نتنياهو يوصي ماكرون بالتركيز على عدوان إيران الإقليمي

رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد للرئيس الفرنسي أن الاتفاق النووي ليس بمعزل عن الأنشطة التخريبية لطهران في المنطقة.
نتنياهو في جولة أوروبية مدتها 3 أيام ليحذر من إيران
نتنياهو الضغوط الاقتصادية ستقضي على الاتفاق النووي
أوروبا تسعى جاهدة لإنقاذ الاتفاقية المبرمة عام 2015

باريس - حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرنسا الثلاثاء على تحويل اهتمامها إلى التصدي "للعدوان الإقليمي" الذي تمارسه إيران، قائلا إنه لم تعد هناك حاجة لإقناع باريس بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى الكبرى عام 2015 مع طهران لأن الضغوط الاقتصادية ستقضي عليه على أي حال.

ونتنياهو موجود في باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إطار جولة تهدف لإقناع الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بأن تحذو حذو واشنطن في الانسحاب من الاتفاق ومعاودة فرض العقوبات على طهران.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون "لم أطلب من فرنسا الانسحاب من (اتفاق إيران) لأنني أعتقد أنه سيتفكك أساسا تحت وطأة الضغوط الاقتصادية".

وأضاف "إذا كان لديكم اتفاق سيء فلستم مضطرين للالتزام به خاصة إذا رأيتم أن إيران تغزو بلدا تلو الآخر ولا تستطيعون فصل ذلك (الاتفاق) عن عدوان إيران في المنطقة (الشرق الأوسط)".

وتسعى الدول الأوروبية الثلاث جاهدة لإنقاذ الاتفاق، الذي وافقت طهران بموجبه على كبح برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات، وتراه أفضل فرصة لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية.

لكن إسرائيل تقول إن إيران خدعت الغرب وتخطط لاستغلال تخفيف العقوبات في تكوين احتياطات مالية قبل العودة إلى تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع من أجل صنع الأسلحة في المستقبل.

ولم يقبل ماكرون على ما يبدو حجة نتنياهو. وقال "أبلغت رئيس الوزراء بقناعتي الشديدة، والتي يتبناها كذلك شركاؤنا الأوروبيون، بضرورة الحفاظ على الاتفاق لضمان تحكمنا في النشاط النووي".

وندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتفاق عام 2015، والذي جرى التوصل إليه في عهد سلفه باراك أوباما، لأنه لا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودورها في حروب الشرق الأوسط أو ما سيحدث بعد انقضاء أجل الاتفاق في 2025. وتشاركه القوى الأوروبية هذه المخاوف لكنها تقول إن الاتفاق، الذي تفاوضت عليه روسيا والصين أيضا، هو السبيل الأمثل لمنع إيران من تطوير قدرة إنتاج أسلحة نووية.

ماكرون متردد
ماكرون متردد

وأكد ماكرون مجددا على رغبته في فتح مفاوضات جديدة على القضايا الأخرى التي تبعث على قلق واشنطن.

وتقول إيران منذ فترة طويلة إنها لا تريد الطاقة النووية إلا للاستخدامات السلمية. وتشير طهران إلى أن صواريخها الباليستية للأغراض الدفاعية فحسب وغير قابلة للتفاوض وأن لديها كل الحق في دعم حلفائها المشاركين في الصراعات الإقليمية.

ضغوط مالية

تسعى الدول الأوروبية للتوصل لحزمة تجارية مع إيران لحمايتها من العقوبات المالية الأميركية بغية إثنائها عن الانسحاب من الاتفاق. لكنها تواجه صعوبة في إقناع الشركات بالبقاء في إيران أو إيجاد آليات مالية تمكنها حتى من القيام بذلك. وعرض ذلك أوروبا لضغوط إيرانية.

وقال مسؤول غربي "إن لم تحصل إيران على الضمانات المالية في النفط والدخول إلى النظام المالي فلا أتوقع أن تلتزم بالاتفاق لأن الضغط من المحافظين يزداد".

وأضاف "من المحتمل بقوة أنهم سيستأنفون التخصيب والبحث وتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة ليظهروا للأوروبيين وللعالم أنهم جادون".

وكان الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قد قال الاثنين إنه أمر بالاستعداد لزيادة القدرة على تخصيب اليورانيوم إذا انهار الاتفاق النووي بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده منه الشهر الماضي.

وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بخططها "المبدئية" لإنتاج المادة الخام اللازمة لتشغيل أجهزة الطرد المركزي وكذلك الأجهزة التي تخصب اليورانيوم.

وقال ماكرون "أطالب جميع الأطراف بالعمل على استقرار الوضع وعدم التصعيد الذي سيقود إلى شيء واحد: الصراع"، مضيفا أن البيانات الإيرانية زادت من التوتر، لكنها لا تنتهك الاتفاق النووي.