحن لسنا مستعدين للنزول عن الخريطة فقط لأننا تقدمنا في الوجود".