مغامران مصريان يتحديان الأهوال في 'ما وراء البحر الهائج'

الفيلم يتضمن لقطات إنقاذ لاجئين
الفيلم يسلط الضوء على أزمة اللاجئين
مهرجان كان السينمائي يكتسي صبغة سياسية قوية

كان (فرنسا) - انطلق مغامران في رحلة تجديف عبر المحيط الأطلسي وكانا مستعدين للتحدي، لكن عندما وقعت الكارثة ذاقا جرعة من الأهوال التي يتعرض لها أشخاص يبحرون يأسا وليس سعيا للمغامرة.
ويروي قصتهما فيلم وثائقي يحمل اسم "بيوند ذا راغينغ سي" (ما وراء البحر الهائج) عرض في مهرجان كان السينمائي. ويحكي الفيلم عن رحلة متسلق الجبال عمر سمرة ورياضي الترياثلون المحترف عمر نور، وهما مصريان، لاستكمال تحدي تجديف لمسافة 4800 متر عبر المحيط الأطلسي.
وبعد أن قلبت أمواج عاتية زورقهما لم يبق لديهما سوى زورق إنقاذ مطاطي لا يعمل ولا سبيل لمعرفة أن جهازا لرصد موقعها قد توقف عن العمل مما يرجح عدم إمكانية العثور عليهما وسط المحيط.
ويستخدم الفيلم لقطات صورها المغامران ومن أنقذوهما في نهاية الأمر وكانوا طاقم سفينة شحن عابرة. ويقارن الفيلم الذي شاركت في إنتاجه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مغامرة الرجلين بالمخاطر التي يقبل عليها مئات الألوف من المهاجرين كل عام.
وقال سمرة في حديث "كنا في مكانهم على مدى 13 ساعة".
وأضاف "لم نجرب سوى نسبة ضئيلة مما يتعرض له اللاجئون وهو ما يحدث أسبوعيا".
ويأمل مخرج الفيلم ماركو أورسيني أن يلفت فيلمه، الذي يتضمن كذلك لقطات إنقاذ لاجئين، اهتمام الناس لأزمة اللاجئين في البحر المتوسط.
اختير فيلم "الكلّ يعلم" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي صوّر بالإسبانية مع بينيلوبي كروز وخافيير بارديم، لافتتاح الدورة الحادية والسبعين من مهرجان كان السينمائي في الثامن من مايو/أيار.

عمر سمرة وعمر نور في البحر

وفيلم الافتتاح هذا مرشح أيضا لجائزة السعفة الذهبية، وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الفيلم الافتتاحي في السباق على الجائزة الكبرى، فقد كانت الحال كذلك مثلا مع "مونرايز كينغدوم" للأميركي ويس أندرسون سنة 2012 و"بيسيك إنستكنت" للهولندي بول فيرهوفن سنة 1992.
تكتسي دورة العام 2018 من مهرجان كان السينمائي صبغة سياسية قوية، مع دعوات موجهة إلى المخرجين المعارضين الإيراني جعفر بناهي والروسي كيريل سيريبرينيكوف وأفلام تتناول أخبار الساعة وشخصيات بارزة مثل نيلسون مانديلا والبابا فرنسيس.
ولطالما واكب هذا المهرجان منذ إنشائه سنة 1946 آخر المستجدات ولم تغب عنه جدالات الساعة، من فيلم "هيروشيما مون أمور" الذي استبعد من المسابقة سنة 1959 بسبب ضغوط أميركية إلى "فاهرنهايت 9/11" لمايكل مور الذي ينطوي على نقد لاذع لإدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش والذي نال جائزة السعفة الذهبية سنة 2004.

فيلم ماوراء البحر الهائج في كان