مهرجان المدينة بتونس يسامر الليل على إيقاع أندلسي

الفنان زياد غرسة يلهب الجماهير الحاضرة بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بموروث طربي أصيل بنبضات المالوف والالحان الخالدة.

تونس - احتضنت قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس الجمعة حفلا فنيا للفنان التونسي زياد غرسة ضمن فعاليات مهرجان المدينة في دورته السادسة والثلاثين.
وهذا الحفل هو بمثابة لقاء مع الموروث الطربي الأصيل النابع من نبضات المالوف والالحان التونسية الخالدة.
وتتغنى موشحات ونوبات المالوف بالغزل الذي يتحول من وصف المرأة وجمالها وسحرها الفتان إلى مدح الذات الإلهية في نفس صوفي.
وزياد غرسة يعتبر من الفنانين القلائل المختصين والمحافظين على التراث التونسي والمغاربي الأندلسي حيث قدم العديد من الإنتاجات الموسيقية المستوحاة من المالوف.
وفي أجواء أندلسية فاح منها عبق الأصالة والتاريخ قدّم زياد غرسة الملقب بـ"شيخ الموسيقى التونسية" العرض بموشحات غنائية ووصلات من المالوف الأندلسي.
حيث استهل العرض بموشح "قاضي العشق" مرورا بـ"ما كنت أدري" إلى "يا ناس جراتلي غرائب" وصولا إلى "شوشانة".
ولم يكتف زياد غرسة بوصلات من موشحات المالوف بل حاول تقديم أغان من انتاجاته الخاصة على النمط الأندلسي مثل "يا ميمة"من كلمات على الورتاني و"وقفو البنات في البراكن" من كلمات علي اللواتي.
وغصت مدارج قاعة الأوبرا التي تتسع لـ1800 شخص بجمهور تونسي من جميع الفئات العمرية حيث ألهب زياد غرسة حماسة الجمهور الذي تفاعل مع أغانيه بالتصفيق والرقص.
وبتنويعه للمقامات والايقاعات والتلاوين الموسيقية غازل زياد غرسة أحاسيس ووجدان الجمهور التونسي ليسافر بهم في رحلة فنية طربية رائقة.
زياد غرسة انتشى وأمتع الجمهور الذي بدا متعطشا لسماع الأغاني الطربية الاصيلة التراثية.

وفي كلمة ألقاها زياد غرسة على هامش الحفل، قال إنه فخور بالجمهور الحاضر الذي لم يتوان عن دعمه منذ انطلاق مسيرته الفنية.
وتابع أنه يسعى إلى تحضير انتاجات فنية جديدة قريبا لإثراء مدونته الموسيقية من أجل نيل اعجاب الجمهور التونسي.

وفي شهر رمضان تتحول العاصمة وأزقة المدينة القديمة ليلا إلى ساحات للسهر والسمر، وتزدهر فيها الحركة الفنية ويقبل عليها التونسيون للاستمتاع بالسهرات الرمضانية والمهرجانات التي تقدم الطرب والموشحات الصوفية وموسيقى "المالوف" والموسيقى الكلاسيكية.

ويراهن المهرجان على التعريف بالتراث التونسي في الفن الأصيل والعمارة القديمة للمدينة التي أنشئت منذ نحو 13 قرنا في العاصمة التونسية، والمصنفة ضمن التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

ويشرف على هذه الفعالية مدينة تونس، ووزارة الشؤون الثقافية.