مخاوف من تغلغل قطري في مفاصل الصومال المنهك

قطر العاجزة عن حل أزمتها مع جيرانها وفك عزلتها في محيطها الجغرافي تلقي بثقلها في الصومال متعهدة بمساعدة حكومة الرئيس محمد عبدالله فرماجو بدعم وحدة واستقرار مقديشو.

مقديشو تختار الاصطفاف في محور التشدد
محمد فرماجو يراهن على الدوحة لاحتواء حركة الشباب
التدخل القطري يفاقم مشاكل الصومال الداخلية
سخاء قطري في مناطق يكثر فيها التشدد الديني
قطر تستغل ضعف حكومة محمد فرماجو للهيمنة على مواقع استراتيجية

الدوحة –  تواجه حكومة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو المزيد من الانتقادات الداخلية على خلفية اصطفافها في المحور القطري التركي وتعريض أمن الصومال للخطر، فيما تثير زيارة فرماجو للدوحة جدلا واسعا ومخاوف من تغلغل قطر في مفاصل الدولة المنهكة.

وتخشى أوساط صومالية من استغلال الدوحة حالة الضعف والوهن التي تعيشها حكومة فرماجو، متسائلة ما الذي يدفع قطر العاجزة عن حل أزمتها مع جيرانها الخليجيين والعرب وفك عزلتها في محيطها الجغرافي لتنزل بكل ثقلها في الصومال.

ويشير هؤلاء إلى أن لقطر تجارب سابقة أفشلتها حكومات غربية حين قامت بتوظيف أذرعها المالية وضخ مليارات الدولارات في ضواحي عواصم أوروبية تحت عنوان الاستثمار ومساعدة سكان تلك الضواحي التي يعتبر بعضها أوكارا للتشدد الديني.  

والاثنين تعهّد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائه الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد فرماجو في الدوحة بدعم "وحدة واستقرار" الصومال.

وجاءت زيارة فرماجو للدوحة بعد أسابيع قليلة على انهاء الامارات برنامجا لتدريب القوات الصومالية بعد مصادرة مقديشو أموالا اماراتية كانت مخصصة لتدريب جنود صوماليين، والغاء اتفاق عسكري بين البلدين.

وتواجه قطر أزمة متفاقمة منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017 تاريخ اعلان السعودية والامارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة بعد ثبوت تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب والتآمر على أمن المنطقة والارتباط بأجندة إيرانية تخريبية.

لكن أمير قطر حرص على تسويق لقائه بالرئيس الصومالي على أنه لقاء في اطار العلاقات الأخوية والودية بين البلدين.

وقال في تغريدة على حسابه بتويتر "علاقتنا بجمهورية الصومال الشقيقة علاقة أخوة واحترام متبادل ومباحثاتي مع أخي فخامة الرئيس محمد عبدالله فرماجو أعادت التأكيد على هذه المعاني".

وأضاف أن المباحثات تركزت على "سبل تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا"، مشددا على أن قطر ستواصل "دعم وحدة الصومال واستقرارها وسيادتها ورفاه شعبها".

وتشير مصادر صومالية إلى أن الدوحة تسعى من خلال تغلغلها في الصومال إلى الهيمنة على موانئ ومواقع استراتيجية بالتوازي مع تحرك تركي في المنطقة بدأ بانتزاع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ادارة جزيرة سواكن الاستراتيجية على ساحل البحر الأحمر والتي تشكل مجالا حيويا لأمن كل من مصر والسعودية.

وتركيا وقطر تعدان الداعمتان الرئيسيتان لتنظيم الاخوان المسلمين الذي يتمدد في المنطقة بغطاء وتمويل منهما.

ولا يخرج تحرك الحليفان عن سياق توسيع منافذ التشدد في المنطقة فيما يأتي التمدد القطري في وقت حرج بالنسبة للصومال الذي سيواجه متاعب كبيرة مع قرب انتهاء مهمة القوات الافريقية وتسليم مهام الأمن للجيش الصومالي المنهك والذي يواجه خلافات داخلية.

وعجزت حكومة فرماجو حتى الآن منذ تسلمها السلطة في توفير الأمن واعادة الاستقرار حتى لمعاقلها بالعاصمة مقديشو في الوقت الذي تواصل فيه حركة الشباب الصومالية المتشددة الموالية للقاعدة ومجموعة أخرى انشقت عنها وأعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية، شن هجمات دموية.

ويران فرماجو على الأرجح على دور قطري لاحتواء حركة الشباب خاصة على ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط الدوحة بجماعات متشددة.

ولعبت قطر مرارا دور الوسيط للإفراج عن محتجزين لدى جماعات متطرفة بأن دفعت لها ملايين الدولارات في خطوات اعتبرت غطاء لتمويل تلك الجماعات.